أخبار عاجلةاخبار افريقياغرب افريقيا

بعد اعتراف باريس بأن ضحايا مذبحة ” ثياروي ” ماتوا من أجل فرنسا .. هل الحكومة الفرنسية تسعي لغسل سمعتها السيئة في أفريقيا

في قرار غير مسبوق أعترفت الحكومة الفرنسية، اليوم الأحد 28 يوليو ، بأن ستة رماة سنغاليين، أُعدموا عام 1944 بناء على أوامر من ضباط الجيش الفرنسي في معسكر ثياروي، بالقرب من العاصمة السنغالية داكار، في السنغال، “قتلوا من أجل فرنسا”, في خطوة تم اعتبارها بأنها خطوة إلى الأمام في هذه القضية التاريخية والمؤلمة والمعقدة.

 ووفقا لـ “راديو فرنسا الدولي ” , تم الاعتراف بعد وفاتهم بأربعة سنغاليين، وإيفواري، وجندي من فولتا العليا، بوركينا فاسو الآن ، باعتبارهم “ماتوا من أجل فرنسا  “، وهو قرار اتخذه المكتب الوطني الفرنسي للمقاتلين وضحايا الحرب في 18 يونيو ، بينما تستعد فرنسا للاحتفال بالذكرى الثمانون لإنزال بروفانس , حيث تحتفل فرنسا سنويا بذكري إنزال جنود المستعمرات الفرنسية السابقة بأفريقيا الذين شاركوا مع قوات أمريكية وكندية في تحرير منطقة بروفانس بجنوب شرق فرنسا والتي تضم عددا من المدن الساحلية، أبرزها مارسيليا وتولون ونيس وكان , خلال الحرب العالمية الثانية

ويطرح الاعتراف الفرنسي بأن ضحايا مذبحة ” ثياروي ” قتلوا من أجل فرنسا , العديد من التساؤلات علي رأسها هل هي محاولة فرنسية لغسيل سمعتها السيئة في الفترة الاستعمارية , وما اذا كانت باريس تحاول من خلال الاعتراف بالجرائم التي ارتكبتها قواتها في الفترة الاستعمارية التقرب من الأجيال الافريقية الجديدة ؟.

اعتراف بالجرائم دون تقديم اعتذار

download 2 1 بعد اعتراف باريس بأن ضحايا مذبحة " ثياروي " ماتوا من أجل فرنسا .. هل الحكومة الفرنسية تسعي لغسل سمعتها السيئة في أفريقيا
الخبير في الشؤون الأفريقية الدكتور محمد تورشين

ويقول الدكتور محمد تورشين الخبير في الشؤون الأفريقية لـ ” أفرو نيوز 24 ” : ” إن الاعترافات الأخيرة التي تصدر عن فرنسا بشأن كثير من الجرائم والانتهاكات التي وقعت في حق المواطنين الأفارقة سواء في غرب أفريقيا أو الجزائر وغيرها , يمكن اعتبارها أنها محاولة من جانب الدولة الفرنسية بالاعتراف بمعظم الانتهاكات التي وقعت إبان الحقبة الاستعمارية .

وأضاف ” لكن نادرا ما نجد أن الاعتراف الفرنسي يكون مشمولا بالاعتذار وتقديم تعويضات , عكس كثير من الحالات مقل الحالة الألمانية التي قدمت اعتذارا لكثير من الدول التي وقعت بها انتهاكات من قبل الجيوش الألمانية  ,كما قامت بتقديم تعويضات كثير من الضحايا .

وأشار الدكتور محمد تورشين أن الحالة الفرنسية تقتصر فقط علي الاعتراف بالجرائم والانتهاكات دون تقديم اعتذارات أو تعويضات ودعم لذوي الضحايا , واستطرد قائلا ” في تقدير أن الاعتراف الفرنسي بأن ضحايا مجزرة “ثياروي ” قتلوا من أجل فرنسا , هي محاولة من جانب باريس لكسب ود الأجيال الأفريقية الجديدة , خاصة وأن هذا الاعتراف يأتي في ظل تنامي أصوات وموجات شعبية أفريقية رافضة للتوجهات الفرنسية والوجود الفرنسي في القارة الأفريقية , وتحميل فرنسا مسؤولية التدهور الحالي في الحياة السياسية والاقتصادية في مستعمراتها السابقة في القارة الأفريقية .

وأضاف الدكتور محمد تورشين قائلا ” بالتالي إذا أرادت فرنسا أن تخطو خطوات للأمام في علاقاتها الأفريقية بنبغي عليها أن أنقدم اعتذارات بشكل كافي وأن تعيد النظر في سياساتها بشكل جذري في القارة الافريقية .

وأوضح الخبير في الشؤون الأفريقية أنه في ظل التنافس المحتدم بين فرنسا وبعض القوي الكبري سواء الاقتصادية مثل الصين أو العسكرية مثل روسيا أو حتي القوي الاقتصادية الصاعدة مثل تركيا والهند تسر فرنسا الكثير من نفوذها الذي اكتسبته منذ الأرث الاستعماري .

وقال الدكتور محمد تورشين ” أن هذا الإرث يجب التعامل معه بشكل إيجابي من جانب فرنسا حتي تحافظ باريس علي نفوذها وتظل قوة عظمي ذات تأثير في أفريقيا .

جدير بالذكر أنه يمر هذا العام 80 عاما علي ذكري مذبحة “ثياروي” التي ارتكبتها فرنسا بحق الجنود السنغاليين بعد الحرب العالمية الثانية , وبالرغم من مرور عشرات السنين علي هذه المذبحة التي وقعت في أول ديسمبر العام 1944 يكتنف الغموض المذبحة ولا يزال عدد ضحاياها غير معروف .

ووفق كثير من الروايات التاريخية أقدمت فرنسا علي إعدام عدد من الجنود السنغاليين عقب عودتهم لبلادهم بعد تحرير فرنسا من القوات النازية , بحجة تمردهم علي الجيش الفرنسي بعد احتجاجهم علي الظروف السيئة في المعسكر ورواتبهم المتأخرة  .

وتتضارب الأرقام التي تعلنها فرنسا عن عدد الضحايا ففي الوقت الذي تعتبر فيه باريس أن عدد الجنود القتلي كان 35 جنديا , إلا أن الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند كشف في زيارة سابقة قام بها للمقبرة أنهم كانوا 70 جنديا . أما أقارب الجنود يؤكدون أن عدد القتلى في المجزرة يقترب من 400 , مطالبين السلطات الفرنسية الكشف عن أرشيف المجزرة .

إقرأ المزيد :

عشرات المدربين العسكريين الروس يصلون إلى بوركينا فاسو .. وفرنسا تقلص عدد قواتها في أفريقيا 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »