جهود مصرية حثيثة للتوصل إلي توافق دولي حول مشروع اتفاقية « الصحة العالمية » بشأن الوقاية من الجوائح والاستجابة لها
انطلقت اليوم بمقر منظمة الصحة العالمية فى جنيف أعمال الجلسة التاسعة المستأنفة لهيئة التفاوض الحكومية الدولية المعنية بصياغة اتفاقية بشأن الوقاية من الجوائح والتأهب والاستجابة لها.
وأكد السفير الدكتور احمد ايهاب جمال الدين مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة في جنيف، أن مصر تواصل جهودها الحثيثة للانخراط الايجابي في المفاوضات، بهدف الاسهام فى التوصل إلى توافق بين الدول حول مشروع اتفاقية دولية تلبى احتياجات البشرية للتعامل مع أى جوائح أو أوبئة مستقبلية بنجاح، بما يبنى على تجربة جائحة كوفيد ١٩، وما شهدته من صعوبات عانت منها كافة دول العالم وخلفت آثارا إنسانية واقتصادية واجتماعية بقيت تداعياتها حتى يومنا هذا.
وقال السفير جمال الدين في تصريحات خاصة لموقع ” أفرو نيوز 24 ” : إن مصر تتمتع بعضوية عدد من التكتلات الهامة الأطراف في تلك المفاوضات، حيث انضمت مصر إلى المجموعة الافريقية العام الماضي لدعم موقفها التفاوضي، إلى جانب عضويتها الأساسية ضمن مجموعة شرق المتوسط (والتي تستضيف القاهرة مكتب المنظمة الاقليمي الخاص بها)، علاوة على عضويتها بمجموعة الدول متشابهة الفكر للإنصاف، والتي تضم ما يزيد عن ٣٠ دولة من مختلف دول العالم، الذين يتشاركون موقف موحد داعم لتحقيق مبدأ الانصاف ولضمان حقوق الدول النامية فى اى اتفاقية مستقبلية.
وأشار مندوب مصر الدائم إلى انه من المفترض أن تكون الجولة الحالية لهيئة التفاوض الحكومية هى الأخيرة قبيل قيام مكتب الهيئة برفع تقريره بشأن نتيجة المفاوضات إلى الدورة ٧٧ لجمعية الصحة العالمية، التى ستنعقد من ٢٧ مايو إلى الأول من يونيو فى جنيف.
وأوضح جمال الدين إلى أن مسار المفاوضات الجاري بهيئة التفاوض الحكومية قد تم إطلاقه بناء على قرار الدورة الاستثنائية الخامسة للمجلس التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية التي عقدت في ديسمبر ٢٠٢١، والتي قررت اطلاق هذا المسار التفاوضي بهدف الخروج باتفاقية جديدة لتعزيز الوقاية من الجوائح والتأهب والاستجابة لها، وذلك بالتوازي مع إطلاق مسار موازي لفريق العمل المعني بالتفاوض على إدخال تعديلات على اللوائح الصحية الدولية ٢٠٠٥، بحيث يشكلان المساران إطارا متكاملا يضمن تحقيق الأهداف المرجوة لتعزيز استعداد الأنظمة الصحية والصحة العالمية بشكل فعال.
كما أوضح مندوب مصر الدائم أنه من المنتظر أن تشهد جولة المفاوضات مناقشات جادة حيال عدد من الموضوعات، والتي تتباين فيها المواقف والاولويات بين المجموعات الاقليمية والجغرافية المختلفة، لا سيما بين الدول المتقدمة من ناحية والنامية من ناحية أخرى، خاصة موضوعات التمويل المستدام، وبناء القدرات، ونقل التكنولوجيا، والتصنيع المحلي، والمشاركة وتبادل المنافع، والتأهب والمراقبة والصحة العامة، وغيرها من الموضوعات الحيوية المرتبطة بالارتقاء بهيكل الصحة العالمية وقدرات الدول على التأهب والاستجابة.
واكد جمال الدين ان مصر ، بما لديها من ثقل ونشاط دبلوماسي متعدد الاطراف، ومن رصيد رفيع المستوى من الخبرات والكفاءات في المجال الصحي، تعمل على تقريب وجهات النظر بين الاطراف المتفاوضة، لتحقيق توافق يتعاطى مع شواغل واولويات كافة الاطراف المعنية، مع العمل على أن يكون محتواه محققا لمبدأ الانصاف فى كافة مكونات الاتفاقية الجديدة حماية لحقوق الدول النامية.
و أضاف مندوب مصر الدائم ” أن مصر شاركت في عدد من الاجتماعات التحضيرية الهامة التي سبقت عقد جولة المفاوضات الأخيرة ، ومن بينها الاجتماع الإقليمي الافتراضي لمنطقة شرق المتوسط في ٢٣ أبريل الجاري، بالإضافة إلى الاجتماع التشاورى الأفريقى الذي استضافته العاصمة الإثيوبية أديس أبابا يوم ٢٧ أبريل الجاري، حيث شهدت هذه الاجتماعات تبادل وجهات النظر و بلورة موقف المجموعتين استعدادا لبدء جولة المفاوضات الأخيرة.
واستطرد جمال الدين ” انه من حسن الطالع أن مصر تحظى بعضوية هيئة مكتب التفاوض الحكومية التى تضم ستة شخصيات يمثلون الأقاليم الجغرافية لمنظمة الصحة العالمية يديرون عملية المفاوضات الدولية الحالية على الاتفاقية ، وذلك من خلال عضوية السفير عمرو رمضان، نائب رئيس مكتب هيئة التفاوض ممثلا عن منطقة شرق المتوسط.
إقرأ المزيد :
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.