الدكتور محمد شريف جاكو لـ ” أفرو نيوز 24 ” : لا تغيير في موقف جنوب أفريقيا من القضية الفلسطينية عقب التوافق السياسي بين المؤتمر الوطني والتحالف الديموقراطي
استبعد الخبير التشادي في الشؤون الأفريقية الدكتور محمد شريف جاكو حدوث أي تغيير في مواقف جنوب أفريقيا تجاة القضايا الدولية خاصة القضية الفلسطينية وذلك بالرغم من التطورات السياسية الجديدة التي تشهدها جنوب أفريقيا والاتفاق السياسي بين حزبي المؤتمر الوطني والتحالف الديموقراطي , واستطرد قائلا ” بالرغم من هذا التحالف بين المؤتمر الوطني وحزب التحالف الديموقراطي لن يحدث أي تغيير في مواقف بريتوريا من القضية الفلسطينية , مضيفا ” أن حزب التحالف الديموقراطي يدرك جيدا مواقف حزب المؤتمر والرئيس رامافوزا تجاه القضية , ولذلك لن يسعي الحزب القيام بأية محاولات لتغيير مواقف جنوب أفريقيا تجاة القضايا الانسانية علي رأسها قضية الشعب الفلسطيني .
وأكد الدكتور محمد شريف جاكو الخبير التشادي في الشؤون الأفريقية أن جنوب أفريقيا تشهد مشهدا سياسيا جديدا بعد 30 عاما من الحكم بقيادة حزب المؤتمر الوطني الأفريقي , مشيرا إلي أن حزب المؤتمر الوطني حصل الانتخابات الأخيرة علي حوالي 159 مقعدا , فيما جاء حزب التحالف الديموقراطي الذي ينتمي غالبية قيادتة من الأقلية البيضاء في جنوب أفريقيا أو النظام الأبرتهايد السابق في الترتيب الثاني من حيث عدد المقاعد في البرلمان الجديد , ثم حزبMK الذي يترأسة الرئيس السابق جاكوب زوما والذي ينتمي غالبية أعضاءه من إقليم كوازولو ناتال وهو حزب اقليمي وجاء في الترتيب الثالث .
وقال الدكتور محمد شريف جاكو في تصريحات خاصة لـ ” أفرو نيوز 24 ” : أن الجديد في الأمر حدوث التحالف أو تفاهمات سياسية بين حزب المؤتمر الوطني وحزب التحالف الديموقراطي ويتم تجاوز فترة العداء منذ أكثر من 120 عاما ونضال حزب المؤتمر الوطني ضد نظام الفصل العنصري , معتبرا انه مشهد جديد جدا في جنوب أفريقيا .
تياران في جنوب أفريقيا
وأشار الخبير التشادي في الشؤون الأفريقية الدكتور محمد شريف جاكو إلي وجود تياران في جنوب أفريقيا التيار الأول مؤيد لهذا التطور السياسي الجديد وتحول جنوب أفريقيا من الدولة الثورية ضد العهد القديم والنضال ضد نظام الفصل العنصري , والتحول إلي الدول المدنية التي يتم فيها التفاهم بين كل المواطنين بغض النظر عن انتماءاتهم العرقية والسياسية .
وقال الدكتور محمد شريف جاكو ” هذا تطور سياسي لافت , والسياسة دائما هي فن الممكن وليس فن المستحيل , مضيفا ” طالما جاء حزب التحالف الديموقراطي في الترتيب الثاني من حيث عدد المقاعد في البرلمان فكان من المتوقع أن يحدث تحالف أو توافق سياسي بينه وبين المؤتمر الوطني من أجل إعادة انتخاب رئيس المؤتمر الوطني سيريل رامافوزا .
وتابع ” هذا رأي التيار الأول الذي يري ضرورة نسيان الماضي والبدء في بناء دولة ديموقراطية جديدة بغض النظر عن مرارات الماضي .
وأوضح الدكتور شريف جاكو أن التيار الآخر متخندق في الإرث الماضي ويجد صعوبة في إدراك وفهم هذا التطور السياسي الجديد والمشهد الجديد , وكيف يمكن أن يتحالف أعداء الماضي ويتناسيا مرارات الماضي ؟ وأن يتم هذا في 30 عاما فقط , ويتم نسيان أرث قرورن من الخلافات بين الحزبين .
وقال الخبير التشادي في الشؤون الأفريقية الدكتور محمد شريف جاكو ” في رأيي أن المنطقة الممتدة من جنوب أفريقيا حتي رواندا استطاعوا ان ينتقلوا من إرث ومرارات الماضي إلي مرحلة جديدة من التسامح ونسيان الماضي من أجل بناء المستقبل , مشيرا الي أن هذا حدث من قبل في جنوب أفريقيا منذ عهد مانديلا , وهذا ما حدث أيضا في رواندا التي شهدت أبشع المذابح في القرن العشرين فعبقرية جبهة التحرير الرواندية استطاعت ان تنسي الماضي وتم التسامح والآن رواندا تقدم نموذجا جيدا لأفريقيا في التسامح والبناء والتطور والتنمية , وقال ” لذلك أنا لا أستغرب أن يتم التحالف بين كلا من حزبي المؤتمر الوطني والتحالف الديموقراطي ” .
راما فوزا يحظي بثقة كبيرة في جنوب أفريقيا والعالم
واعتبر الدكتور محمد شريف جاكو ان حزب المؤتمر الوطني نجح إلي حد ما في إعادة انتخاب زعيمة سيريل رامافوزا لفترة رئاسية جديدة في جنوب أفريقيا , مشيرا إلي رامافوزا يحظي بثقة كبيرة جدا في جنوب أفريقيا والعالم .
وأوضح الخبير التشادي في الشؤون الأفريقية أن الضربة السياسية التي تعرض لها حزب المؤتمر الوطني في الانتخابات الأخيرة وعدم تحقيق الاغلبية البرلمانية ستجبر الحزب علي إعادة ترتيب أوراقة من جديد , وقال ” الحزب لم يكن يتوقع مثل هذه الضربة رغم أنه في عالم السياسة لا شئ مضمونا في عالم السياسة , وأن الإنجازات هي التي تضمن لك الاستمرارية فشعب جنوب أفريقيا سئم من تدني معدلات التنمية وتفاقم البطالة , وحتي الآن لم يتم تقليص الفروق البينية بين دخول طبقات المجتمع والغالبية يعانون من الفقر والحزب تأخر كثيرا في حل هذا الملف .
وأضاف الدكتور محمد شريف جاكو ” في تصوري أن نتيجة الانتخابات البرلمانية في جنوب أفريقيا هي دقت ناقوس الخطر لحزب المؤتمر الوطني وأن يدرك جيدا أنه قد يفقد زمام الأمور وأن يسعي لترتيب الأوراق , مشيرا الي أن حزب المؤتمر الوطني سيسعي في الفترة المقبلة إلي إهتمام أكبر بالجانب الاقتصادي خاصة وأن الضربة التي تعرض لها كان العامل الاقتصادي هو الأساس فيها .
https://x.com/PresidencyZA/status/1801732033405657531
إقرأ المزيد :
جنوب أفريقيا : المشهد السياسي يزداد غموضا .. وجميع السيناريوهات مفتوحة
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.