مفوضة الاتحاد الأفريقي:مضاعفة قدرات الطاقة المتجددة في أفريقيا ليست مجرد قضية بيئية ولكن أولوية أساسية لمسار التنمية في القارة
الدكتورة أماني أبو زيد: التمويل المتاح للمناخ والتنمية على المستوى العالمي بعيد المنال بالنسبة لمعظم البلدان الأفريقية
قادة الطاقة والمناخ في العالم يجتمعون في أول حوار رفيع المستوى لمؤتمر COP29 لمناقشة قضايا الطاقة و طموحات قمة « باكو»
عقدت رئاسة مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين COP29 والوكالة الدولية للطاقة أول سلسلة من الحوارات رفيعة المستوى بشأن انتقال الطاقة و ذلك قبل مؤتمر المناخ COP29 و الذي يعقد هذا العام في باكو عاصمة أذربيجان و ذلك بهدف بناء توافق دولي حول ما هو مطلوب لتنفيذ تعهدات الطاقة لمؤتمر الأطراف COP28 والحد من الاحترار العالمي إلى 1.5 درجة مئوية، وهو أحد الأهداف الرئيسية المنصوص عليها في اتفاق باريس لعام 2015.
وعقد الحوار في مقر وكالة الطاقة الدولية في باريس و شارك في رئاسته الرئيس المكلف لمؤتمر الأطراف التاسع والعشرين مختار باباييف، والمدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية، فاتح بيرول، بمشاركة أكثر من 70 قائدا من قطاع الطاقة والمناخ من جميع أنحاء العالم، وكان من بين المشاركين الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ سيمون ستيل؛ ومفوضة الاتحاد الأفريقي للبنية التحتية والطاقة الدكتورة أماني أبو زيد؛ ووزيرة الخارجية الألمانية والمبعوثة الخاصة للعمل المناخي الدولي جنيفر مورجان و عدد من الوزراء الأوروبيين و الأفارقة و ممثلين عن الاتحاد الأوروبي و المؤسسات التمويلية الدولية و بعض رؤساء قمم المناخ السابقة.
وشدد عدد من المشاركين على أهمية زيادة تمويل التحولات في مجال الطاقة، لا سيما في الاقتصادات الناشئة والنامية ، مؤكدين على الأهمية الأساسية لضمان أن تكون التحولات في مجال الطاقة عادلة ومنصفة، لا سيما في الاقتصادات الناشئة والنامية، حيث لا يزال الوصول إلى رأس المال للمشاريع وارتفاع تكاليف الاقتراض يمثل تحديا ملحا ، كما تطرق المشاركون الي الحاجة إلى تسريع التقدم في طرح و تنفيذ حلول عملية و واقعية لخفض الانبعاثات الضارة.
و يعد توسيع نطاق تمويل المناخ لدعم جهود البلدان في خططها المناخية الوطنية بما يتماشى مع مسارات الحد من الانبعاثات جزءا رئيسيا من خطة رئاسة مؤتمر الأطراف 29.
مساهمة أفريقيا في تشكيل أولويات ونتائج COP29
و من جانبها، أشارت الدكتورة أماني أبو زيد، مفوض الاتحاد الأفريقي للطاقة والبنية التحتية، إلى أن الاجتماع كان أساسيا لضمان مساهمة أفريقيا في تشكيل أولويات ونتائج COP29 والتأثير عليها بشكل يتلاءم مع الحقائق و الأوضاع في القارة.
و ألقت مفوضة الاتحاد الافريقي كلمة قوية أكدت فيها على الاحتياجات الأساسية للقارة في تحقيق التنمية المستدامة والقدرة على التكيف مع المناخ ، مسلطة الضوء على أهمية معالجة أولويات المناخ في مضاعفة قدرات الطاقة المتجددة ثلاث مرات في أفريقيا ليست مجرد قضية بيئية ولكن كأولوية أساسية لمسار التنمية في القارة.
