تركيا تبحث عن موطأ قدم في غرب أفريقيا
قام وفد من تركيا رفيع المستوي يضم وزراء الخارجية والدفاع والطاقة والموارد الطبيعية ورئيس جهاز الاستخبارات بزيارة للنيجر امتدت علي مدي يومي الأربعاء والخميس ، حيث عقد الوفد التركي مباحثات مع المسؤولين النيجريين علي رأسهم رئيس المجلس الانتقالي ورئيس الوزراء النيجري ، وتركزت المباحثات التي أجراها الوفد التركي حول العلاقات السياسية والاقتصادية القائمة بين نيامي وأنقرة ، وبحث سبل تعزيز هذه العلاقات بين الجانبين.
وتأتي زيارة الوفد التركي للنيجر في ظل تطورات متلاحقة تشهدها منطقة الساحل الأفريقي في الفترة الحالية والتوتر المتصاعد بين تحالف دول الساحل ” النيجر وبوركينا فاسو ومالي ” مع الغرب خاصة فرنسا ، وزيادة وتيرة التعاون بين الدول الثلاث مع كلا من روسيا والصين .
وتطرح الزيارة التساؤل حول ما إذا كانت تركيا بدأت تغير من بوصلتها لزيادة وتيرة التعاون مع دول غرب أفريقيا ، خاصة وأن أنقرة ظلت لسنوات طويلة تصب تركيزها علي التعاون مع دول القرن الأفريقي خاصة الصومال .. فهل تبحث أنقرة عن موطأ قدم لها في غرب أفريقيا ؟ .
التطورات في منطقة الساحل
ويقول الخبير التشادي في الشؤون الأفريقية الدكتور محمد شريف جاكو ل ” أفرو نيوز 24 ” : إن زيارة الوفد الوزاري التركي للنيجر تتزامن مع التطورات التي تشهدها العلاقات بين نيامي والعواصم الغربية وطرد القوات الأمريكية والفرنسية من الأراضي النيجرية ، مشيرا إلي أن الزيارة تأتي في إطار التوجهات السياسية النيجرية بالبحث عن أصدقاء جدد ، وتنويع علاقاتها الدولية تحت شعار المنفعة المتبادلة والاحترام المتبادل .
ونوه الدكتور محمد شريف جاكو في هذا الصدد الي العلاقات النيجرية مع روسيا وما تشهده الفترة الحالية من زيادة وتيرة التعاون الأمني بين نيامي وموسكو ، والعلاقات الاقتصادية بين النيجر والصين خاصة في مجال استخراج البترول .
ولفت الخبير التشادي في الشؤون الأفريقية إلي الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء النيجري لتركيا العام الماضي ، والتي شهدت التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين الجانبين سواء في المجالات الأمنية والاقتصادية و الاستخباراتية ، حيث تعاني النيجر من هجمات الجماعات التكفيرية والإرهابية ، ونوه إلي أنه كان من ضمن الزيارات الميدانية لرئيس الوزراء النيجري في تركيا زيارة عدد من المصانع الحربية ومصانع صناعة الطائرات بدون طيار ” بيرقدار ” .
وقال الدكتور محمد شريف جاكو ” أعتقد أن رئيس الوزراء النيجري محمد الأمين هو مهندس العلاقات التركية النيجرية خاصة وأنه رجل اقتصادي ويقود العلاقات غير العسكرية ” الاقتصادية والتنموية ” .
تبحث عن موطأ قدم
وأكد الخبير التشادي في الشؤون الأفريقية أن تركيا في عهد أردوغان إحدي الدول الإقليمية التي تبحث لها عن موطأ قدم في أفريقيا ، مشيره إلي أنها بدأت تركز في علاقاتها حاليا علي منطقة غرب أفريقيا بعد النجاحات التي حققتها في منطقة شرق أفريقيا والقرن الأفريقي خاصة في الصومال .
وأشار الدكتور محمد شريف جاكو إلي أن أردوغان سبق أن زار تشاد في عهد الرئيس السابق إدريس ديبي لكن الزيارة لم تحقق النتائج المرجوة ولم تجد تركيا لها موطأ قدم في تشاد في ذلك الوقت.
وأعاد الخبير التشادي في الشؤون الأفريقية التأكيد علي أن زيارة الوفد الوزاري التركي للنيجر تأتي في إطار المحاولات التركية لإيجاد موطأ قدم لأنقرة في غرب أفريقيا ، وقال ” كما تأتي الزيارة في إطار موجه عالمية للبحث عن الموارد الأولية في أفريقيا.
تعدد القمم
وأشار في هذا الصدد الي تعدد القمم التي تعقد بين أطراف دولية مع دول القارة ، مثل القمة الأفريقية الروسية والقمة الأمريكية الأفريقية والقمة الأفريقية الفرنسية والقمة الأفريقية الصينية والقمة الأفريقية اليابانية وأخيرا القمة الأفريقية الكورية الجنوبية.
وقال ” هذا القمم لم تأتي من فراغ فالعالم في ظل مساعية لتحقيق التقدم الصناعي والتكنولوجي يبحث أن الموارد الأولية التي تتوافر بكثرة في القارة الأفريقية ، مضيفا ” لذلك جميع الدول الغنية تبحث لها عن مكان في أفريقيا ” .
ولفت إلي أن تركيا ليست بعيدة عن هذه المساعي من دول العالم ، منوها إلي أن التركيز التركي علي الدول ذات الأغلبية المسلمة في دول غرب أفريقيا.
توقيت مهم
ويقول الكاتب والمحلل السياسي النيجري محمد سيدي أن زيارة الوفد التركي لنيامي تأتي في توقيت مهم ، مشيرا إلي أن النيجر تسعي في الوقت الراهن لزيادة وتيرة التعاون مع الأطراف الدولية التي تلتزم بمبدأ ” رابح – رابح ” ، مشيرا في هذا الصدد الي أن العلاقات بين النيجر وتركيا جيدة منذ سنوات .
ونوه الكاتب الصحفي والمحلل السياسي النيجري الي أن الوفد الوزاري التركي بحث خلال الزيارة عدد من الموضوعات خاصة الاقتصادية وزيادة التعاون الأمني بين الجانبين .
ولفت إلي وجود انفتاح تركي لزيادة وتيرة التعاون مع النيجر في جميع المجالات.
اقرأ المزيد
الصومال وتركيا يوقعان اتفاق لردع وصول إثيوبيا إلى البحر عبر منطقة إنفصالية
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.