كينيا : الانتخابات الاكثر ” تعقيدا ” .. و ترقب إفريقي ودولي لخليفة ” كينياتا “
لا صوت يعلو في كينيا حاليا فوق صوت الحملات الانتخابية لمرشحي الانتخابات الرئاسية ، حيث تستعد كينيا، التي تعد أحد أكبر الاقتصاديات الأفريقية لإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية التي من المقرر أن تجري يوم ٩ أغسطس الجاري .
ومن المقرر أن يدلي في هذه الانتخابات 22 مليون ناخب بأصواتهم في صناديق الاقتراع ، لاختيار رئيسهم للسنوات الخمس المقبلة، إضافة إلى أعضاء البرلمان و 1500 مسؤول منتخب في المجالس المحلية .ويتنافس في الانتخابات الرئاسية كلا وليام روتو ورايلا أودينجا ، لخلافة الرئيس الحالي أوهورو كينياتا الذي حرمه الدستور الكيني من الترشح لولاية ثالثة ، وسط حالة من الترقب الافريقي والدولي لمعرفة اسم من سيخلف ” كينياتا ” في كرسي الحكم في نيروبي ، وذلك بالنظر لما تمثله كينيا من ثقل اقتصادي وسياسي كبير في منطقة شرق إفريقيا ، كما أنها تعد واحدة من أكبر الاقتصاديات الأفريقية .
منظمات غير حكومية ومجتمع المدني في كينيا دعت إلى إجراء انتخابات سلمية وشفافة ، وقال فيليكس اويور ممثل معهد القانون والحكم لأفريقيا (Elgia)، ” إن انتخابات التاسع من اغسطس ، هي واحدة من أكثر الانتخابات تعقيداً في تاريخ البلاد ، منذ إنشاء نظام التعددية الحزبية في كينيا عام 1991. وأضاف “بشكل جماعي يمكننا إجراء انتخابات ذات مصداقية”.واطلقت ١٦ منظمة مجتمع مدني كينية ، موقعا إلكترونيا ، لجمع وتحديد مواقع الأحداث قبل وأثناء عملية التصويت وبعد الانتخابات.
»» الافريقي للدراسات الاستراتيجية : الانتخابات نقطة إنعطاف مهمة في التطور الديموقراطي في كينيا
في تقرير للمركز الافريقي للدراسات الاستراتيجية اعتبر أن عنوان الانتخابات الرئاسية في كينيا هو الخلافة المرتقبة للرئيس أوهورو كينياتا، الذي يتنحى بعد استمراره في المنصب لفترتين.
وقال المركز في تقريره ” وبالتالي، تمثل الانتخابات نقطة انعطاف مهمة في التطور الديمقراطي في كينيا وتجديدها ، ورغم تحديات العنف العرقي ومزاعم التلاعب بالأصوات على مر السنين، إلا أن كينيا تتمتع بتاريخ حافل بالانتخابات التنافسية وكانت مدافعًا صريحًا عن التمسك بالمعايير الديمقراطية في المنطقة. وأشار التقرير الي أنه من بين العدد الكبير للمرشحين، هناك متنافسان رئيسيان هما نائب الرئيس وليام روتو والمنافس الدائم رايلا أودينجا ، لافتا إلي أنه رغم أن روتو كان نائب كينياتا في الانتخابات السابقة،إلا أن كينياتا كان يدعم أودينجا، المتنافس الرئيسي في انتخابات عام ٢٠١٧ ، كان التأثير عبارة عن إعادة صياغة معكوسة للتحالفات السياسية وإدخال قدر كبير من عدم القدرة على التنبؤ في النتيجة.
وأشار التقرير الي أن ما كان يدور في أذهان العديد من الكينيين هو مخاطر العنف السياسي التي صاحبت العديد من الانتخابات الرئاسية الأخيرة، ولا سيما السباق الانتخابي الذي جرى عام ٢٠٠٧ والذي أسفر عن سقوط قرابة ١٢٠٠ قتيل و ٦٥٠ ألف نازح ، وقد اتخذ هذا العنف، في بعض الأحيان، صبغة عرقية نتيجة للاستقطاب وتأجيج العداوات .
وقال التقرير ” ومن ثم، فإن الأمر الرئيسي الذي يجب مراقبته في عام ٢٠٢٢ هو الجهود التي تبذلها قيادة المرشحين والأحزاب ومجموعات بناء السلام على المستوى الوطني وعلى مستوى الأحياء للتخفيف من العنف المحتمل خلال هذه الدورة.
وقال التقرير ” هذا الضعف الذي تعاني منه العملية السياسية الكينية تتم إدامته من خلال تنظيم الأحزاب السياسية حسب العرقية والشخصية بدلاً من الأيديولوجية، مما يزيد من احتمالات المخاطر القادمة ، وقد أدى ذلك أيضًا إلى استمرار حالة الركود التي يبدو عليها كبار المرشحين للرئاسة من انتخابات لأخرى، مما قوّض من احتمالات وجود المزيد من المرشحين الإصلاحيين.
واضاف ” ومع ذلك، فإن روتو أو أودينجا لا يُعتبران من مجموعة كيكويو، وهي أكبر مجموعة عرقية في كينيا، مما ينذر بتحول في التحالفات العرقية، بغض النظر عمن سيخرج منتصراً.
وفي تقرير لصحيفة ” Le Journal de l’Afrique ” ، ذكر أنه مع اقتراب موعد الانتخابات العامة في 9 أغسطس ، يتابع الرأي العام عن كثب المناورات السياسية للرئيس أوهورو كينياتا ، بعد إلغاء نتائج انتخابات عام 2017 ، عقب شكوى من زعيم المعارضة رايلا أودينجا ، أعيد انتخاب كينياتا بدون قوة. اليوم ، يدعم رئيس الدولة وتشكيلته السياسية أودينجا ، ضد نائب الرئيس ويليام روتو ، الحليف السابق لكيناتا.
واوضح التقرير على الرغم من “النضج الديمقراطي” الشهير في كينيا ، لم تعد السياسة موضع اهتمام ، بالكاد سجل 12٪ من الشباب الكيني الذين بلغوا سن الاقتراع منذ عام 2017 للتسجيل للذهاب إلى صناديق الاقتراع الاسبوع المقبل.
وقال تقرير ” Le Journal de l’Afrique ” في الواقع ، إذا تم الإشادة بكينيا اليوم لنظامها التعددي ، يعتقد العديد من المراقبين أن الوضع السياسي في البلاد أبعد ما يكون عن النضج الذي يود المرء تصديقه.
»» المرشح الرئاسي وليام روتو يثير الجدل بتصريحات حول الصينيين
وأضاف “لا تقلقوا من الأجانب الذين يمارسون هذه الأعمال، لدينا ما يكفي من الطائرات لترحيلهم”.تأتي هذه التصريحات علي خلفية أن الصين تأتي علي رأس قائمة الدائنين لكينيا ، وبالرغم من أنه لم يصدر أي تعقيب صيني علي هذه التصريحات ، الا انه تثار العديد من التساؤلات حول موقف الصين من التعاون مع ” روتو ” في حال وصوله الي قصر الرئاسة في نيروبي .
»» رقابة إفريقية أوربية للانتخابات الرئاسية الكينية
ومن المقرر أن تجري الانتخابات الكينية تحت رقابة من الاتحاد الافريقي والاتحاد الأوروبي .حيث أعلن الاتحاد الأفريقي عن نيته إرسال بعثة لمراقبة الانتخابات .و ستتشكل بعثة المراقبة الأفريقية من 8 خبراء في الاقتراع، يدعمهم فريق آخر يرسل على فترتين”.
وأشار الاتحاد الافريقي في بيان صحفي الي أن بعثة رفيعة من الاتحاد الأفريقي ومنظمة السوق المشتركة لدول أفريقيا الجنوبية والشرقية “الكوميسا” إضافة إلى منظمة أفريقيا الشرقية، أرسلت في الفترة ما بين 14 و 22 مايو الماضي ، لتقييم ما قبل الانتخابات، لضمان تنظيم انتخابات شفافة وحرة”.
كما وافق الاتحاد الأوروبي، استجابة لدعوة من جمهورية كينيا، على نشر بعثة تابعة له؛ لمراقبة الانتخابات العامة .
وقال الممثل الأعلى للشئون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي، جوزيف بوريل، في بيان صحفي : إن الانتخابات العامة المقبلة في كينيا ستكون حاسمة بالنسبة للمواطنين الكينيين الذين يرغبون في تحديد مستقبل مشرق، وبالنسبة لأصحاب المصلحة في البلاد من أجل إظهار التزامهم بالديمقراطية عبر إجراء منافسة عادلة بين المرشحين في انتخابات سلمية وكذلك بالنسبة للمنطقة ككل من أجل تعزيز الاستقرار”.
»» مكي المغربي : لا يستطيع أحد التوقع بالفائز سواء ” روتو ” أم ” اودينجا ”
ويقول مكي المغربي الكاتب الصحفي و الخبير في الشؤون الأفريقية ” إن كينيا تتألق مجددا ، لا يستطيع أحد التوقع بمن سيفوز بالانتخابات ، هل هو وليم روتو أم رايلا أودينجا؟ ولا يوجد من يقول لا نريد انتخابات إلا اذا وجدت ضمانات انه لن يفوز الحزب هذا أم ذاك. وأوضح المغربي أنه توجد طرائف مع الحمى الانتخابية والتنافس الحاد، مشيرا المرشح الثالث بروفيسور واجاكويي يدعو علي سبيل المثال لتقنين البانجو والاستفادة منه تجاريا وطبيا بدلا من التهريب والزراعة غير القانونية.
واعتبر المغربي أن حديث المرشح الرئاسي وليم روتو عن طرد الصينيين المقصود هو عدم الغرق في “فخ ديون” اكثر مما حصل.
ولفت الكاتب الصحفي والمتخصص في الشؤون الأفريقية الي أن قومية الكيكيو منقسمة وهنالك من يشجع روتو وهنالك من يشجع اودينجا.وقال ” وليم روتو من ” الكالينجين” و أودينجا من ” اللوا ” وهي قبيلة نيلية تتحدث لغة عائلة الشولو أو الشلك.