بعد إعلان ” الصحة العالمية ” حالة الطوارئ الصحية .. ما هو جدري القرود وكيف ينتشر ؟
عقب إعلان المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس أهانوم جيبريسوس، أن الزيادة الكبيرة في تفشي جدري القرود (إمبوكس) في الكونغو الديمقراطية وعدد متزايد من البلدان في أفريقيا يشكل طارئة صحية عامة تثير قلقاً دولياً (طارئة صحية عالمية) بموجب اللوائح الصحية الدولية .
وجاء إعلان الدكتور تيدروس بناء على مشورة لجنة الطوارئ المنعقدة بموجب اللوائح الصحية الدولية والمؤلفة من خبراء مستقلين اجتمعوا لاستعراض البيانات المقدمة من منظمة الصحة العالمية والبلدان المتضررة , وأبلغت اللجنة المدير العام بأنها تعتبر الزيادة الكبيرة في حالات العدوى بـ جدري القرود ” الإمبوكس” طارئة صحية عالمية، نظراً لإمكانية انتشارها بشكل أوسع بين بلدان أفريقيا وربما خارج القارة.
ويثير إنتشار جدري القرود حالة من القلق في دول العالم المختلفة خوفا من تحول الفيروس المسبب للمرض لجائحة , خاصة وأن العالم لم يتعافي بعد من آثار جائحة كورونا الصحية والاقتصادية , ولذلك سارعت عدد كبير من دول العالم البدء في تطبيق الإجراءات الاحترازية في المطارات والموانئ والمعابر البرية .
ما هو جدري القرود :
جدري القرود هو مرضٌ يسببه فيروس جدري القردة , ويمكن أن يتسبب في حدوث طفح جلدي مؤلم وتضخم للغدد الليمفاوية وحمى . ويتعافى معظم الناس منه تماماً، لكن البعض منهم يصابون بمرض شديد.
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية يُختصر فيروس جدري القرود عادةً باسم ” MPXV “، وهو فيروس مغلف يحتوي على حمض نووي ذي طاقين، وينتمي إلى جِنْس الفَيْرُوسة الجُدَرِيَّة التابع لفصيلة الفيروسات الجدرية، التي تشمل الجدري وجدري البقر والوقس وفيروسات أخري , والفرعان الحيويان الجينيان للفيروس هما الفرع الحيوي الأول والثاني.
وقد اكتًشف فيروس جدري القرود في الدانمارك (1958) لدى قرود احتجزت لأغراض البحث، وتعود أول حالة إصابة بشرية بفيروس جدري القردة أبلغ عنها لصبي يبلغ من العمر تسعة أشهر في جمهورية الكونغو الديمقراطية (1970). ويمكن أن ينتشر جدري القردة من شخص لآخر أو أحياناً من الحيوانات إلى البشر. وعقب القضاء على جدري القردة في عام 1980 ونهاية التطعيم ضد فيروسه في جميع أنحاء العالم، ظهر جدري القردة بشكل مطرد في وسط إفريقيا وشرقها وغربها , وحدثت فاشية عالمية في الفترة 2022-2023.
طرق انتشار المرض
يمكن أن يحدث انتقال جدري القرود من شخص لآخر من خلال الملامسة المباشرة للجلد المعدي. وتكون هذه الملامسة على النحو التالي:
ملامسة الوجه للوجه (أثناء الحديث أو التنفس)
التلامس الجلدي
ملامسة الفم للفم (بالتقبيل)
ملامسة الفم للجلد
القطيرات التنفسية أو الأهباء الجوية قصيرة المدى الناجمة عن المخالطة اللصيقة لفترات طويلة
ويدخل الفيروس عندئذ الجسم عن طريق الجلد المشقّق والأسطح المخاطيّة (مثل الفم أو البلعوم أو العين )، أو عبر الجهاز التنفسي , ويمكن أن ينتشر جدري القردة إلى أفراد الأسرة الآخرين.
ويحدث سريان جدري القرود من الحيوان إلى الإنسان عبر الحيوانات المصابة التي تنقله إلى البشر عن طريق العضّات أو الخدوش، أو أثناء ممارسة أنشطة مثل الصيد أو السلخ أو نصب الفخاخ أو الطهي أو العبث بالجيف أو أكل الحيوانات. ولا يزال مدى سريان الفيروس في مجموعات الحيوانات غير معروف تماماً، وتُجرى حالياً المزيد من الدراسات في هذا الشأن.
