الجزائر : لا صوت يعلو فوق صوت الانتخابات الرئاسية .. و « العمال » يرشح إمرأة
حالة من الترقب تشهدها الساحة السياسية في الجزائر مع قرب فتح باب الترشح في الانتخابات الرئاسية المقرر أن يفتح باب الاقتراع فيها في شهر سبتمبر المقبل ، حيث بدأت بعض الأحزاب والتكتلات السياسية الجزائرية في الكشف عن مرشحيها المحتلمين للانتخابات ، كان آخرها حزب العمال الذي أعلن أمس السبت, عن ترشيح أمينته العامة” لويزة حنون “للانتخابات الرئاسية المقررة يوم 7 سبتمبر المقبل ، يأتي هذا فيما لم يعلن الرئيس عبد المجيد تبون، الذي انتُخب في ديسمبر 2019، ما إذا كان سيسعى إلى الفوز بولاية جديدة.
وخلال اجتماع للمجلس الوطني لحزب العمال تمت تزكية السيدة حنون من قبل أعضاء اللجنة المركزية كمرشحة للرئاسيات المقبلة باسم الحزب.
انتصارا للديموقراطية
وفي كلمة لها بالمناسبة, أوضحت السيدة حنون أن حزب العمال “يملك الجرأة السياسية للمشاركة في هذه الانتخابات”, معتبرة أن هذه المشاركة تمثل “انتصارا للتعددية الحزبية والديمقراطية” ، مؤكدة على أهمية الاستحقاق الانتخابي القادم في “اختيار المرشح الأنسب لقيادة البلاد”, مشيرة إلى أن حزب العمال “يناضل من أجل تحقيق المساواة في الحقوق والواجبات”.
كما تطرقت السيدة حنون إلى المستجدات على الساحة الوطنية والاقليمية والدولية, داعية الى “الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني الذي أنهكته حرب الإبادة التي يشنها الكيان الصهيوني ضده”.
جدير بالذكر أن حنون سبق أن ترشّحت لخوض الانتخابات الرئاسية في الأعوام 2004 و2009 و2014، بحسب ما أفاد التلفزيون الوطني.
وكانت حنون قد سُجنت في مايو 2019 في أعقاب انطلاق الحراك، بعد اتهامها بـ”التآمر” ضد الدولة والجيش ، وأطلق سراحها فيما بعد.
تعبئة وطنية
من جانبه دعا رئيس جبهة المستقبل الدكتور فاتح بوطبيق السبت بوهران إلى “تعبئة وطنية قوية لإنجاح الانتخابات الرئاسية المقبلة و بالتالي تعزيز الإصلاحات الاقتصادية و إرساء سياسة انتخابية تكرس إرادة الشعب”.
و ذكر بوطبيق في تجمع حزبي بمركز المؤتمرات “محمد بن أحمد” أن “تشكيلته السياسية ستكون في الصفوف الأولى و على استعداد لتعبئة وطنية قوية”.
كما أكد أن “الاستحقاق الرئاسي القادم فرصة لتقوية العزيمة و الإرادة الوطنية و تعميق العلاقة مع مؤسسات الجمهورية و إعطاء صورة للمجتمع الدولي بأن مواقف الجزائر تمثل عمق الشعب الجزائري”, داعيا الطبقة السياسية و مختلف الهيئات و المجتمع المدني إلى “تعبئة وطنية للخروج بقوة يوم 7 سبتمبر القادم إلى صناديق الاقتراع و سد الطريق أمام من يريد التشكيك”.
و حث رئيس جبهة المستقبل في هذا السياق الطبقة السياسية على “الحفاظ على الجبهة الداخلية بما يحقق التلاحم و الانسجام الوطني قائلا بأن “الشعب الجزائري من خلال وفائه لتضحيات الشهداء أصبح يشكل صخرة أمام تلك الأمواج الهائجة التي تريد ضرب الجزائر”.
و من جهة أخرى ذكر بوطبيق بأن الجزائر تؤسس لاقتصاد قوي ومنظومة اجتماعية متميزة بفضل الإجراءات و التدابير التي اتخذت لفائدة الجبهة الاجتماعية المتمثلة خاصة في رفع الأجور ومنح التقاعد و السعي نحو الاكتفاء الذاتي و تصدير منتجاتها الزراعية.
كما ثمن المسؤول الحزبي الجزائري مواقف الجزائر سواء على مستوى مجلس الأمن و منظمة الأمم المتحدة الداعمة للقضية الفلسطينية .
فرصة لتحقيق مزيد من الإنجازات
واعتبر القائد العام للكشافة الإسلامية الجزائرية عبد الرحمان حمزاوي السبت ببرج بوعريريج أن الانتخابات الرئاسية المقبلة تعد “فرصة لتحقيق المزيد من الانجازات على كافة الأصعدة والمستويات”.
وأوضح حمزاوي خلال كلمة ألقاها أثناء إشرافه على لقاء جماهيري بقاعة “البشير الإبراهيمي” بعاصمة الولاية ضمن ندوة تحت شعار ”أشارك من أجل وطني” التي تنظمها الكشافة الإسلامية الجزائرية بمشاركة 33 ولاية أن ”الانخراط والمشاركة في الانتخابات الرئاسية ل7 سبتمبر المقبل تعني تحقيق المزيد من الانجازات التي سيجني ثمارها فئة الشباب على الخصوص”.
وأبرز بأن ”الشباب الجزائري سيقول كلمته خلال هذه المحطة الهامة وعيا منه بما تحمله المرحلة من رهانات وتحديات على الصعيدين الوطني والإقليمي”, مجددا في هذا السياق دعوته إلى “كامل الفاعلين والنخبة خاصة منهم الطلبة من أجل التوعية والتحسيس للمشاركة في الانتخابات الرئاسية المقبلة لمواصلة مسيرة البناء وتكملة ورشات الإصلاح في مختلف المجالات”.
وذكر القائد العام للكشافة الإسلامية الجزائرية أن ”ما تم تحقيقه من إنجازات في عهد الجزائر الجديدة هو نتيجة للتوافق الحاصل بين مختلف أطياف المجتمع و بفضل ثقة الشعب في رئيس الجمهورية الجزائرية عبد المجيد تبون”.
من جهته أشار المحافظ الولائي للكشافة الإسلامية الجزائرية في برج بوعريريج زكرياء بلخضر الى أن ”الكشافة الإسلامية الجزائرية ستساهم في توعية وتحسيس المواطنين عموما وفئة الشباب خصوصا بأهمية الاستحقاق الرئاسي المقبل باعتباره محطة دستورية وطنية بالغة الأهمية لتكريس الإرادة الشعبية وتجسيد الديمقراطية”.
قوة داعمة لإنجاح الانتخابات
وأكد التجمع الوطني الديمقراطي, السبت, التزامه بأن يكون قوة داعمة لإنجاح الانتخابات الرئاسية المقرر تنظيمها في السابع من سبتمبر المقبل, مبرزا حرصه على مواصلة الجهود لتجنيد وتعبئة قواعده النضالية للمساهمة في إنجاح هذه الاستحقاقات.
وفي بيان عقب اجتماع المكتب الوطني للتجمع الوطني الديمقراطي الجزائري تحت رئاسة الأمين العام للحزب, مصطفى ياحي, أكد التجمع الوطني الديمقراطي أنه “ملتزم بأن يكون قوة داعمة لإنجاح الاستحقاق الرئاسي, من خلال القرارات التي سيفصل فيها المجلس الوطني للحزب في دورته المقبلة”, داعيا أعضاءه إلى “مواصلة الجهود التي باشروها في الميدان من أجل تحقيق هذه الغاية طبقا لتوجيهات القيادة الوطنية للحزب”.
