الجزائر : لا صوت يعلو علي صوت الانتخابات الرئاسية .. هل الملف الاقتصادي سيحدد اتجاهات التصويت ؟
تنطلق السبت 7 سبتمبر الانتخابات الرئاسية الجزائرية وسط حالة من الترقب من جانب ملايين الجزائريين انتظارا لما ستسفر عنه عملية التصويت .
ويتنافس علي مقعد الرئاسة في الجزائر 3 مرشحين , وذلك بعد أن اعتمدت المحكمة الدستورية الجزائرية ,القائمة النهائية للمترشحين للانتخابات الرئاسية في الجزائر , وهم أوشيش يوسف عن حزب جبهة القوى الاشتراكية, الرئيس الحالي عبد المجيد تبون , والمرشح حساني شريف عبد العالي عن حركة مجتمع السلم .
ووفقا لكثير من المراقبين فإن المرشح المحتمل عبد المجيد تبون والذي يخوض الانتخابات مرشحا مستقلا , هو الأوفر حظا بالفوز بولاية رئاسية ثانية .
وأعلن تبون في يوليو الماضي ترشحه رسميا في الانتخابات الرئاسية , وقال ” نزولا عند رغبة الكثير من الأحزاب والمنظمات السياسية وغير السياسية والشباب, اعتقد انه آن الاوان أن أعلن انني سأترشح لعهدة ثانية مثلما يسمح به الدستور, و للشعب الجزائري الكلمة الفاصلة في ذلك.
و أضاف الرئيس عبد المجيد تبون: “الانتصارات المحققة كلها هي انتصارات الشعب الجزائري وليست انتصاراتي”, ليردف بالقول: “الخاص والعام يشهد بأن مداخيل الدولة ارتفعت وبأن النزيف الذي كان في الخزينة العمومية انتهى والجزائر استرجعت ما كان ممكن استرجاعه من أموال منهوبة مقدرة بملايير الدولارات”.
وذكر الرئيس الجزائري أن ” المواطن الجزائري أصبح اليوم يتمتع بحقوقه بكل أريحية ويقوم بواجباته ” .
و انطلقت منذ يوم الاثنين الماضي عملية تصويت الجزائريين في الخارج في الانتخابات الرئاسية بمقرات السفارات الجزائرية في الخارج, التي شهدت توافد الناخبين منذ الساعات الأولى من فتح باب التصويت للإدلاء بأصواتهم و اختيار أحد المترشحين الثلاثة للانتخابات الرئاسية ,كما انطلقت الأربعاء عملية التصويت في المراكز المتنقلة المخصصة للمناطق النائية والحدودية .
من هم المرشحون الثلاثة
-يوسف أوشيش، الأمين الوطني الأول لجبهة القوى الاشتراكية، وأصغر المرشحين الثلاثة للانتخابات الرئاسية الجزائرية سنا حيث يبلغ من العمر 41 عاما، ويشغل منصب أمين عام أول جبهة القوى الاشتراكية منذ يونيو 2020.
-عبد العالي حساني شريف، رئيس “حركة مجتمع السلم”، أكبر حزب إسلامي في الجزائر , ويعتبره كثير من المراقبين محسوبا علي تيارات الإسلام السياسي .
-عبد المجيد تبون، الرئيس الحالي ويسعي لولاية رئاسية ثانية, وقد تم انتخاب تبون في 2019 خلفا للرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، الذي استقال عقب اندلاع احتجاجات واسعة عمت الجزائر عارضت ترشحه لولاية جديدة.
وبالرغم من أن الرئيس تبون مدعوما من أحزاب الأغلبية البرلمانية، جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي وجبهة المستقبل وحركة البناء الوطني , إلا أنه تقدم بملف ترشحه للانتخابات الرئاسية بصفته مرشحا مستقلا .
للاقتصاد الكلمة الفصل
وعلي مدي 20 يوما طرح المرشحون الثلاثة برامجهم الانتخابية علي أكثر من 20 مليون ناخب يحق لهم الادلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية الجزائرية , حيث ركز بعض المرشحين علي القضايا والموضوعات السياسية خاصة ملف الحريات , إلا أنه وفق كثير من المراقبين فإن الملف الاقتصادي هو الأهم بالنسبه للناخب , مشيرين إلي أن أكثر ما يشغل بال الناخب الجزائري التحديات الاقتصادية وتحدّث وارتفاع تكاليف المعيشة.
ويؤكد البروفيسور مراد كواشي الخبير الاقتصادي الجزائري والأستاذ الجامعي أن الملف الاقتصادي حاز علي حصة الأسد في برامج المترشحين في الانتخابات الرئاسية الجزائرية , مشيرا إلي بعض المرشحين أعطي وعودا للناخبين برفع الناتج المحلي الإجمالي إلي 400 مليار دولار , ومرشح آخر وعد برفعه لـ 450 مليار دولار .
وقال البروفيسور مراد كواشي لـ ” مركز المستقبل للدراسات الاستراتيجية وتقييم المخاطر ” : أن بعض المرشحين طرحوا في برامجهم الانتخابية رفع معدلات النمو في الجزائر إلي أكثر من 4 % , مضيفا ” كما وعد البعض برفع قيمة الدينار , إضافة الي مقترحات لتطوير القطاع الفلاحي ” الزراعي ” والقطاع الصناعي والخدمات ,وتعزيز الرقمنة .
وأعاد كواشي التأكيد علي أن الشق الاقتصادي حاز علي اهتماما كبيرا من جانب المرشحين للرئاسيات الجزائرية , معتبرا أن هذا الأمر يعود لأن الناخبين والمواطنين الجزائريين أصبحوا يهتمون بالملف الاقتصادي والاجتماعي بصور أكبر من الملف السياسية , ولا تغريهم الشعارات السياسية أو الفلسفات السياسية .
وقال الخبير الاقتصادي الجزائري ” وبالتالي حاول المترشحين اللعب علي ورقة الجانب الاقتصادي وتحسين المستوي المعيشي بهدف مغازلة أصوات الناخبين في الانتخابات القادمة .
وأوضح أن بعض المرشحين طرحوا برامج لكيفية معالجة مشكلة السوق السوداء في الجزائر التي ربما تبلغ قيمتها 90 مليار دولار , لافتا الي أن البعض اقترح أيضا تحسين قيمة العملة الجزائرية ” الدينار ” , وبرامج لتحسين وتطوير مختلف القطاعات الاقتصادية والنهوض بالاستثمارات .
ونوه البروفيسور مراد كواشي إلي أنه بالإضافة إلي الشق الاقتصادي ركز المترشحين علي الجانب الاجتماعي وقدموا وعودا كثيره لتحسين مستوي معيشة مواطني الجزائر , لافتا الي أن البعض منهم وعد في برنامجة الانتخابي برفع معدل التضخم إلي 3% , ورفع الأجور ومضاعفتها 100% , وزيادة منح البطالة وزيادة منح التقاعد وزيادة المنح الدراسية .
وقال البروفيسور مراد كواشي ” أعتقد أن كل أو جل خطابات وبرامج المرشحين تركزت علي الجانب الاقتصادي بالدرجة الأولي والجانب الاجتماعي وتحسين مستوي معيشة المواطنين الجزائريين من الدرجة الثانية .
للإطلاع علي التقرير إضغط هنا
إقرأ المزيد :
رسميا .. 3 مرشحين في ماراثون الانتخابات الرئاسية الجزائرية .. وتبون الأوفر حظا
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.