ويمكن أن يصاب الناس بجدري القرود من الأجسام الملوثة مثل الملابس أو البياضات، أو من خلال إصابات حادة في هياكل الرعاية الصحية، أو في بيئة مجتمعية مثل صالونات الوشم.
أعراض الاصابة بالمرض
يسبب جدري القرود علامات وأعراض تظهر عادة في غضون أسبوع ولكن يمكن أن تظهر بعد يوم واحد إلى 21 يوماً من التعرض للفيروس. وتستمر الأعراض عادةً لمدة تتراوح من أسبوعين إلى 4 أسابيع ولكنها قد تستمر لفترة أطول لدى شخص يعاني من ضعف في جهاز المناعة.
وتتمثل الأعراض الشائعة لجدري القرود فيما يلي:
الطفح جلدي
الحمى
التهاب الحلق
الصداع
آلام العضلات
آلام الظهر
الوهن
تورم الغدد الليمفاوية
وبالنسبة لبعض الأشخاص، تتمثل أولى أعراض جدري القرود في ظهور الطفح الجلدي، في حين قد تظهر لدى البعض الآخر أعراض مختلفة أولاً.
ويبدأ الطفح الجلدي في شكل قرحة مسطحة تتطور إلى نفطة مليئة بسائل وقد تسبب حكة أو قد تكون مؤلمة. وعندما يشفى الطفح الجلدي، تجف الآفات وتتقشر وتتساقط.
وقد تظهر على بعض الأشخاص آفة جلدية واحدة أو عدد قليل من الآفات الجلدية وتظهر على البعض الآخر مئات من هذه الآفات أو أكثر. ويمكن أن تظهر هذه الآفات في أي مكان على الجسم مثل: راحتا اليدين وباطن القدمين , والوجه والفم والحلق , والأشخاص المصابون بجدري القردة معديون ويمكنهم نقل المرض إلى الآخرين حتى تلتئم جميع القروح وتتشكل طبقة جديدة من الجلد , والأطفال والحوامل والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة معرضون لخطر الإصابة بالمضاعفات الناجمة عن جدري القردة.
وعادة ما تظهر الحمى وآلام العضلات والتهاب الحلق أولاً , ويبدأ طفح جدري القردة الجلدي في الظهور على الوجه وينتشر في جميع مناطق الجسم، ويمتد إلى راحتي اليدين وباطن القدمين ويتطور على مدى 2-4 أسابيع على مراحل – بقع وحطاطات وحويصلات وبثور. تنسحب الآفات إلى المنتصف قبل أن تتقشر. ثم تسقط الجُلبة. ويشكل اعتلال العقد اللمفية (تورم الغدد الليمفاوية) سمة كلاسيكية من سمات جدري القردة. ويمكن أن يصاب بعض الأشخاص دون أن تظهر عليهم أي أعراض.
وفي سياق الفاشية العالمية لجدري القرود التي ظهرت في عام 2022 (نجمت في الغالب عن فيروس الفرع الحيوي الثاني (ب))، يبدأ المرض بشكل مختلف لدى بعض الأشخاص , وفيما يزيد قليلاً عن نصف عدد الحالات، قد يظهر الطفح الجلدي قبل الأعراض الأخرى أو في نفس وقت ظهورها ولا ينتشر دائما على الجسم.
العلاج واللقاحات
الهدف من علاج جدري القرود هو العناية بالطفح الجلدي والتدبير العلاجي للألم ومنع المضاعفات. والرعاية المبكرة والداعمة مهمة للمساعدة في التدبير العلاجي للأعراض وتجنب المزيد من المشاكل.
ويمكن أن يساعد الحصول على لقاح لجدري القرود في منع العدوى. وينبغي إعطاء اللقاح في غضون 4 أيام بعد مخالطة أحد المصابين بجدري القردة (أو في غضون 14 يوما إذا لم تكن هناك أعراض).
ويوصى بتطعيم الأشخاص المعرضين لخطر كبير لمنع الإصابة بجدري القرود ، خاصة أثناء الفاشيات , علي رأسهم العاملين الصحيين المعرضين لخطر التعرض للفيروس .
إقرأ المزيد
مصر تنشط تطبيق الإجراءات الوقائية والاحترازية بالمطارات والمعابر لمنع دخول جدري القرود