وأكد حرصه على “مواصلة جهوده لتجنيد وتعبئة قواعده الحزبية للمساهمة في إنجاح هذه الانتخابات الرئاسية, من خلال تحفيز الهيئة الناخبة بضرورة التوجه بقوة إلى صناديق الاقتراع واختيار مرشحها بكل ديمقراطية وشفافية في ظل المحيط القانوني الملائم الحالي, الذي يعتبر ثمرة مكتسبات الإصلاحات, والذي يضمن نزاهة العملية الانتخابية والتنافس الانتخابي الشريف”.
كما جدد التأكيد على “أنه في خندق واحد مع القوى الوطنية الثابتة في دعم المواقف السيادية للدولة والملتفة بقوة حول مؤسساتها الدستورية خدمة لتعزيز استقرار وتنمية الجزائر”, مثمنا بوادر العمل الحزبي المشترك الذي “يثبت وعي الطبقة السياسية بأهمية توحيد الصف وتعزيز اللحمة الوطنية لمجابهة كل التحديات, لاسيما أن بلادنا مقبلة على موعد انتخابي هام, يستدعي من الجميع التحلي باليقظة العالية وتغليب المصلحة الوطنية عن أي مصلحة أخرى كانت” .
وفي هذا المنحى, دعا ذات الحزب كافة القوى الحية في المجتمع من أحزاب سياسية ومنظمات وطنية ومكونات المجتمع المدني إلى “توسيع التشاور, للالتفاف حول مرشح إجماع للانتخابات الرئاسية المقبلة”, مما يضمن –مثلما أكد– “مواصلة الإصلاحات المنتهجة في السنوات الأخيرة وبلوغ أهدافها المسطرة”.
وفي الشقين الاقتصادي والاجتماعي –يتابع نفس المصدر– عبر الحزب عن “ارتياحه لقرارات رئيس الجمهورية الجزائرية عبد المجيد تبون, الرامية إلى تعزيز القدرة الشرائية للمواطن, من خلال الزيادات المتوالية في الأجور ومعاشات المتقاعدين ومراجعة القوانين الأساسية لمختلف فئات الموظفين, إلى جانب المشاريع التنموية الواعدة في المجال الزراعي والصناعي والتجاري والمنجمي والبنية التحتية”.
وعلى صعيد آخر, ثمن الحزب التنسيق القائم ما بين المؤسسات الدستورية, وهو “ما يبعث على الارتياح والطمأنينة في نفوس الجزائريين ويغذي روح الأمل, ويثبت أن الجزائر دولة مؤسسات”, حيث توجه بهذه المناسبة بالتحية والتقدير للجيش الوطني الشعبي وكافة افراد أسلاك الأمن الساهرين على أمن وسلامة التراب الوطني.
من جهة أخرى, أشاد التجمع الوطني الديمقراطي بـ “المواقف المشرفة للدبلوماسية الجزائرية والمكاسب الدولية المحققة لنصرة القضية الفلسطينية والتنديد بشدة بوحشية ودموية الكيان الصهيوني الغاشم”, مجددا, في هذا الصدد, “إدانته لجرائم الحرب والانتهاكات المقترفة في حق الشعب الفلسطيني الشقيق, والتي ستبقى وصمة عار في جبين المؤسسات الدولية المتواطئة”.
كانت الرئاسة الجزائرية قد أعلنت يوم 21 مارس أنه تقرر إجراء انتخابات رئاسية مبكرة يوم 7 سبتمبر 2024، أي قبل ثلاثة أشهر من موعدها المقرر أصلا، في خطوة فاجأت الساحة السياسية والرأي العام الجزائري.
وقال الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، إن سبب إعلان انتخابات رئاسية مسبقة يعود لأسباب تقنية وهو العودة إلى رزنامة انتخابية مقبولة، مشيرا إلى أن انتخابات 2019 كانت نتيجة لظروف خاصة.
ورفض الرئيس الجزائري الحديث عن ترشحه لولاية ثانية، قائلا “الوقت سابق لأوانه ولا زلنا نعمل”.
إقرأ المزيد
كاشفا عن أسباب إجراء انتخابات رئاسية مبكرة .. الرئيس الجزائري: من السابق لأوانه الحديث عن ترشحي
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.