خط أنابيب الغاز « الجزائر – نيجيريا » يعود للواجهة من جديد .. ما الجدوي الاقتصادية للمشروع ؟
عاد خط أنابيب الغاز الذي يربط نيجيريا بالجزائر إلي الواجهة من جديد ، وذلك بعد إعلان وزير الطاقة والمناجم الجزائري محمد عرقاب استئناف مشروع أنبوب الغاز بين البلدين والذي تعطل منذ العام 2023 بسبب الاضطرابات السياسية في النيجر.
ويربط مشروع أنبوب الغاز العابر للصحراء الدول الثلاث من ” أبوجا إلى ساحل الجزائر ” ، بطول 4128 كيلومتر ، منها 1037 كيلومتر داخل نيجيريا ، و 841 كيلومتر في النيجر و 2310 كيلومتر في الجزائر.
وقبل أيام قام الوزير الجزائري عرقاب بزيارة للنيجر التقي خلالها عدد من المسؤولين النيجريين علي رأسهم وزير البترول النيجري, مامان مصطفى باركي باكو, حيث بحث معه العديد من الملفات من بينها نشاطات سوناطراك في هذا البلد وكذا مشروع أنبوب الغاز العابر للصحراء .
ووفقا لبيان جزائري بثتة وكالة الأنباء الجزائرية ، بحث عرقاب وباكو مستجدات نشاطات عملاق النفط الجزائري ” سوناطراك ” بجمهورية النيجر على مستوى الحقل النفطي برقعة كفرا, بعد الإمضاء في فبراير 2022, على عقد تحيين وتجديد للعقد المبرم سنة 2015, الذي يهدف إلى ضمان تقييم أفضل للاحتياطات المتوفرة من المحروقات على مستوى رقعة كفرا, وذلك تبعا للحقول المكتشفة أثناء عمليات التنقيب.
وأكد وزير الطاقة الجزائري أقتناع الجزائر ونيجيريا والنيجر, بأهمية مشروع خط أنابيب نقل الغاز العابر للصحراء من حيث تأثيره الإيجابي على التنمية الاجتماعية والاقتصادية للبلدان الثلاثة, وكذا على مناطق العبور, “في سياق جيوسياسي وطاقوي خاص, يتميز بطلب قوي على المحروقات ولاسيما الغاز الطبيعي”.
أهمية استراتيجية كبيرة
مركز المستقبل للدراسات الإستراتيجية وتقييم المخاطر طرح التساؤل ما أهمية هذا المشروع وجدواة الاقتصادية للدول الأفريقية علي البروفيسور مراد كواشي الخبير الاقتصادي الجزائري والأستاذ الجامعي الذي أكد أن خط أنابيب الغاز ( نيجيريا – النيجر – الجزائر) له أهمية استراتيجية كبيرة للدول الثلاث وحتي دول الاتحاد الأوروبي خاصة دول جنوب أوروبا التي يضمن لها المشروع تزويدها بكميات إضافية من الغاز في ظل أزمة الطاقة العالمية وشح الطاقة التي نجمت عقب الحرب الروسية الأوكرانية.
وعدد كواشي ل “مركز المستقبل للدراسات الاستراتيجية وتقييم المخاطر ” الفوائد الاقتصادية للمشروع بالنسبة للجزائر ، علي رأسها أنه يعزز من مكانتها في سوق الطاقة العالمي وفي المنطقة المتوسطية ، مشيرا إلي أن الجزائر تحتل المرتبة الثانية كأكبر دولة مصدرة للغاز لدول الاتحاد الأوروبي بعد النرويج .
وقال البروفيسور مراد كواشي ” بالتالي هذا الخط سيزيد من أهمية الجزائر الطاقاوية لتصبح ورقة طاقاوية هامة في منطقة المتوسط.
ونوه الخبير الاقتصادي الجزائري إلي أن النيجر ستستفيد من المشروع حيث سيوفر لها إمدادات إضافية من الغاز الذي يعبر أراضيها ، وبالتالي سيخفف نسبيا من وضع الفقر الذي يرزخ تحته معظم الشعب النيجري ،كما أن نسبة كبيرة من سكان النيجر يعانون من نقص الكهرباء.
ولفت البروفسور مراد كواشي الي أن نيجيريا تمتلك احتياطات هائلة من الغاز والنفط وهي بحاجة لمنفذ بحري علي البحر المتوسط لتقوم من خلاله بتصدير هذا الغاز , وقال ” بالتالي أنبوب الغاز استراتيجي بالنسبة له حيث سيسمح بتصدير كميات اضافية من الغاز لدول الاتحاد الأوروبي .
ونوه البروفيسور مراد كواشي إلي أن التكلفة المبدئية لمشروع أنبوب غاز ” الصحراء ” تقدر بحوالي 13 مليار دولار , ستتحمل منها الجزائر 5 مليارات دولار ونيجيريا 5 مليارات دولار , فيما ستتحمل النيجر 3 مليارات دولار , لافتا الي أن البنية التحتية لخط أنابيب الصحراء أصبحت جاهزة بنسبة كبيرة في الجزائر ونيجيريا , ويتبقي الجزء الذي يعبر أراضي النيجر , حيث تواجهة بعض المعوقات خاصة المعوقات المادية في ظل الظروف الاقتصادية التي تشهدها النيجر .
وقال الخبير الاقتصادي الجزائري والأستاذ الجامعي ” أتوقع في ظل الأهمية الاستراتيجية لخط أنابيب الغاز بالنسبة للجزائر ونيجيريا سوف تتكفل الدولتان عن طريق قروض بالجزء الذي يعبر أراضي النيجر .
وأكد الدكتور مراد كواشي أن أنبوب غاز الصحراء له أهمية قارية بالنسبة للعديد من الدول في القارة الأفريقية , حيث يمكن أن يتفرع هذا الانبوب فيما بعد وتستفيد به دول أخري , وربما يدخل في إطار التعاون جنوب – جنوب وتدعيم التعاون الاقتصادي بين الدول الأفريقية من أجل تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية في القارة الغنية بمواردها والفقيرة من حيث التنمية الاقتصادية والاجتماعية .
المياه عادت لمجاريها
وفيما يتعلق بأهمية عودة سوناطراك للعمل من جديد في النيجر , اعتبر الدكتور مراد كواشي هذه الخطوة بأنها تعيد المياة إلي مجاريها فيما يتعلق بالعلاقات بين الجزائر والنيجر والتي شهدت بعض الاضطرابات في الفترة الأخيرة .
وقال ” عودة سوناطراك للعمل في النيجر ستعمل علي دعم التعاون بين الجزائر وهذا البلد الأفريقي وربما تدعم سياسة الجزائر في بعدها الأفريقي .
جدير بالذكر مشروع “خط أنابيب الغاز العابر للصحراء ” ويعرف أيضا باسم خط “أنابيب الغاز العابر لأفريقيا NIGAL “، هو مشروع لإنشاء خط أنابيب غاز طبيعي من نيجيريا إلى الجزائر , وتقدر التكلفة الاجمالية للمشروع بنحو 10 مليار دولار لخط الأنابيب وثلاثة مليارات لمراكز التجميع , ومن المتوقع أن ينقل حوالي 30 مليار متر مكعب من الغاز سنويا إلى أوروبا من نيجيريا عبر النيجر والجزائر .
الاضطلاع علي التقرير إضغط هنا
اقرأ المزيد
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.