مصرالرأي

يوسف العومي يكتب: أهل الصعيد ..أحذروا القادم!!!

خلال السنوات الأخيرة تحولت محافظات الصعيد الجواني مرتعًا للنصابين والمحتالين، الذين استحلوا أرزاق الناس ونهب مدخراتهم، من ماشية وسيارات وأموال ومدخرات وقوت يومهم وغيرها، لكن العجيب في الأمر أن أبناء هذه المحافظات وبخاصة “أسوان والأقصر” لا يستوعبوا الدرس، ولم يتعلموا مما قد  أصاب غيرهم من ويلات وسرقة مدخرات وقوت يومهم، ومع صباح كل يوم تطفوا لنا علي السطح مأساة ومصيبة جديدة وضحايا جدد.

فهل نسى هؤلاء ما حدث بالأمس القريب؟، حين استيقظوا علي أكبر عملية نصب وإحتيال، كان أبطالها  38 مستريحًا من أبناء جلدتهم تم إدارتهم بذكاء شديد من كبار النصابين والمحتلين و”شيوخ المنصر” الذين اتخذوا من المكاتب المكيفة مقارًا وستارًا لعملياتهم الاجرامية ونجحوا في خداع هؤلاء البسطاء واستولوا منهم علي مبالغ ومدخرات تخطت المليار جنيه، وكان أشهرهم المدعو مصطفي البنك أبن نجع السايح بقرية البصيلية بمركز إدفو، محافظة أسوان، الشهير بمستريح الماشية والسيارات الذي أستولي على ملايين الجنيهات قدرت بنحو 867 مليونا و771 ألف جنيه، وعاقبته محكمة جنايات قنا الاقتصادية بالسجن 15 عاما وغرامة 50 مليون جنيه، ورد المبالغ المستولى عليها للضحايا.

الغريب رغم أن هذه القضية كانت حديث الناس ووسائل الاعلام إلا أن عمليات النصب والاحتيال والقائمين عليها أستمرت  والناس لم تكترث وواصلوا دفع أموالهم ومدخراتهم لهولاء و”كأن هذه الأموال والمدخرات جمعوها من حرام ” وما جمع من حرام فالنار أولي به، لذلك سمعنا عن اشكال أخري لعمليات النصب مثل “نصباية تربية الأرانب” و” نصباية المضاربة في الأسمدة”، و” نصباية المضاربة في المبيدات الحشرية”، و”نصباية المضاربة في الأدوية”، وكلها عمليات أنتهت بالاستيلاء علي مدخرات وأموال لا حصر لها.

لكن الغريب في الأمر والمثير للدهشة أنه في كل عمليات النصب التي وقعت، يكون الطرف الثالث أو الفاعل الرئيسي والمخطط الأول مجهولًا،  والضحايا الذين ” يشيلون الليلة” هم وكلاء النصابين مثل مصطفي البنك وطاهر الحصاوي وأحمد الزعامة، الذين صدرت ضدهم أحكام بالسجن والغرامة تراوحت بين 3 الي 15 عامًا، ورد المبالغ لتي استولوا عليها عن طريق الاحتيال، لكن ما تم ضبطه من الأموال المنهوبة بحوزة هؤلاء لم يتجاوز الـ 2% وبالتالي ضاعت مدخرات وأموال البسطاء الي الآن ولم يسترد أي متضرر مليمًا واحدًا من حقوقه أما “شيوخ المنصر والمعلمين الكبار” الذين استولوا بالفعل علي الأموال المنهوبة فخرجوا منها كما يقول المثل الشعبي ” كالشعرة من العجين”.

الحذر من الطرق الجديدة للنصب والاحتيال.

يبدوا أن شيوخ المنصر وأباطرة النصب والإحتيال خلال الفترة الماضية وجدوا أن هذه المنطقة بيئة مناسبة لتنفيذ أعمالهم الإجرامية، ساعدهم علي ذلك فئة من أهالي هذه البلاد الذي يحلمون بالثراء السريع والطمع في مضاعفة مدخراتهم بدون عناء وتعب، ظنًا منهم أن ما يقومون به “شطارة وفهلوة وتفتيح دماغ” حتي وإن كانت بوسائل غير قانونية ومخالفة لتعاليم الأديان لكن كما يقول المثل” طووول ما الطماع موجــــــــــــــود فالنصاب بخير”.

لكن الحقيقة أن بعضًا من سكان هذه المحافظات بدأ بالفعل يتعظ ويفكر بروية قبل الدخول في أي مخاطرة جديدة، لكن هذا النهج لن يكون في صالح شيوخ المنصر وأباطرة النصب والأحتيال ونحجوا خلال الفترة الماضية ومن منطلق ” الإيد البطالة نجسه” في تنفيذ عدد من العمليات الصغيرة التي في حدود الـ20 الي الـ 30 مليون جنيه، مستغلين أبناء هذه القري من المقيمين في القاهرة وبعض محافظات الشمال، وباعوا لهم “العتبة الخضرة والتروماي.

وبالتوازي مع تنفيذ عمليات النصب الصغيرة، كان شيوخ المنصر يدرسون ويخططون لعمليات أكبر، لذلك أخرجوا مركز إدفو بمحافظة أسوان الذي أصبح ” خرابة” من حسبتهم، وقرروا أن يتجهوا شمالًا لمركز إسنا بمحافظة الأقصر ذلك الموقع الغني بالموارد الزراعية والتجارية والمركز الأشهر في مصر في زراعة محاصيل زراعية مهمة كـ”الطماطم والموز والمانجو  والقصب وغيرها من المنتجات” وبعد دراسة مستفيضة للموارد ولفكر الناس واستثمارهم أعدوا “عدة النصب” بعناية بأن يكون حقل عملهم “النصبي الاحتيالي ” له علاقة بإهتمامات الناس المهتمين بزراعة الطماطم لذلك قرروا أن يكون “النصب في الطماطم” ثم تأتي بقية الزراعات” وأن تكون الوسائل الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي والدعاية والاعلان والترويج هي رأس الحربة للمشروعات الوهمية التي سيحاولون بها تنويم ضحاياهم تنويمًا مغناطيسيًا وجمع “الغلة”

إحدي هذه الكيانات التي أعلنت عن نفسها مؤخرًا أستحوزت علي أكثر من ألف فدان في الظهير الصحراوي غرب مركز إسنا هذه الأراضي تابعة لأملاك الدولة، ثم أطلقت حملة ترويجية ضخمة تطالب الناس بالإسراع في الاستثمار في ما يسمي “زراعة الطماطم” علي أن يدفع كل من يرغب في الاستثمار مائة وخمسون ألف جنيه لكل فدان أي أن المستهدف من هذه العملية هو حاصل ضرب عدد الأفدنة التي هي تابعة لأملاك الدولةx قيمة الاستثمار= 150 مليون جنيه عائد إحتيالي مستهدف.

وأمام هذا الوضع شعر شباب وأهالي هذه القري بالقلق وحملوا علي عاتقهم مسؤولية توعية الناس بأن ما يتم هي ” نصباية تحاك علي مهل” والدليل علي صدق دعواهم أن كثير من أهالي تلك القري لديهم مشروعات إستصلاح أراضي في الظهير الصحراوي، لا يستطيعون تقنين أوضاعها منذ فترة طويلة، فكيف لهذا الكيان غير الشرعي أن يستطيع تمليك المستثمرين المحتملين أراضٍ هي في الأصل ملك للدولة؟ .

إقرأ أيضا:

“طفنيس قرية القرآن” .. مشاعر ألهبت أهالي الصعيد

مكة «وفيها نور على نور».. الاحتفالات بوداع «ضيوف الرحمن» فى صعيد مصر

الأقصر : بالصور: سائح من تشيلى يخطب صديقته على متن رحلة البالون الطائر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »