أخبار عاجلةاخبار افريقياغرب افريقيا

بعد تصريحات ماكرون .. العلاقات الفرنسية الإفريقية إلي نفق مظلم

صبت  نصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون التي اتهم فيها الدول الإفريقية بالجحود وأنها لم تشكر بلاده علي الدعم الذي قدمته للقارة في محاربة الإرهاب خاصة في منطقة الساحل والصحراء , مزيدا من الزيت علي نيران الغضب الإفريقي المشتعلة تجاه فرنسا في الأعوام القليلة الماضية تلك النيران التي أجبرت باريس علي سحب قواتها من مستعمراتها السابقة ومناطق نفوذها في القارة الإفريقية من واحدة تلو الأخري .

تصريحات ماكرون فجرت حالة من الغضب والاستنكار  في عدد من العاصم الإفريقية, حيث أعلنت كلا من تشاد والسنغال استنكارها بشدّة تصريحات ماكرون , مؤكده أن الرئيس الفرنسي أخطأ في الحقبة الزمنية .

ويري خبراء في الشؤون الإفريقية أن العلاقات الفرنسية الإفريقية بعد هذا التراشق في التصريحات بين سيد الإليزية ونظراءه في الدول الإفريقية يؤشر إلي حد كبير إلي أن العلاقات بين باريس ومستعمراتها السابقة في طريقها للدخول إلي نفق مظلم.

وصلت لطريق مسدود 

IMG 20240428 WA0008 بعد تصريحات ماكرون .. العلاقات الفرنسية الإفريقية إلي نفق مظلم
الخبير والسياسي التشادي الدكتور محمد شريف جاكو

ويؤكد الدكتور محمد شريف جاكو الخبير التشادي في الشؤون الإفريقية أن العلاقات الفرنسية الإفريقية أو ما تعرف بـ ” فرانس أفريك ” خاصة مع دول الساحل وصلت إلي طريق مسدود أو نفق مظلم , مشيرا إلي أن ذلك بدأ قطع العلاقات نهائيا اقتصاديا وسياسيا وعسكريا بين دول اتحاد الساحل “النيجر وبوركينا فاسو ”  .

وقال جاكو لـ ” أفرو نيوز 24 ” : الآن تم الغاء التعاون اتفاقية التعاون العسكري بين تشاد و فرنسا ثم بين باريس والسنغال , مشيرا إلي أن كوت ديفوار أعلنت هي الأخري أيضا إغلاق معسكرات القوات الفرنسية في بلادها , وايضا يتردد ان الجابون اعلنت أيضا انه سيتم اغلاق  معسكرات القوات الفرنسية الموجودة في الجابون.

وتابع الدكتور محمد شريف جاكو ” إن  هذا التسلسل يثير عدة تساؤلات في داخل إفريقيا أولا ” , لافتا  إلي أنه في الساحة التشادية كان هناك انقسام في المجتمع التشادي حول مدى جدية القرار التشادي وعدم جديته , منوها إلي فريقا يري أن النظام والحكومة التشادية جادة في الغاء اتفاقية التعاون العسكري بين تشاد وفرنسا , بينما جزء كبير من الشعب التشادي كان يرى أن هذا مجرد مسرحية , والا لماذا لم يشمل القرار الاتفاقيات الاقتصادية لأن الاتفاقيات الاقتصادية هي ليست اقل خطورة من التعاون العسكري أو الاتفاقيات عسكرية لماذا لا يشمل هذا القرار الغاء هذه الاتفاقيات الاقتصادية بين تشاد وفرنسا .. كما حدث في النيجر ومالي وبوركينا فاسو , مشيرا إلي أن الفريق الثالث قال انه لننتظر نشوف مع الزمن الامور حتى سوف تتضح.

 ونوه الدكتور جاكو إلي انه عندما اقدمت السنغال واعلنت نفس الموقف باغلاق معسكرات القوات الفرنسية في السنغال , أيضا قرار السنغالي لم يشمل الجانب الاقتصادي , وقال ” ومن هنا أيضا هناك حالة تشكك لماذا قرار السنغالي لم يشمل الاتفاقيات الاقتصادي ايضا? .. لأنه إذا كنت تتحدث عن السيادة الوطنية ومصلحة الوطن هذه الاتفاقيات الاقتصادية اكثر خطورة من التعاون العسكري حتى باعتباره انه قانونيا اكتر من خمسة وتمانين في المئة من اقتصاديات الدول الافريقية الفرنسية موجودة في باريس.. فكيف الدولة تكون ذاته سيادة وغالبية اقتصادياتها في يد شخص اخر.

قرارات 1960 

ونوه الدكتور شريف جاكو إلي أن هذه القرارات أشبه بما حدث العام 1960 عندما قام الجنرال ديجول الرئيس الفرنسي  بطرح فكرة اعطاء استقلال معظم الافريقية الفرنسية , شريطة أن تكون هناك تعاون اقتصادي والتوقيع علي اتفاقيات مجحفة وذلك من خلال استفتاء شعبي في كافة الدول الافريقية من المستعمرات الفرنسية بأن عليها ان تختار بين استقلال نهائي دون علاقات مع فرنسا او استقلال ضمني وعلاقات تعاونية مع فرنسا والذي تم اطلاق عليه اسم ” فرانس أفريك “. ولفت الخبير التشادي في الشؤون الإفريقية أن الدولة الوحيدة في أفريقيا قالت “لا ” هي غينيا كوناكري بقيادة أحمد سيكتوري الذي قال ” نحن نفضل ان نكون فقراء وأحرار على أن نكون عبيدا وأغنياء ” .. اذا نحن نختار ” لا ”  حتى لا يخرج الاستعمار من الباب ويعود إلينا من النافذة.

وقال جاكو “بخلاف غينيا كوناكري جميع المستعمرات الفرنسية السابقة قالت ” نعم ” , وبذلك تم  تم تكبيل كل هذه الدول مع اذا غينيا باتفاقيات مجحفة , اتفاقيات عسكرية والسياسية واقتصادية هذه الاتفاقيات الغت ما يسمى بالاستقلال الذاتي والسيادي بكل معنى الكلمة الى يومنا هذا .

ويشرح الخبير التشادي في الشؤون الإفريقية سبب تطرقه لهذه الخلفيه التاريخية , ويقول ” لماذا عدت الى الماضي لأن ما حدث أمس أشبه بذلك , هذا الحديث ونحن لم نتطرق بعد إلي تصريحات ماكرون , مشيرا إلي أن  الدول الاربعة ” تشاد والسنغال وكوت ديفوار والجابون ” تعتبر الدول الأكثر علاقات مع فرنسا ما عدا  السنغال بعد مجيء عثمان سانكو وزميله.

وأوضح الدكتور محمد شريف جاكو أن الرئيس ماكرون أدلي بهذه التصريحات خلال اجتماع تقليدي سنوي مع سفراء فرنسا في الخارج والذي يعقد في بدايه كل عام لرسم سياسات العام الجديد ودراسة الحال الاحوال الفرنسية , مشيرا إلي أن الرئيس ماكرون ظهر في الاجتماع وهو يشعر بالمرارة والغضب واللوم ووصل الأمر إلي أنه استخدم بعض المصطلحات الى حد ما إزدرائية تجاه افريقيا بصفة عامة وبعض رؤساء الدول الإفريقية وهو ما اغضب الى حد ما الشارع الافريقي الشارع الافريقي من هذه التصريحات بصورة عامة.

الموقف ضبابي 

 وأشار الدكتور محمد شريف جاكو الي أن بعض الرؤساء علي رأسهم الرئيس التشادي والسنغالي قاموا بالرد علي تصريحات الرئيس الفرنسي خاصة تلك التصريحات التي استخدم فيها عبارات ” إنه لولا فرنسا او لولا القوات الفرنسية لكانت  هذه الدول غير موجودة وليس لهم حق السيادة.. ورد عليه  عثمان سانكو قال بالعكس” لولا وجود وتضحيات الشباب الافريقي , لكانت فرنسا حتى الآن جزء من المانيا , وهو يشير هنا الى مشاركة مقاتلين افارقة في الحربين العالميتين الاولى والثانية  , وفي هذا الاطار حدث التراشق  في الكلمات .

