«لاستعادة نفوذها المفقود » .. هل تقليص فرنسا لعدد قواتها في وسط وغرب أفريقيا كافيا ؟
علي نحو مفاجئ راجت تقارير إعلامية عن وجود خطط لدي فرنسا لتقليص وجودها العسكري في قارة أفريقيا خاصة في منطقتي غرب ووسط أفريقيا إلى نحو 600 جندي، في خطوة قد تسعي من ورائها باريس لاستعادة نفوذها الذي تقلص بشكل كبير خاصة في منطقة الساحل والصحراء في ظل تزايد المشاعر المعادية لفرنسا في بعض المستعمرات السابقة، وسعي دول مثل روسيا لتعزيز نفوذها في المنطقة .
ليست كافية
الخطة الفرنسية تطرح التساؤل حول ما إذا كانت هذه الخطة كافية لما يمكن أن يطلق عليه إنقاذ ما يمكن إنقاذه ووقف مشاعر العداء التي تتفشي بشكل كبير بين أوساط الشباب الأفريقي تجاه باريس واستعادة نفوذها من جديد في المنطقة ؟ ، فيقول الكاتب والمحلل السياسي النيجري محمد سيدي ل ” أفرو نيوز 24 ” : إنه منذ التغييرات غير الدستورية التي شهدتها عدد من الدول الأفريقية خاصة مالي وبوركينا فاسو والنيجر ، أصبح هناك رفضا من الشعوب الأفريقية لفرنسا وسياساتها في القارة الأفريقية ، مشيرا في هذا الصدد الي طرد القوات الفرنسية من كلا مالي وبوركينا فاسو والنيجر.
وأكد المحلل السياسي النيجري أن هناك تنامي لحالة الغضب ضد فرنسا وسياساتها في القارة الأفريقية ، معتبرا أن هذا الأمر حمل باريس علي تغيير سياساتها في أفريقيا .
وقال الكاتب الصحفي والمحلل السياسي النيجري محمد سيدي ” أعتقد أن القرار الفرنسي بتقليص القوات الفرنسية في الدول الأفريقية إجراء احترازي بسبب تنامي مشاعر الغضب لدي الشباب الأفريقي ضد السياسات الفرنسية.
وشدد محمد سيدي علي أن قرار باريس تقليص عدد قواتها ليس حلا ، واستطرد قائلا ” علي الحكومة الفرنسية تغيير سياساتها الخارجية في القارة بشكل كبير ووضع إستراتيجية جديدة للتعاون مع الدول الأفريقية تقوم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.
جدير بالذكر أن الخطة الفرنسية التي كشفت عن تفاصيلها وكالة الأنباء الفرنسية نقلها عن مصادر ، قيد المناقشة مع شركاء أفارقة، تخطط فرنسا لخفض كبير في عديد قواتها “المنتشرة مسبقا” في أفريقيا.
وأفاد مصدران قريبان من الحكومة الفرنسية ومصدر عسكري بأن فرنسا ستحتفظ بنحو 100 جندي فقط في الغابون بوسط أفريقيا، وعدد مماثل في السنغال في غرب أفريقيا، مقارنة بـ 350 جنديا حاليا في كل من البلدين.
كما تعتزم باريس الاحتفاظ بنحو 100 جندي في ساحل العاج، مقارنة بـ 600 جندي حاليا، ونحو 300 جندي في تشاد بشمال وسط أفريقيا مقارنة بألف جندي حاليا.
وأوضحت المصادر الثلاثة أن عدد الجنود يمكن رفعه بشكل دوري بناء على احتياجات الشركاء المحليين. ورفضت هيئة الأركان العامة الفرنسية التعليق على هذه التصريحات.
إضافة إلى حوالي 1600 جندي منتشرين في غرب أفريقيا والغابون، كان لفرنسا حتى عامين أكثر من 5000 جندي في منطقة الساحل الأفريقي كجزء من عملية برخان لمكافحة التنظيمات الجهادية.
وسحبت باريس قواتها تدريجيا بطلب من العسكريين الذين وصلوا إلى السلطة في مالي عام 2021، وفي بوركينا فاسو عام 2022، والنيجر عام 2023. وقد أبرمت الدول الثلاث اتفاقيات أمنية مع روسيا التي تسعى إلى توسيع حضورها في القارة .
يذكر أن تشاد، هي آخر دولة في منطقة الساحل تستضيف جنودا فرنسيين.
وفي فبراير كلف ماكرون الوزير السابق جان ماري بوكيل بوضع تصورات جديدة للوجود العسكري الفرنسي في الدول الأفريقية الشريكة ، ومن المتوقع أن يسلم بوكيل خلاصاته في يوليو .
وقال مصدران لوكالة الأنباء الفرنسية، إن الجيش الفرنسي يعتزم إنشاء قيادة مقرها باريس مخصصة لأفريقيا هذا الصيف.
وكشف رئيس أركان القوات المسلحة الفرنسية، الجنرال تييري بوركار، أن الجيش الفرنسي لا يستبعد “تشارك” قواعده مع الشركاء الأمريكيين أو الأوروبيين. وبدلا من المهام القتالية، سيقوم الجنود الفرنسيون أساسا بتوفير التدريب والقدرات للدول الشريكة بناء على طلبها.
اقرأ المزيد
فرنسا تعتزم تقليص عدد قواتها في وسط وغرب أفريقيا إلى نحو 600 جندي
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.