جنوب أفريقيا : مأزق « المؤتمر الوطني » .. وخريطة التحالفات المحتملة
الدكتور حمدي عبد الرحمن يطرح السيناريوهات المحتملة لخريطة التحالفات والسيناريو الكابوس
حالة من الترقب تشهدها جنوب أفريقيا انتظارا لما ستسفر عنه المشاورات والاتصالات التي يجريها حزب المؤتمر الوطني مع الأحزاب والقوي السياسية التي حققت نتائج إيجابية في الانتخابات العامة التي شهدتها جنوب أفريقيا أواخر الشهر الماضي ، حيث يسابق حزب المؤتمر الوطني الزمن لتشكيل حكومة وحدة وطنية عقب خسارته التاريخية لأغلبيته البرلمانية للمرة الأولي منذ حوالي 30 عاما ,حيث أجبرت نتيجة الانتخابات حزب الزعيم الأفريقي التاريخي وقائد النضال ضد نظام الفصل العنصر نيسلون مانديلا علي التواصل مع جميع الأحزاب التي حققت نتائج إيجابية في الانتخابات لمحاولة الوصول لتوافق حول حكومة ائتلافية منواستكمال بقية المناصب الدستورية علي رأسها منصب الرئيس القادم.
وأكد سيريل رامافوزا زعيم المؤتمر الوطني الأفريقي في جنوب أفريقيا، سيريل رامافوزا، أن حزب المؤتمر الوطني الأفريقي سيدعو الأحزاب السياسية الأخرى لتشكيل حكومة وحدة وطنية.
وقال رامافوزا في تصريحات نقلتها عنه ” بي بي سي ” : إن حزب المؤتمر الوطني الأفريقي أقر بشكاوى الناس، ودعا إلى حوار وطني للمساعدة في إعادة بناء التماسك الاجتماعي.
إقرأ أيضا : زلزال سياسي يضرب جنوب أفريقيا .. حزب المؤتمر الوطني يتجة لفقدان أغلبيته التاريخية
مأزق الوقت
وأمام الأحزاب السياسية ما يزيد قليلاً عن أسبوع لتشكيل حكومة قبل انعقاد البرلمان لانتخاب رئيس البلاد ، وبموجب نظام التمثيل النسبي في جنوب أفريقيا، لكي تحصل الحكومة على الأغلبية المضمونة، فإنها تحتاج إلى تشكيل تحالف من الأحزاب التي تحصل مجتمعة على أكثر من 50٪ من الأصوات.
وحصل حزب المؤتمر الوطني الأفريقي على 40% من الأصوات، بينما حصل حزب التحالف الديمقراطي من يمين الوسط على 22%، وحزب MK الذي يتزعمه الرئيس السابق جاكوب زوما على 15%، وحزب المناضلون من أجل الحرية الاقتصادية المتطرف على 9%.
حكومة وحدة وطنية
وقال رامافوسا في وقت متأخر من يوم الخميس بعد أن عقدت اللجنة التنفيذية الوطنية لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي اجتماعا ماراثونيا في جوهانسبرج : “اتفقنا على دعوة الأحزاب السياسية لتشكيل حكومة وحدة وطنية باعتبارها الخيار الأفضل لدفع بلادنا إلى الأمام” ، مضيفا “في تشكيل حكومة وحدة وطنية، سوف نستفيد من الخبرة التي يعرفها مواطنو جنوب إفريقيا والتي خدمت بلادنا بشكل جيد في وقت صعب للغاية.”
و يشير رامافوزا في تصريحاته إلى أول حكومة ديمقراطية في جنوب أفريقيا، والتي تشكلت في عام 1994، والتي كان رئيسها نيلسون مانديلا من حزب المؤتمر الوطني الأفريقي يعمل مع أعدائه السابقين في الحزب الوطني، الذي طبق الفصل العنصري.
كما ضمت حزب إنكاثا للحرية، وهو حزب محافظ ذو قاعدة عرقية من الزولو، والذي اشتبك أنصاره بشكل متكرر مع نشطاء حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، مما أدى إلى مقتل الآلاف.
المهمة الصعبة
ووفقا ل ” بي بي سي ” يواجه حزب المؤتمر الوطني الأفريقي مهمة صعبة ومأزق لأن الأحزاب الثلاثة الكبرى التالية تمثل برامج أيديولوجية واقتصادية مختلفة بشكل صارخ.