محفزا للتنمية الاجتماعية والاقتصادية الأوسع في أفريقيا
وشددت الدكتورة أماني أبو زيد مفوضة الطاقة والبنية التحتية علي أنه من الأهمية بمكان أن يصبح العمل المناخي محفزا للتنمية الاجتماعية والاقتصادية الأوسع في أفريقيا من خلال توفير الوظائف وتعزيز تصنيع المعدات وتعزيز التحول الصناعي والاستفادة من المعادن الحيوية في القارة ، وقالت ” أن “خطة المناخ هي خطتنا للتنمية”.
و أضافت ” أن الحصول على التمويل لا يزال أكبر تحد يواجهه أفريقيا، مسلطة الضوء على الواقع الصارخ المتمثل في الحد الأدنى من حصة أفريقيا من تمويل المناخ العالمي والاستثمارات، على الرغم من فقر الطاقة الخطير في القارة، ودعت إلى إصلاح شامل لهيكل التمويل العالمي، يشمل تمويل المناخ والتنمية والاستثمار ، واستطردت قائلة ” من المؤسف أن هذه القضية الحرجة تثار في كل مؤتمر الأطراف، ولكن التقدم لا يزال بطيئا”.
و أوضحت الدكتورة أماني أبو زيد أن أفريقيا تلقت أقل من 3٪ من الاستثمارات البالغة 3 تريليونات دولار أمريكي في مجالات الطاقة المتجددة على مدى العقد الماضي”، مسلطة الضوء كذلك على أن التمويل المتاح للمناخ والتنمية على المستوى العالمي بعيد المنال بالنسبة لمعظم البلدان الأفريقية، ويرجع ذلك أساسا إلى التصنيفات الائتمانية غير العادلة وارتفاع تكلفة رأس المال ، يعد نقل التكنولوجيا السريع أولوية رئيسية أخرى لأفريقيا.
و دعت مفوضة الطاقة والبنية التحتية في الاتحاد الأفريقي الدكتورة أماني أبو زيد إلى أطر ومبادرات لتشجيع الابتكار التكنولوجي ونقلها، والتعاون التقني، وبناء القدرات التقنية والتدريب في افريقيا وحثت على “برامج لنقل المعرفة و التقنيات في وتشجيع إنشاء قاعدة تصنيع لمعدات وأنظمة الطاقة المتجددة في أفريقيا والتي ستكون حاسمة لخفض التكاليف وتفضيل الإنتاج على نطاق واسع”.
الطهي النظيف في أفريقيا
كما تناولت الدكتورة أماني أبو زيد قضية الطهي النظيف في أفريقيا التي اكتسبت زخما عالميا على مدى العامين الماضيين، وبلغت ذروتها في القمة الأولى للطهي النظيف في أفريقيا في 14 مايو 2024 في باريس، في اليوم السابق للاجتماع التشاوري لمؤتمر الأطراف التاسع و العشرين
و دعت مفوضة الإتحاد الافريقي الى إعادة النظر في عملية التعدين واستخراج المعادن الحيوية من أجل انتقال الطاقة، وصرحت: “إن استخراج المعادن الحيوية من أجل انتقال الطاقة أمر حيوي، ومع ذلك فإن العمليات الحالية معيبة للغاية”.
ودعت إلى الحاجة الملحة إلى مراجعة هذه العمليات لضمان استيفائها للمعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة، والمساهمة بشكل إيجابي في المجتمعات المحلية والنظم الإيكولوجية ، كما أكدت على الحاجة إلى مواجهة قضية الاستثمار الأخضر وكذلك تطوير أطر قوية للاستثمار الأخضر تعطي الأولوية للشفافية والمساءلة والتأثير البيئي والاجتماعي الحقيقي قائلة إنه “من الضروري التدقيق في الاستثمارات التي توصف بأنها “خضراء” لضمان مساهمتها الحقيقية في أهداف الاستدامة وعدم إدامة الممارسات الضارة تحت ستار المسؤولية البيئية”.
إقرأ المزيد
مفوضة الاتحاد الأفريقي : أفريقيا تلعب دورا محوريا في تشكيل مستقبل الطاقة في العالم
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.