في أول حديث مع وسيلة إعلام عربية .. رايلا أودينجا مرشح كینیا لرئاسة مفوضیة الاتحاد الأفریقي في حوار مع «أفرو نيوز 24»: ترشحي لرئاسة المفوضية يأتي في لحظة حرجة بتاريخ إفريقيا
>> بدون وحدة وتكامل إفريقيا ستظل القارة مهمشة ومستغلة
>> أعتمد في ترشحي على الأفارقة وزعماء القارة وليس أية مجموعات لغوية
>> أؤمن بالانتماء الأفريقي في المقام الأول قبل الانتماء إلى اللغات التي نتحدثها
>> حريص على قارة أفريقية موحدة ومتكاملة يعمها السلام والازدهار وتتماشى مع أجندة 2063
>> متفائل بإمكانية تحقيق أجندة 2063.. وسأركز في عملي على 10 مجالات رئيسية
>> أعتزم تعجيل تنفيذ تقرير «كاجامي» بشأن الإصلاح المؤسسي للاتحاد الإفريقي
>> الأفريقيات يحرزن خطوات هائلة عبر مجالات اقتصادية واجتماعية والتمثيل السياسي
>> يجب الوقوف بالمرصاد ضد عودة الصراعات والحروب الأهلية والأزمات الإنسانية للتخلص من الإرهاب
>> زعماء إفريقيا بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي أظهروا فهما متجددا بأن الصراعات تؤخرنا وتبقينا في الخلف
>> الصراعات في أفريقيا وراء الفقر والركود الاقتصادي.. والمنافسة الدولية على النفوذ في القارة يمكن تحويلها إلى ميزة
>> علينا الدفع لوجود نظام مالي عالمي فعال وعادل ونزيه لتطوير المؤسسات المالية الأفريقية
>> القارة تحتاج إلى المعرفة والتعاطي مع رؤية القطاع الخاص لقضايا السلام والأمن والتمويل
>> على دول القارة عدم التورط في حروب بالوكالة والاهتمام بقضايا الفقر والأداء الاقتصادي المتدني
سباق انتخابي ساخن تشهده انتخابات مفوضية الاتحاد الأفريقي المقررة في فبراير المقبل لخلافة التشادي موسي فقي في رئاسة المفوضية، ويأتي علي رأس قائمة المرشحين السياسي الكيني المخضرم، رئيس الوزراء الأسبق الذي يستند إلي تاريخ سياسي طويل في الدفاع عن قضايا القارة الأفريقية وعلاقات قوية مع عدد كبير من قادة وزعماء الدول الأفريقية، ورغم ذلك فالمنافسة ليست سهلة خاصة في ظل ما يمتلكه منافسه الأقرب وزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف من خبرات دبلوماسية كبيرة .
رايلا أودينجا يصف في حوار مع ” أفرو نيوز 24 ” ترشحه لرئاسة مفوضية الاتحاد الأفريقي بأنه «يأتي في لحظة حرجة في تاريخ إفريقيا”.
ويقول رئيس الوزراء الكيني الأسبق في حواره الذي يعد أول حوار مع وسيلة إعلام عربية عقب ترشحة للمنصب الإفريقي الكبير: “أؤمن بقوة أنه مع وحدة القارة لن يكون هناك أي تحديات كبيرة أمام الأفارقة، وبدون وحدة وتكامل القارة، ستظل إفريقيا مهمشة ومستغلة ومنعزلة”.
وشدد السياسي الكيني المخضرم علي أنه لا يعتمد على أية مجموعة لغوية في ترشحة علي المنصب، “أعتمد على الأفارقة وزعماء إفريقيا في انتخابي كرئيس لمفوضية الاتحاد الإفريقي”.
وفيما يلي نص الحوار :
لدي الخبرة والقدرة علي توحيد شعوبنا
– بداية كيف ترى ترشيحك من جانب كينيا علي منصب رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي؟
– ترشحي يأتي في لحظة حرجة في تاريخ إفريقيا، نحن كقارة، نشهد في الوقت الحالي، كثيرا من التحديات التي تشمل أزمات اقتصادية وقضايا بيئية، وصراعات وإرهابا، وشقاقا اجتماعيا عاما تفاقم بسبب المنافسة الجيوسياسية.
