بالفيديو .. ” أفرو نيوز 24 ” في جولة بـ “وادي الملوك ” أرض الخلود عند قدماء المصريين
أول قرار يتخذه الفراعنة بعد اعتلائهم العرش كان الشروع في بناء مقابرهم في الوداي
“إن أول قرار كان يتخذه الملوك المصريين عقب جلوسهم علي عرش مصر كان هو إعطاء الأوامر بالشروع في بناء مقبرة الملك في (وادي الملوك) بالبر الغربي بالأقصر” ، هو المكان الأحري بالعالم أن يضعه في مقدمة عجائب الدنيا السبع،
فهو الأعجوبة التي ليس لها مثيل في تاريخ البشرية، بهذه الكلمات بدأ هاني نعمان المرشد السياحي بالأقصر، حديثه لـ afronews24 , وقال ” يحظى “وادي الملوك” التاريخي، جنوبي مصر، بإقبال ملايين السياح، وبخاصة فصل الشتاء، وسط فضول لاكتشاف المعلم الأثري الذي يكشف جانبا من نظرة المصريين القدامى إلى المقابر، وما كانوا يعتقدونه “خلودا” بعد الرحيل عن الحياة.
الوصول إلى وادي الملوك
وأضاف أن وادي الملوك عبارة عن واد مغلق ضيق يقع في البر الغربي للنيل، خلف صخور جبل طيبة (الأقصر)، وهو من الناحية الجغرافية أخدود غير عميق تحيط به المرتفعات، ويشبه حفرة كبيرة غير منتظمة الشكل تتوسط مرتفعات حافة الهضبة الغربية، كما أنه يواجه من الناحية الشرقية معابد الكرنك التي تبعد عنه بنحو ثلاثة كيلومترات.
والطريق الذي يؤدي إلى وادي الملوك من مدينة الأقصر، بعد عبور نهر النيل، طريق طويل يخترق السهل مارا بمعبد “سيتي الأول” في قرية القرنة، ثم ينثني ناحية الغرب في طريق صخري كثير الانحناء يخترق التلال، ويبلغ طول هذا الطريق نحو 5 كيلومترات.
وقال هاني نعمان ” أن وراء اختيار هذا الوادي مكانا لدفن الملوك قصة جديرة بأن تروى، فقد أراد تحوتمس الأول (1540 – 1501 قبل الميلاد) ثالث فراعنة الأسرة الثامنة عشرة، أن يختار قبره في واد منعزل خلف صخور طيبة حفظا لجسده وصيانة له من أن تمتد إليه أيدي اللصوص، فعهد إلى المهندس أنيني أن يختار له هذا المكان، وقد سجل أنيني نصا لهذه المهمة على مقبرته، إذ قال: أشرفت وحدي على اختيار المقبرة الصخرية لجلالة الملك تحوتمس الأول، دون أن يراني أحد أو يسمعني”.
واضاف نعمان أن المصريين القدماء آمنوا بالخلود، وكانت وسيلتهم لتحقيق هذا أن اعتنوا بأمر موتاهم و أعدوا أماكن للدفن، وأجهدوا أنفسهم في اختيارها، ولم يدخروا أي جهد في إحضار أحجار التوابيت الضخمة من أماكن بعيدة.
ومنذ العصور السحيقة، حتى عهد ما قبل الأسرات، اختار المصريون القدامى مقابرهم على حافة الصحراء بعيدا عن أرض الوادي الزراعية التي تغمرها مياه الفيضان سنويا، أو على سفوح التلال الصخرية حتى تكون بعيدة عن متناول أيدي اللصوص والعابثين، وكذلك لتكون بعيدة عن عوامل الفناء الطبيعية كالرطوبة التي تحلل وتفني الأجساد.
وأوضح نعمان أنه مع بدء حكم الملوك الفراعنة، استمرت طريقة الدفن نفسها، دون أن يعتريها تغيير يذكر، فكان الدفن في الحافة الرملية أو في سفح الأماكن الجبلية، ولكن بعد تضخم حجم المقبرة بعض الشيء، أصبحت تتراوح بين سبعة أمتار طولا وخمسة عرضا، وأضحى عمق الحفرة ثلاثة أمتار، وأضافوا لها كذلك بناء جوانب الحفرة بالطوب اللبن، ثم غطيت بعوارض من أخشاب الأشجار، تسندها عوارض أخرى من الخشب أيضا، وقد فعلوا ذلك حتى يتفادوا انهيار الرمال.
المقبرة صورة مصغرة للعالم الآخر
وكانت المقبرة لدي قدماء المصريين فكرة وفلسفة وصورة مصغرة للعالم الآخر، سواء حفرت في الرمال أو بنيت بالطوب “اللبن” أو الأحجار أو نحتت في الصخر الأصم، وكان الهدف من إعدادها هو تحقيق فكرة دينية، وهي أن المتوفي يقوم برحلته الجنائزية مع المعبود الشمسي في المركب الذي يوصله إلى العالم الآخر.
وقد ترتب على هذا أن المقبرة كانت تغلق بإحكام ولا تفتح أبدا بعد مواراة الجثة وإتمام مراسم الدفن، ولذلك كان يهال الرديم والأتربة والأحجار على مدخل المقبرة لإخفائها تماما.
ولهذا السبب نفسه، كانت ترسم على جدران المقبرة ابتداء من مدخلها وعلى سراديبها ودهاليزها وقاعة الدفن، الرسوم والنقوش التي تتعلق بالعالم الآخر بجميع أجزائه وسكانه، أما رسم النصوص فكانت تتم علي مراحل تبدأ بتغطية الجدران بطبقة معينة ثم يتم الرسم عليها بمعرفة الكتاب، ثم تأتي مرحلة النحاتين الأكثر خبرة أو المدققين اللغويين الذي يراجعون النصوص ويضعون علي الهوامش التصحيحات بألوان حمراء، وتأتي مرحلة أخري وهي تغطية الأخطاء بمادة وكتاب النصوص المصححة عليها من جديد، عقب هؤلاء يبدأ النحاتين نحت النصوص في الحجر، واخير تأتي مرحلة التلوين التي يستخدم فيها بياض البيض مخلوط بالعسل الأبيض والشمع العسلي لتثبيت الألوان.
إقرأ المزيد :
شاهد بالصور .. الممثلة العالمية Jodi Turner – Smith في حضرة أبو الهول والأهرامات