الدكتور محمد شريف جاكو الخبير التشادي في الشؤون الأفريقية ل ” أفرو نيوز 24 ” : خريطة النفوذ في دول منطقة الصحراء تتغير لصالح روسيا والصين
أكد الخبير التشادي في الشؤون الأفريقية الدكتور محمد شريف جاكو أن خريطة النفوذ في دول ما يطلق عليها منطقة ” الصحراء ” بغرب أفريقيا تتغير وتتبدل لصالح النفوذ الروسي والصيني ، مقابل تراجع وانسحاب النفوذ الأمريكي والفرنسي .
وقال الدكتور محمد شريف جاكو في تصريحات خاصة ل « أفرو نيوز 24 » : أن هناك ظاهرة الآن تتمثل في الشباب الأفريقي الذي يمارس ضغوطا علي دوله لانهاء التواجد العسكري الأمريكي والفرنسي في دول المنطقة ، مشيرا إلي أن هذا الأمر ظهر بوضوح في بوركينا فاسو والنيجر .
فترة الحرب الباردة
واعتبر الخبير التشادي في الشؤون الأفريقية الوضع في منطقة الصحراء أصبح شبيها بفترة الحرب الباردة في فترة الثمانينات عندما انقسم العالم إلي قطبين ، الكتلة الغربية وتقودها الولايات المتحدة ، والكتلة الشرقية ويقودها الاتحاد السوفيتي ، وقال ” هناك تنافس الآن في المنطقة بين النفوذ الأمريكي والفرنسي من جهة ، والنفوذ الروسي والصيني من جهة أخري .
ونوه الدكتور محمد شريف جاكو الي الأنباء والتسريبات الإعلامية التي ترددت في الساعات الأخيرة عن وصول قوات روسية الي تشاد .
وأعاد الخبير في الشؤون الأفريقية التأكيد علي أن النفوذ الأمريكي والفرنسي يتضاءل في المنطقة مقابل صعود للنفوذ الروسي عسكريا وصيني اقتصاديا في دول منطقة الصحراء .
واشنطن فشلت في حربها ضد الإرهاب
وشدد الدكتور محمد شريف جاكو علي أن الولايات المتحدة الأمريكية فشلت في حربها ضد الإرهاب في دول المنطقة ، وقال ” منذ انتشار القوات الأمريكية والفرنسية في مالي والنيجر وبوركينا فاسو وتشاد تحت شعار محاربة الإرهاب ، كانت هناك زيادة في وتيرة العمليات الإرهابية .
واضاف ” أنه تلاحظ أن هناك انحسار في العمليات الإرهابية بعد خروج القوات الفرنسية والأمريكية من دول المنطقة
وذكر جاكو أن الشباب الأفريقي ينادي ببديل للقوات الفرنسية والامريكية .، مشيرا إلي أن خريطة النفوذ بدأت تتغير لصالح روسيا والصين ومعهم الهند اقتصاديا .
موقف فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية
وفي رده علي سؤال حول ما إذا كانت الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا ستقبلان بزيادة النفوذ الروسي في دول منطقة الصحراء ، قال الدكتور محمد شريف جاكو الخبير التشادي في الشؤون الأفريقية ” بالطبع لا ، فمن المستبعد أن تقبل فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية بهذا الأمر .
وأشار إلي أنه عقب الانقلاب العسكري في النيجر حاولت باريس وواشنطن عدم الاعتراف بالمجلس العسكري الانتقالي في نيامي ، واستخدام اللجنة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا ” إيكواس ” في اجبار المجلس العسكري النيجري تسليم السلطة عبر التهديد بالتدخل العسكري في النيجر .
وقال ” لكن صمود الحكومة النيجرية وبتأييد من الشباب الأفريقي ، استسلمت فرنسا والولايات المتحدة للأمر الواقع وانسحبتا من النيجر ، مضيفا ” لم تنسحبا من تلقاء نفسيهما وانما اجبرتا علي هذا الانسحاب ” .
ليس هناك مكان لفرنسا
وشدد الخبير في الشؤون الأفريقية أنه ليس هناك مكان لفرنسا الآن في أفريقيا تطمئن فيه ، واستطرد قائلا ” من كان يعتقد أن النيجر تخرج عن العباءة الفرنسية ” .
واعتبر الدكتور محمد شريف جاكو أن هناك ارهاصات بأن تشاد هي الأخري علي نفس الطريق ، محددا هذه الارهاصات في ٣ نقاط .
الأولي وفقا للدكتور شريف جاكو” أن الرئيس التشادي محمد إدريس ديبي يعتقد أن الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا تريدان منافسة في الانتخابات الرئاسية القادمة.
وذكر جاكو أن النقطة الثانية هي أن غالبية الشعب التشادي يريدون أن تكون تشاد هي الدولة الرابعة في اتحاد دول الصحراء والذي يضم كلا من مالي وبوركينا فاسو والنيجر ، مشيرا إلي وجود امتدادات عرقية واثنية تربط تشاد بهذه الدول .
ونوه الخبير التشادي في الشؤون الأفريقية أن النظام الحاكم في انجمينا يشعر بأنه في موقف صعب بسبب مواقفه المؤيدة لفرنسا ، وفي ذات الوقت تربط تشاد بدول الصحراء علاقات ومصالح خاصة مع النيجر التي يستورد منها الوقود .
وقال ” ان وجود قوات فرنسية في تشاد تؤرق كثير من دول المنطقة .
وأشار الدكتور محمد شريف جاكو أن النقطة الثالثة تتمثل في أن الوجود العسكري الروسي أصبح يحيط الان بتشاد من جميع الجوانب حيث سواء في جنوب ليبيا او أفريقيا الوسطى والنيجر .
غياب دور الاتحاد الأفريقي
وردا علي سؤال بشأن دور الاتحاد الأفريقي في كل هذه التطورات ، اعتبر الدكتور محمد شريف جاكو الخبير التشادي في الشؤون الأفريقية أن الاتحاد الأفريقي يغيب غيابا كاملا ، والاتحاد ليس له أي دور في تلك التطورات والاحداث في منطقة دول الصحراء .
جدير بالذكر أن وزارة الدفاع الأمريكية أعلنت سحب جزء من قواتها من تشاد ، قال السكرتير الصحفي للبنتاجون الأمريكي الميجور جنرال بات رايدر يوم الخميس ” إن الولايات المتحدة تخطط “لإعادة تمركز” بعض قواتها العسكرية من تشاد، لكنه لم يذكر عدد القوات التي ستتأثر أو إلى أين سيتم نقلها.
وأضاف “هذه خطوة مؤقتة في إطار المراجعة المستمرة لتعاوننا الأمني والتي ستستأنف بعد الانتخابات الرئاسية في تشاد في 6 مايو”.
ويأتي هذا الإعلان بعد أن أمر قائد القوات الجوية التشادية الولايات المتحدة بوقف الأنشطة في قاعدة جوية بالقرب من العاصمة نجامينا، في وقت سابق من هذا الشهر، حسبما ذكرت وكالة رويترز للأنباء.
وأشار الجنرال رايدر إلي المحادثات التي تجري مع المجلس العسكري الحاكم في النيجر، والتي تهدف إلى ضمان “انسحاب منظم ومسؤول للقوات الأمريكية” من البلاد.
وفي تشاد، تنشر الولايات المتحدة حوالي مئة جندي في إطار محاربة المتطرفين في منطقة الساحل.
وفي رسالة إلى وزير القوات المسلحة اطلعت عليها وكالة فرانس برس، دعا رئيس أركان القوات الجوية التشادية في مطلع أبريل إلى انسحاب الجنود الأميركيين، وعزا السبب إلى عدم وجود اتفاق يسمح بوجودهم.
وأفاد المتحدث باسم الحكومة التشادية عبد الرحمن كلام الله لوكالة فرانس برس، الجمعة، بأن “وجود القوات الأميركية في تشاد كان مدفوعا في البداية بالالتزام المشترك بمكافحة الإرهاب”.
وأضاف: “هيئة الأركان العامة التشادية أعربت عن مخاوف بشأن هذا الوجود”، و”تقديرا للمخاوف التي تم التعبير عنها، قررت الحكومة الأميركية سحب قواتها مؤقتا من تشاد”.
وأوضح “أن هذا الانسحاب لا يعني بأي حال من الأحوال وقف التعاون بين البلدين في محاربة الإرهاب”.
إقرأ المزيد :