وأعتقد أن تلك التحديات يمكن التغلب عليها، وأؤمن بأن شعوري الراسخ بالهوية الإفريقية والتفاؤل بإفريقيا والالتزام بالوحدة الإفريقية، كلها عوامل وضعتني في موضع جيد لجمع قارتنا على التعامل مع كل تلك القضايا .
وأعتقد أن لدي الخبرة والقدرة على توحيد شعوبنا من أجل مواجهة مشكلاتنا، وهذا هو السبب في قولي مرارا وتكرارا “إنني أستشرف ظهور قارة إفريقية موحدة تتميز بالسلام والازدهار، تقود شعوبها نحو التقدم” وأؤمن بقوة أنه مع هذه الوحدة، لن يكون هناك تحديات كبيرة أمام الأفارقة، لكن بدون وحدة وتكامل ستظل إفريقيا مهمشة ومستغلة ومنعزلة.
-و كیف تصف العلاقات بین كینیا والدول الأفریقیة في الوقت الراهن؟
– كینیا كانت دائما عضوا مسؤولا، ومتجاوبا ومحترما داخل الأسرة الأفریقیة.. نتحمل مسؤولیتنا بجدية كبيرة تجاه القارة.. ولھذا السبب أسھمنا في قوات حفظ السلام في أفریقیا، وصادقنا على جمیع الأدوات التي تحتاجھا القارة للمضي قدما، ونحن نفي بالتزاماتنا المالیة تجاه المنظمات القاریة، وشاركنا في تقدیم الحلول الدبلوماسیة للصراعات في القارة، وتواصل كینیا لعب دور محوري على المستویات الإقلیمیة والقاریة والمتعددة الأطراف لتعزیز قضايا قارة إفریقیا.
وقدمنا ملاذا لملايين الأفارقة الذين شردتهم الصراعات، وكينيا في طليعة الدبلوماسية الأفريقية سواء على المستويات الثنائية أو متعددة الأطراف دفاعا عن السلام والاحترام المتبادل، والحوار والوحدة على الساحة العالمية.
كما أن كينيا تناصر الوحدة الإفريقية وتحقيق التكامل الاقتصادي والسلام والأمن عبر وجودها كدولة مستقلة، وعلى الساحة العالمية، عملت كينيا بانسجام مع غيرها من الدول الإفريقية عندما كانت مصالح القارة مطروحة على الطاولة، ونحن نهدف إلى الخير لصالح جميع شعوب القارة، والجميع يعلم ذلك .
كنا وما نزال أفارقة في المقام الأول
– البعض يعتقد أنكم تعتمدون بقوة على دعم الدول الناطقة باللغة الإنجليزية فيما يتعلق بترشحكم للمفوضية، فما حقيقة الأمر ؟
– لا أعتمد على أية مجموعات لغوية، وأعتمد فقط على الأفارقة وزعماء القارة في انتخابي كرئيس لمفوضية الاتحاد الإفريقي، لأنني أؤمن أننا كنا وما نزال أفارقة في المقام الأول، قبل حتى الانتماء إلى اللغات التي نتحدثها، وعندما يغرق شبابنا عندما يحاولون التسلل إلى أوروبا عبر المحيطات، فإن العالم يقول ببساطة إن مئات الأفارقة غرقوا في المحيط، ولا أحد يسأل ما إذا كانوا متحدثين بالإنجليزية أو الفرنسية أو العربية ولا أحد يسأل ما إذا كانوا من مصر أو كينيا أو نيجيريا.. مشكلتنا ليست اللغة التي نتحدثها، فالتحديات لا تعرف اللغات.. وكقارة، نحتاج إلى سياسيات ومؤسسات يمكنها أن تدفعنا إلى الأمام وهو ما آمل في إضفاء الطابع المؤسسي عليه .