لكن رامافوزا قال ” إن مثل هذه الاختلافات “لن تمنع إمكانية العمل مع أي حزب طالما أن ذلك في المصلحة العامة” وبما يتماشى مع مجموعة من المبادئ الأساسية، بما في ذلك احترام الدستور وسيادة القانون.
ويقول محللون إن اتباع هذا النهج الواسع قد يسمح لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي بتجنب اختيار شريك في الائتلاف قد لا يحظى بشعبية بين قاعدته، أو على الأقل استرضاء بعض الأعضاء قبل محاولة تشكيل ائتلاف أضيق إذا فشلت محادثات الوحدة الوطنية.
وقد أجري حزب المؤتمر الوطني بالفعل “مناقشات بناءة” مع التحالف الديمقراطي وثلاثة أحزاب صغيرة.
موقف حزب MK
ورفض حزب زوما “أومكونتو ويسيزوي” (MK) قبول نتيجة الانتخابات أو الانضمام إلى ائتلاف طالما ظل رامافوزا رئيسا ، لكنه أصدر بيانا في وقت متأخر من مساء الخميس قالت فيه إنها عقدت اجتماعا مبدئيا مع المؤتمر الوطني الأفريقي وسيتبعه اجتماع قريبا.
وقال رامافوزا ” إن حزب المؤتمر الوطني الأفريقي عين فريق عمل من خمسة أعضاء للتواصل مع جميع الأطراف التي أعلنت عزمها على تعزيز مصالح شعب جنوب أفريقيا .
https://twitter.com/CyrilRamaphosa/status/1798818194750349704?t=4iymI4ZFGA43Q86S84ky1g&s=19
خريطة التحالفات المحتملة
” أفرو نيوز 24 ” طرح علي الدكتور حمدي عبد الرحمن أستاذ العلوم السياسية بجامعة زايد بالإمارات التساؤل بشأن قراءته لخريطة التحالفات في جنوب أفريقيا في ضوء النتائج الرسمية للانتخابات .. وهل هناك امكانية لتحالف بين المؤتمر الوطني مع منشقيه خاصة حلف زوما الجديد .. أم أن المؤتمر الوطني قد يلجأ للتحالف مع أحزاب تخالف عقيدته السياسية ؟
حيث يقول الدكتور حمدي عبد الرحمن ” إن هناك 3 سيناريوهات محتملة للتحالفات المقبلة , لأن كل الأمور مطروحة علي الطاولة ففي جميع الأحوال حزب المؤتمر الوطني رغم خسارته الأغلبية هو القوة الكبري حيث حاز علي حوالي 40 % من مقاعد البرلمان , مضيفا ” إلا أنه يستطيع أن يكون حكومة ائتلافيه .
وأوضح أستاذ العلوم السياسية بجامعة زايد أن الخيار الأول هو خيار ليس محببا لكنه يستطيع أن يحقق الاستقرار السياسي وهو التحالف مع حزب ” MK ” الذي يقودة الرئيس السابق جاكوب زوما , مشيرا إلي أنه من شأن هذا التحالف تحقيق الاستقرار في إقليم كوازولو ناتال .
وقال ” ويمكن أيضا إشراك حزب جوليوس ماليما ” المقاتلين من أجل الحرية ” , معتبرا أن هناك مخاطر بالنسبة لهذا السيناريو علي رأسها خروج رؤوس الأموال والمستثمرين الأمر الذي سيكون له آثارا سلية علي النمو الاقتصادي في جنوب أفريقيا وكذلك ردود فعل احزاب المعارضة اليمينية الأخري مما يثير المخاوف من انشقاق سياسي داخل النخبة الحاكنة في جنوب أفريقيا .
ونوه الدكتور حمدي عبد الرحمن أستاذ العلوم السياسية بجامعة الشيخ زايد أن هناك سيناريو آخر يستطيع أن يحقق النمو الاقتصادي وهو التحالف مع ” التحالف الديموقراطي “مع حزب الحرية إنكادا الذي يمثل أيضا من الناحية الاسمية والرمزية جماعات الزولو في إقليم كوا زولو ناتال , مؤكدا أن هذا التحالف يستطيع أن يحقق التنمية الاقتصادية لأنه سيعطي الثقة للمستثمرين وأيضا سيساعد علي العدالة ومحاربة الفساد وعدم الافلات من العقاب .
وأشار الي وجود مخاوف من هذا السيناريو هي المشاكل التي قد يسببها أنصار حزب الرئيس السابق جاكوب زوما في منطقة كوازولو ناتال إذا استبعد من هذا التحالف .
وفي رأي الدكتور حمدي عبد الرحمن أستاذ العلوم السياسية بجامعة الشيخ زايد أن الاختيار الذي يمكن أن يرجح هو أن يقوم حزب المؤتمر الوطني بتشكيل حكومة أقلية ، بمعني اتفاق سياسي من التحالف الديمقراطى باعتبارة ثاني أكبر حزب وفقا لنتائج الانتخابات العامة ، وكذلك حزب الحرية انكادا ، مع إعطاء بعض المناصب والأدوار البرلمانية لهذين الحزبين ، وقال ” علي سبيل المثال يمكن أن يترك المؤتمر الوطني رئاسة البرلمان للتحالف الديمقراطي وبعض اللجان المهمة مقابل تمرير سياسات مهمة للحكومة مثل الموافقة علي الميزانية أو التصويت بالثقة عليها ويطلق علي هذه الحالة حكومة أقلية .
السيناريو الكابوس
وأضاف ” هذا احتمال وارد .. لكن الخوف أو الخطر الأكبر هو التحالف مع حزب جوليوس ماليما ” المقاتلون من أجل الحرية ” بسياساته الشعبوية المتطرفة .
واعتبر الدكتور حمدي عبد الرحمن أن هذا هو السيناريو الكابوس بالنسبة للمستثمرين وبالنسبة للأحزاب اليمينية والتحالف الديموقراطي الذي يري أنه يستطيع أي شيء مقابل منع جوليوس ماليما من المشاركة في أي اءتلاف حكومي .
وأكد استاذ العلوم السياسية بجامعة الشيخ زايد أن هذه هي السيناريوهات التي سوف تحدد مستقبل جنوب أفريقيا في الفترة المقبلة.
« المؤتمر الوطني » يتواصل مع جميع الأحزاب
كان حزب المؤتمر الوطني أعلن إنه تواصل مع جميع الأحزاب السياسية ، مشيرا إلي أن المفاوضات لا تزال جارية.
وقالت ماهلينجي بينجو موتسيري المتحدث باسم حزب المؤتمر الوطني الأفريقي في تصريحات صحفية إن “النتائج تشير إلى أن شعب جنوب أفريقيا يريد أن تعمل جميع الأطراف معا”.
وحصل حزب المؤتمر الوطني الأفريقي على نحو 40% من الأصوات، فيما حصل حزب التحالف الديمقراطي الذي ينتمي إلى يمين الوسط على 22%، وحزب ( MK) الذي يتزعمه الرئيس السابق جاكوب زوما على 15%، وحزب المناضلون من أجل الحرية الاقتصادية المتطرف على 9%.
و هذه هي المرة الأولى التي يفقد فيها حزب المؤتمر الوطني الأفريقي أغلبيته منذ أن قاده نيلسون مانديلا للفوز في أول انتخابات ديمقراطية عقب نهاية نظام الفصل العنصري العنصري في عام 1994.
وبموجب نظام التمثيل النسبي في جنوب أفريقيا، يجب أن تتكون أي حكومة من الأحزاب التي تحصل مجتمعة على أكثر من 50% من الأصوات.
وقالت بهينجو موتسيري ” إن حزب المؤتمر الوطني الأفريقي أجرى مناقشات مع التحالف الديمقراطي والأحزاب الصغيرة الأخرى.
وأضافت المتحدث باسم حزب المؤتمر الوطني الأفريقي ” أن حزب المؤتمر الوطني الأفريقي يرغب في حل هذه المشكلة بسرعة قبل انعقاد البرلمان في أقل من أسبوعين ، الذي ستكون أولويته الأولى انتخاب رئيس لتشكيل الحكومة المقبلة.
اقرأ المزيد
جنوب أفريقيا عند مفترق طرق .. مستقبل راما فوزا السياسي علي المحك
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.