“قرية طفنيس”بالأقصر تحتفل للسنة العاشرة علي التوالي بتكريم حفظة القرآن الكريم وتتلقي التهاني من مختلف دول العالم الإسلامي
- المكرمون هذا العام 1650 حافظ وحافظة حصلوا جوائز مالية بقيمة مليون جنيه وبعضهم سيشارك في المسابقة العالمية للقرآن الكريم
تلقت قرية طفنيس المطاعنة بمركز إبسنا بمحافظة الأقصر، خلال الساعات الماضية عشرات برقيات التهنئة من المؤسسات الدينية في دول الخليج العربي، ودول العالم الإسلامي من ماليزيا واندونيسيا والهند وباكستان وامريكا وفرنسا الي المغرب والجزائر وتونس وليبيا ونيجيريا والسنغال ومالي وموريتانيا والعديد من الدول الإسلامية، بمناسبة نجاح الحفل السنوي الخامس لتكريم حفظة القرآن الكريم، الذي أقيم مساء الخميس 5 ديسمبر 2024 والذي شهد تكريم 1650 حافظًا وحافظة لكتاب الله أو أجزاء منه.
وخلال الاحتفالية التي شرفها بالحضور نخبة من العلماء وأئمة المساجد وكبار المسؤولين بمحافظة الأقصر، والتي يشرف عليها الشيخ يحيي عبدالعظيم أبو الشيخ أحمد مدرس اللغة العربية بمدرسة كيمان المطاعنة الثانوية ومعلم القراءات وأحكام التجويد والترتيل، تم منح الفائزين جوائز مالية بقيمة مليون جنيه، تم تلقيها كتبرعات من أبناء وأهل القرية، وبلغت قيمة الجائزة الكبرى أو الأولي للمسابقة، رحلة عمرة بقيمة 40 ألف جنيه، يحق للفائز بالجائزة القيام برحلة العمرة أو الحصول على قيمتها وصرفها في شؤونه الخاصة، أما قيمة الجائزة الثانية 30 ألف جنيه وبنفس القيمة للجائزة الثالثة، فيما تم توزيع بقية الجوائز وفقًا لدرجة الحفظ.
قال المهندس يحيى وقاد أحد المشرفين علي المسابقة التي تقام بقرية طفنيس، إن الوصول إلى منصة التتويج للفائزين يسبقه عمل كبير، يستمر لنحو 4 أشهر كاملة، فبمجرد أن تعلن اللجنة الرئيسية للمسابقة عن مواعيد الاختبارات، تبدأ اللجان الفرعية في تلقي طلبات “الكتاتيب” الراغبة فى خوض غمار المسابقة، حيث يوجد في القرية والنجوع التابعة لها قرابة 18 “كُتاب” وجمعية تقوم بتحفظ القرآن الكريم، مثل جمعية الدعوة إلى الله، وكُتاب مسجد الرحمة وكُتاب المسجد الحسيني، وكُتاب مسجد السلام وكُتاب الشيخ أبودوح وكُتاب الشيخ سليم وغيرهم.
واضاف المهندس يحيى وقاد أن إجمالي الذين تقدموا هذا العام بطلبات لخوض المنافسات القرآنية بلغ 2217 ، فاز منهم 1650 حافظ وحافظة بزيادة قدرها 310 حافظ عن دورة العام الماضي التي فاز فيها نحو 1340 حافظ وحافظة لكتاب الله، وأوضح أن في مسابقة هذا العام اكتسحت الفتيات المراكز الأولي وجئن في المراكز من الاول وحتي الحادي عشر، وهذا كان مبلغ سرور وسعادة الحضور والمشرفين على المسابقة، لأننا نريد أن نخرج أم وزوجة صالحة ونواة للأسرة الصالحة.
وقال وقاد أن لجان المسابقة تستمر في عمل الاختبارات لمدة تزيد عن ثلاثة أشهر، وأعضائها في الغالب من أئمة المساجد وكبار العلماء، الذين يشترط فيهم أن يكونوا من الحافظين لكتاب الله، وحاصلين علي إجازة في القراءات والأحكام، ويترأس هؤلاء فضيلة الشيخ “محمد الزنكلون” أحد كبار العلماء والقراء بالقراءات السبع الثابتة والثلاث قراءات المكملة، الذي يمنح الاجازة في القراءات لرؤساء اللجان وأيضا للقراء من مختلف دول العالم كباكستان واندونيسيا وتنزانيا ومالي والسنغال والدول الإسلامية العربية وغير العربية.
تأهل الفائزين الي المسابقة العالمية لحفظ القرآن
وأشار وقاد أن بعضًا من الفائزين رشحتهم جامعتهم للمشاركة في المسابقة العالمية القرآن الكريم التي ينظمها الأزهر الشريف، في شهر رمضان الكريم، ومن القصص الجميلة في قريتنا أنه توجد فتاة عقب زواجها وانجابها للأطفال، بدأت في حفظ القرآن الكريم وبالفعل حفظت القرآن كاملاً وحصلت علي إجازة في القراءات، مما أهلها لأن تفتح في منزلها ” كُتاب” لتحفيظ القران الفتيات والسيدات، لذلك فأنه في حال استمرار هذا العمل بهذه الوتيرة فإنه يمكن أن يكون 95% من سكان قرية طفنيس من حفظة كتاب الله في عام 2040.
أما الشيخ يحيى عبد العظيم، فهو أبن الشيخ عبد العظيم أبو الشيخ أحمد صاحب أشهر كُتاب في قرية طفنيس في السبعينيات الي مطلع الألفية الجديدة فقد ورث الخير عن أبيه ومشي على الدرب، فقد أكد في تصريحات صحفية، إن الاحتفال ينظم سنويًا منذ عشرات السنين لكن في السنوات الأخيرة أصبحت الاحتفالية عيدًا ينتظره أهل القرآن ويستعدون له استعدادات كبيرة يقدمون خلاله ما يستطيعون من مال وجهد ووقت ويشارك فيه كافة أبناء وشباب القرية، وكل تفصيلة في الاحتفالية لها مسؤول متخصص يشرف عليها، فهناك مسؤول عن إخراج الفقرات الخاصة بالتواشيح الأناشيد الدينية، وكذلك لجنة للتنظيم والاستقبال ولجنة للضيافة واخري لاستقبال الضيوف، وأن احتفالية هذا العام شرفها بالحضور أكثر من ستة آلاف شخص من مختلف القري.
وقدم الشيخ يحيي عبد العظيم نيابة عن قرية طفنيس، الشكر لكافة الأجهزة المعنية بمركز اسنا علي الدعم المعنوي الذي يقدموه كل عام لإنجاح الحفل بدءًا من مركز الشرطة والمجالس المحلية والمشايخ والأئمة التابعين للأوقاف، مشيرًا الي أن هناك قري مجاورة من مركز إسنا تشارك ونعمل معها لنقل هذه التجربة الطيبة وبالفعل بدأت في تنفيذ احتفالات مماثلة ندعو الله ان تستمر وتثمر عن منتج طيب.
أما فيما يتعلق بالجوائز، فقال هي جوائز تحفيزية، يتكفل بها المقتدرين من ابناء قرية طفنيس فهناك جوائز للصبية من الذين يحفظون ربع القرآن وأخري لمن يحفظ نصف القرآن وثالثة لمن يحفظون ثلاثة أرباع القرآن وجوائز لمن يحفظ القرآن كاملًا، بالإضافة الي جوائز في القراءات هذه الجوائز تمنح للمتمكنين من القراءات.
بر الوالدين:
عقب فوزها بالجائزة الاولي، رفضت الفائزة أسماء الامير رسلان الجلوس علي المقعد المخصص لها وطلبت من والدها الجلوس مكانها تقديرًا لجهده الذي بذله من أجل إيصالها الي هذه اللحظة الطيبة في مشهد يعبر عن بر الوالدين، وبخاصة عقب قيامها بتقبيل يده،وهو المشهد الذي لاقي استحسان الجمع الكريم.
إقرأ أيضا:-
قرية طفنيس تحتفي بـ 750 حافظًا لكتاب الله بجوائز تتجاوز الربع مليون جنيه
“طفنيس قرية القرآن” .. مشاعر ألهبت أهالي الصعيد
مكة «وفيها نور على نور».. الاحتفالات بوداع «ضيوف الرحمن» فى صعيد