– وما أبرز نقاط برنامجك الانتخابي؟
– أحرص على قارة إفريقية موحدة ومتكاملة ويعمها السلام والازدهار، تتماشى مع الأجندة القارية 2063، والهدف الأول للقانون التأسيسي بالاتحاد وبرتوكول تعديلات قانونه التأسيسي هو تحقيق وحدة كبرى وتضامن بين الدول الإفريقية وشعوبها كأولوية، ويتبع ذلك رغبة في الدفاع عن السيادة وسلامة أراضي واستقلال الدول الأعضاء .. فأجندة 2063 في صميم برنامجي.
– وما هي أولوياتك الملحة إذا تم انتخابك رئيسا لمفوضية الاتحاد الإفريقي ؟
– أرغب في مساعدة القارة على تحقيق أجندة 2063 وذلك من خلال التركيز على عشرة مجالات رئيسية ، تتمثل في :
* الوحدة والتكامل القاري.
* السلام و الأمن .
* التحول الاقتصادي.
* تعزيز التجارة البينية .
* الاستقلال المالي.
* العدالة والمساواة بين الجنسين .
* التحول الزراعي .
* العمل المناخي .
* الاستثمار في التكنولوجيا والتي تشمل الذكاء الاصطناعي .
* تفجير طاقات الشباب .
الإصلاح المؤسسي للاتحاد الإفريقي
– هناك مناقشات متكررة بشأن عملية إصلاح مؤسسية للاتحاد الإفريقي، حتى تكون المفوضية فاعلة، وتستطيع استعمال كافة الأدوات كي تكون أكثر تفاعلا مع مختلف أصحاب المصلحة، وكي تقيم آلية لمراقبة وتقييم سياسات وبرامج الاتحاد الإفريقي، لذا ما رؤيتك بشأن تحقيق هذا الهدف وإنجازه على نحو فعال؟
– الرئيس بول كاجامي، كرئيس للجنة الإصلاح، قدم تقريرا مفصلا للغاية وقابلا للتنفيذ حول الإصلاحات الضرورية، للاتحاد الإفريقي، ومن حسن الحظ، يترأس رئيس كينيا ويليام روتو الآن هذه اللجنة.. فما موقفكم من توصيات اللجنة حال فوزك بالمنصب؟
أقدر العمل في سبيل المضي نحو تنفيذ التوصيات الخاصة بالإصلاح، لذا سأبدأ بتعجيل تنفيذ تقرير كاجامي برمته، وسأضيف تغييرات للاقتراحات، وأطمئن القارة بأنه من خلال العمل مع قادتنا، سأضمن بألا يكون التقرير حبيس الأدراج، كي يتراكم عليه التراب، ولكني سأنفذه بحذافيره وعلى وجه السرعة.
– كيف ترى جهود الاتحاد الإفريقي فيما يتعلق بتنفيذ “أجندة 2063.. إفريقيا التي نريدها”؟
– أعتقد أنه تم إحراز تقدم كبير في تحقيق أهداف أجندة 2063، وهناك إجماع كامل بأن إفريقيا تحتاج لمراجعة وتكييف أجندة التنمية بسبب التحولات الهيكلية المستمرة، والسلام المتنامي، وانخفاض عدد الصراعات، والنمو الاقتصادي المتجدد، والتقدم الاجتماعي، والحاجة إلى التنمية المتمركزة حول الناس، والمساواة بين الجنسين وتمكين الشباب، وتغيير السياقات العالمية مثل العولمة المتزايدة، وثورة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
ولا نزاع في هذا الصدد لكن هناك اتفاق على أن البرامج والمبادرات الأساسية لتسريع النمو الاقتصادي والتنمية في إفريقيا إلى جانب تعزيز الهوية المشتركة من خلال الاحتفال بالتاريخ الإفريقي والثقافة النابضة بالحياة.. وتشمل المشروعات النبية التحتية والعلوم والتكنولوجيا والفنون والثقافة إلى جانب المبادرات لضمان السلام في القارة.
وعلى مستوى الطموح، نحرز تقدما جيدا وأنوي مواصلة المسار مع الإسراع في وتيرة تنفيذ الاقتراحات، ومتفائل بأن أجندة 2063 سيتم تحقيقها.
إفريقيا تحرز تقدما في العمل علي المساواة بين الجنسين
– الاتحاد الإفريقي دشن مبادرة المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة، كيف تقيم جهود الاتحاد في دفع الدول الإفريقية قدما في تنفيذ هذه المبادرة، وهل تعتقد أن هناك التزاما من جانب الدول الإفريقية لتحقيق المساواة بين الجنسين؟
– العمل على المساواة بين الجنسين في إفريقيا يحرز تقدما، ولكن بشكل عام، نحن نحقق تقدما، نساء إفريقيا يحرزن خطوات هائلة عبر مجالات اقتصادية واجتماعية والتمثيل السياسي.. وجميع التقارير التي تراقب هذا المجال تشير إلى التقدم.. حتى أن إفريقيا لديها رئيسات دول، و هو شئ لم تتمكن بعد أكثر القارات تقدما من الوصول إليه، والنساء الإفريقيات يتولين رئاسة مجالس إدارات مؤسسات كبرى .
وكثير من دولنا عملت على سن إصلاحات من شأنها تحسين حصول النساء على فرص مثل التعليم والتوظيف والتمويل، لكن لا يزال هناك كثير من التحديات، وأنوي جعل الاتحاد الإفريقي يدفع أجندة المرأة بقوة، ولكننا نحرز تقدما.
– ملف السلام والأمن والذي يعتبر أولوية كبرى لدى إفريقيا، بسبب تأثيره الكبير على الجهود التي ترمي لتحقيق التنمية في القارة.. كيف يلعب الاتحاد الإفريقي دورا ملموسا في هذا الاتجاه؟
الاتحاد الإفريقي يعترف بأنه بدون السلام والأمن، سيؤول مصير إفريقيا إلى الركود وتدخل طي النسيان، هذا الاعتراف بداية جيدة، ويجب الوقوف بالمرصاد ضد عودة الصراعات والحروب الأهلية والأزمات الإنسانية، ويجب إيقاف تلك الصراعات .
كما يجب ألا نتورط ثانية في حروب بالوكالة، ويجب أن نولي اهتماما أكبر لقضايا الفقر والأداء الاقتصادي المتدني، وهي في صميم الصراعات في إفريقيا، ويجب أن نكون فاعلين للغاية في قضية التغيرات المناخية التي تنطوي على آثار بيئية واقتصادية وأمنية خطيرة، جرى تسجيل تقدم في تحقيق “الطموح رقم 4″، والذي يتمثل في “إفريقيا سلمية وآمنة”، وذلك من خلال أداء عام بنسبة 63% مقارنة أهداف 2021 .
ورغم تباين الأداء عبر اختلاف المعايير والدول، فإن البيانات الأحدث التي تم تسلمها من الدول الأعضاء تشير إلى تراجع كبير في عدد الوفيات الناجمة عن الصراعات المسلحة، والخلافات الدينية والعرقية والتعصب، ونحتاج إلى الحفاظ على هذا المسار.
– هذا ينقلنا إلى جهود الاتحاد الإفريقي فيما يتعلق بتمويل صندوق السلام، كيف يتسنى حث القطاع الخاص الإفريقي لتمويل هذا الصندوق بشكل حقيقي وما الحوافز المتاحة له كي يستجيب لذلك؟
– القطاع الخاص يحتاج إلى السلام والأمن كي يزدهر، وسنحتاج إلى كل الارتباطات المنتظمة والقوية للغاية مع اللاعبين في هذا القطاع، وأن نرى منظورهم لقضية السلام والأمن وكيفية التمويل، وكان الإنجاز البارز يتمثل في منصة أكرا الأخيرة، والتي حصلت على مساهمة كبيرة مع تبرعات أولية رئيسية من “أفريكسم بنك”، ورابطة موظفي الاتحاد الإفريقي.
هناك تقدم جيد بالفعل، ويجب أن أشيد بأمانة صندوق السلام لجهودها في تعبئة الموارد التي ارتبطت بكيانات القطاع الخاص، والشركات المملوكة للدولة، والمؤسسات المالية المتعددة الأطراف، والأفراد من ذوي القيمة العالية، والمليارديرات، وأدرك أن هذه “الأمانة” حصلت حتى الآن على مساهمات وتعهدات من كيانات مثل “أفريكسيم بنك” والخطوط الجوية الإثيوبية، وبنك ستاندرد ورابطة موظفي الاتحاد الأفريقي. وهو أمر جدير بالإشادة، وسنساعد على جلب مزيد من اللاعبين إلى الطاولة .
الرئيس السيسي أنجز مهمة جديرة بالإشادة في ملف إعادة الإعمار
– هناك أيضا اهتمام بملف الإعمار بالقارة، في فترة ما بعد الصراعات، والذي يقوده الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، ما رؤيتك بخصوص هذه القضية ؟
– يجب الاعتراف والتقدير بأن زعماء إفريقيا بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي أظهروا فهما متجددا بأن الصراعات تؤخرنا وتبقينا في الخلف، كما أنهم أظهروا عزما متجددا على تناول قضايا السلام والأمن في القارة كأولوية.
والرئيس السيسي أنجز مهمة جديرة بالإشادة، ونحن نرى فهما واضحا من جانب قادتنا بأنه علينا إيجاد سبل لمنع الصراعات أو حلها فور وقوعها .
وحال رئاستي لمفوضية الاتحاد الإفريقي، سأحرص على دعم العمل مع مجلس السلم والأمن، ولجنة الحكماء، التي تمثل عمودات أساسيا من أعمدة هندسة حل الصراعات بالقارة، والتي أثبتت في كل وقت أن أفريقيا بوسعها أن تحل مشكلاتها باستخدام منظومة “الشيوخ” والتي تضم الحكماء وكبار السن من الرجال والنساء، وسأدفع بقوة من أجل دعم لجنة الشخصيات الإفريقية البارزة، وهي إحدى الوسائل التي ترعرعت في الداخل ومتآلفة مع الآفارقة وإفريقيا ومن ثم فهي تتسم بالفعالية.
وسأتابع تقوية نظام الإنذار المبكر القاري، وأعتقد أنه على الاتحاد الإفريقي العمل بشكل وثيق مع مراكز الفكر والخبراء والمفكرين بالقارة لدفع قدرة هذا النظام على جمع وتحليل البيانات لدعم مجلس السلام والأمن .
– كثير من الدول الإفريقية تعاني من انتشار واسع النطاق للتنظيمات والجماعات الإرهابية و المتطرفة، ما الدور الذي يمكن أن تلعبه المؤسسات الدينية الأفريقية في مواجهة ذلك الفكر المنحرف؟
– شعوبنا مرت بمعاناة كبيرة على أيدي الجماعات الإرهابية وأعتقد أن الزعماء الدينيين عليهم دور في المساعدة على وقف تلك الصراعات، وهناك آليات لدعم مساهماتهم في السلام و الأمن.
وعلينا، في سبيل تحقيق منع هذه الصراعات بشكل مستدام، الاستثمار في خلق فرص من شأنها أن تسير في طريق منع المتطرفين عن كتلة السكان اليائسين الذين يسقطون ضحايا أجندتهم المنحرفة .
ويجب بذل جهود لمعالجة قضايا الفقر والأداء الاقتصادي الفقير، التي توفر الأرضية الخصبة لظهور الجماعات الإرهابية، وأنا أقر وآمل أن توافقونني في الرأي أن الفقر والركود الاقتصادي يدخلان في صميم الصراعات بإفريقيا وقد حققت معظم الدول الإفريقية مستويات مرتفعة من النمو الاقتصادي، ورغم ذلك معظم المواطنين لا يشعرون بحال أفضل من ذلك .
وبالفعل هناك زيادة في عدد الناس الذين يعيشون في فقر “مطلق” في إفريقيا جنوب الصحراء، ويجب أن نعالج ذلك “الانفصال”.
– إلى أي حد يمكن لإفريقيا أن تعتمد على التعليم في هذا الجانب، بالنظر إلى أن التعليم كان أحد الموضوعات الرئيسية المطروحة في القمة الإفريقية الأخيرة؟
– التعليم مسألة حيوية ويتجلى كموضوع مستمر خلال أجندة 2063، وسواء أكنت تتحدث عن جماعة إفريقيا الافتراضية والإلكترونية، وشبكة الوحدة الإفريقية الإلكترونية، واستراتيجة إفريقيا للفضاء الخارجي، كلها تتركز على التعليم من أجل تقدم إفريقيا، وعلينا التعامل مع عقول شبابنا على أنها مصدر أساسي، والتحدي الذي يواجهنا كقادة، هو ضمان أن تصل جودة تعليم الأطفال في إفريقيا إلى مستوى جيد إن لم يكن أعلى مما يقدم في أجزاء أخرى من العالم.
يجب أن تكون إفريقيا في الطليعة
– ملف الديون والتمويل من الملفات بالغة الأهمية، ويحتل أولوية كبرى بالنسبة للدول الإفريقية .. كيف يمكن للاتحاد الإفريقي لعب دور فعال في رفع الظلم الذي منيت به القارة، خاصة فيما يتعلق بتقييمات المؤسسات المالية الدولية لاقتصاديات إفريقيا؟
– الديون وتمويل برامج التنمية في إفريقيا من القضايا الخطيرة في القارة، ولهذا السبب وضعت أجندة 2063 إنشاء المؤسسات المالية الأفريقية كأولوية وكسبيل لتعبئة الموارد من أجل النمو القاري.
ونحن نتحدث عن بنك الاستثمار الإفريقي وبورصة “الوحدة الإفريقية”، وصندوق النقد الإفريقي والبنك المركزي الإفريقي .
يجب أن تكون إفريقيا في الطليعة، للدفع في سبيل وضع نظام مالي عالمي فعال يعتمد عليه وعادل وشامل وشفاف ونزيه، حتى ونحن نطور مؤسساتنا المالية، يجب أن نفرض المناقشة لحقيقتين الأولى، أن البناء المالي العالمي الحالي لم يكن قادرا على مساعدة الدول الإفريقية لتمويل أنشطتها بدون المجازفة باستقرارها، أما الثانية، فتتمثل في حقيقة أن الدول الإفريقية التي تعاني من أزمات مالية غالبا ما تقترض المال من النظام المالي العالمي، تنزلق نحو إفلاس “دولة” رسمي.
– هناك حديث متكرر حول وجود منافسة دولية وصراع حول مناطق النفوذ في إفريقيا ككل، بين الجناحين الشرقي والغربي، ماذا تقول في هذا الصدد وهل هناك بعض آفاق لاستخدام هذه المنافسة لصالح الشعوب الإفريقية؟
– نشهد اهتماما متجددا بإفريقيا من جانب اللاعبين الدوليين، والذي ليس شيئا سيئا بالضرورة، لكن إفريقيا كانت هنا قبل ذلك، ولذا يجب علينا مواصلة المسيرة مصابين بالحزن ولكن أكثر حكمة، بالنظر إلى خبرات الماضي، ويجب أن تجد إفريقيا سبلا كي تتنقل عبر المصالح السياسية الجغرافية “الجيوسياسية”
الجديدة والقديمة لضمان عدم إلحاق الضرر بها .
وعلينا أن نتذكر دائما بأننا حاليا لدينا مزايا اقتصادية كبرى عن باقي العالم، فنحن موطن 40% من أفضل إمكانات الطاقة المتجددة التي لم يتم استغلالها في العالم.
ولدينا 40٪ من الرواسب المعدنية الحيوية في العالم، وبحلول عام 2100، سيمثل الأفارقة 40٪ من القوى العاملة العالمية. وتستمر القائمة وتطول، فثلثا الأراضي الصالحة للزراعة المتبقية في العالم، وغير المستغلة، موجودة في إفريقيا، كما أن لدينا رواسب المعادن، والتي تتميز بأنها من بعض أعلى الدرجات في العالم. وإذا اتحدنا وقمنا كقارة، بعقد صفقات، ووضعنا مصالح شعبنا في المقام الأول، فإن هذا الاهتمام المتجدد بأفريقيا سنعمل لكي يكون لصالحنا بالتأكيد.
إقرأ المزيد :
مفوضية الاتحاد الأفريقي .. سباق انتخابي ساخن علي خلافة التشادي موسي فقي