وقال جاكو ” واعتقد أن الموقف الآن ضبابي .. وكثير من الناس يتوقعون انه ممكن هذا هذه التراشقات قد تؤدي الى تباعد المسافة بين ماكرون  وخاصة تشاد والسنغال وربما يصل الى درجة انه يفتح باب لالغاء كافة الاتفاقيات الاقتصادية والسياسية بين باريس وانجمينا وباريس وداكار.

وأضاف الدكتور محمد شريف جاكو ”  ففي تصوري أن الجانب التشادي حتى الآن اشك انه سيصل الى اعلى موقف ممكن  لان الجانب التشادي لديه نقاط الضعف في بنية النظام وأزمة اقتصادية طاحنة اضافة الي الأزمات المتعددة التي تعاني منها تشاد , واستطرد قائلا ” ولذلك من الصعب توقع ان يذهب النظام التشادي بعيدا في علاقاته مع فرنسا .

وأضاف ” اما ناحية السنغال فاعتقد فهي في ظروف حتى لو في أزمة اقتصادية الى حد ما الا أن  لها من الشرعية نظام منتخب ديمقراطيا ولديه لديه ثقة من الشعب السنغالي وعلاقاته مع دول الجيران كلها تقريبا علاقته طيبة ليس هناك يعني عداوة وخلافات مع الدول الجوار , ولديه ايضا باب مفتوح ممكن ينضم الى مجموعة اتحاد دول الساحل.

 وأضاف لذلك اعتقد أن الجانب السنغالي ممكن أن يدخل في صراع مفتوح ,ولذلك حتى تجد التصريحات السنغالية اكثر مباشرة واكثر قوة من التصريحات التشادية لأن وزير الخارجية التشادي صرح الى حد ما ب فيها شيء من البرودة و الرئيس التشادي اكتفي بالإشارة إلي أن القرار قرار سيادي وليس قرار بإيعاز من طرف آخر وأنه مستاء من تصريحات ماكرون .

تدهورا ملحوظا في العلاقات الفرنسية الأفريقية

download 2 1 بعد تصريحات ماكرون .. العلاقات الفرنسية الإفريقية إلي نفق مظلم
الخبير في الشؤون الأفريقية الدكتور محمد تورشين

وأكد الدكتور محمد تورشين الخبير في الشؤون الإفريقية والكاتب الصحفي أن التراشق الأخير بين الرئيس الفرنسي وبعض الدول الأفريقية، كتشاد والسنغال، يعكس تدهورًا ملحوظًا في العلاقات الفرنسية-الأفريقية، التي تعاني أصلًا من إرث استعماري معقد وتراكمات تاريخية.

وقال تورشين لـ ” أفرو نيوز 24 ” : إن فرنسا، التي لطالما اعتُبرت حليفًا رئيسيًا في القارة، تواجه الآن انتقادات لاذعة من قادة أفارقة يتهمونها بالتدخل في شؤون بلدانهم واستغلال مواردها، في حين ترد باريس بتوجيه اتهامات مماثلة حول فشل الحكومات الأفريقية في إدارة أوضاعها الداخلية , مضيفا ” إن هذا التوتر يأتي في سياق عالمي متغير، حيث تسعى الدول الأفريقية إلى تعزيز استقلاليتها وتوسيع شراكاتها بعيدًا عن النفوذ الفرنسي، وسط تنافس متزايد من قوى عالمية كالصين وروسيا.

واعتبر الدكتور محمد تورشين أن تصريحات الرئيس الفرنسي وتصعيد اللهجة ضد القادة الأفارقة، إلى جانب الردود الحادة من الطرف الآخر، يشير إلى تآكل الثقة المتبادلة وتفاقم الأزمات , موضحا أنه  مع تزايد الأصوات الأفريقية المطالبة بإعادة صياغة العلاقة مع فرنسا على أسس أكثر عدالة، يبدو أن العلاقات الفرنسية-الأفريقية دخلت مرحلة حرجة قد تضعها على مسار مختلف، وسط تساؤلات حول إمكانية تجاوز هذا النفق المظلم أم أنه بداية لقطيعة استراتيجية طويلة الأمد.

 

إقرأ المزيد :

غضب إفريقي من تصريحات ” ماكرون ” .. ديبي : الرئيس الفرنسي أخطأ في الحقبة الزمنية .. والجزائر ترفض وتدين    

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »