حذرت من امتداد الإبادة في الضفة الغربية .. مسؤولة أممية : الشعب الفلسطيني من يدفع ثمن المحرقة اليهودية
ألبانيز : اسرائيل مسؤولة عن اعادة اعمار غزة و لا يجب الاستهانة بالجنائية الدولية
تونس- اسيا العتروس
حذرت الايطالية فرانشيسكا ألبانيز المحامية الدولية و المقررة الأممية لحقوق الإنسان في فلسطين المحتلة من استمرار الإبادة في قطاع غزة و في الضفة الغربية, مؤكدة أن الفلسطينيين يعانون من جرائم حرب و جرائم ضد الإنسانية منذ سبعين عاما ,وقالت ” إن اسرائيل نظمت حملة إبادة في حق غزة و أنه رغم الهدنة فإن أكثر من مائة شخص قتلوا في غزة منذ إعلان اتفاق الهدنة .
ومن إبادة المدن وإبادة التعليم إلى أبادة التراث و الإبادة الطبية قدمت فرانشيسكا ألبانيز المقررة الخاصة المعنية بحقوق الإنسان في فلسطين المحتلة مصطلحات إضافية لمصلح الإبادة الجماعية المستمرة في غزة , و قالت المحامية الدولية في مستهل لقاء هو الأول منذ إعلان الهدنة في غزة بداية الأسبوع الجاري أنها مصرة على وصف ما حدث و يحدث في غزة و على الشعب الفلسطيني بالإبادة , معتبرة ” أن ما حدث كارثة بأتم معنى الكلمة ” .
استمرار الإبادة في غزة والضفة
و حذرت ألبانيز من استمرار الإبادة في غزة و في الضفة , موضحة أن الفلسطينيين يعانون من جرائم حرب و جرائم ضد الانسانية منذ سبعين عاما , وقالت ان اسرائيل نظمت حملة إبادة في حق غزة و أنه رغم الهدنة فإن أكثر من مائة شخص قتلوا في غزة منذ اعلان اتفاق الهدنة يضافون الى نحو 155 ألف قتلوا و أصيبوا طوال الاشهر الماضية وبينهم مئات العائلات التي أبيدت من السجلات المدنية و نحو 47 ألف امرأة حامل قتلن إلى جانب 700 رضيع دون اعتبار لآلاف الأطفال الآيتام و الآلاف الذين بتر عضو من أعضائهم أو أكثر مشددة على أن العملية تتواصل في الضفة الغربية المحتلة حيث يقتل الفلسطينيين على يد المستوطنين وعلى يد جيش الاحتلال و حيث يستمر حصار المدن و التهجير و الايقافات الجماعية .
و دعت المسؤولة الأممية إلى التفكير جديا في الواقع الفلسطيني و الفلسطينيين الذين يعيشون ليلا نهارا على وقع الإبادة و المقابر الجماعية حيث تم اكتشاف جثث مشوهة و جثث مقيدة الأطراف ظ, و خلصت ألبانيز إلي أن “الفلسطينيين رهائن في غزة بين القتل و التعذيب و التهجير في مكان لا موقع للحياة فيه “.
و استطردت قائلة ” أنه رغم ذلك فإن اسرائيل لم توقف هجماتها ضد الفلسطينيين و أن الهدف من ذلك إزالة الفلسطينيين من أرضهم و اقامة اسرائيل الكبرى , مشيره إلى أن المقاومة في غزة اليوم أقوى مما كانت عليه قبل خمسة عشرة شهرا . و اعتبرت أن إسرائيل فهمت الجريمة التي ارتكبتها و لكنها لا تريد القبول بذلك و أن الغرب لم يفهم شيئا عن الشعب الفلسطيني و أنه لا يمكن أن يقبل الاحتلال أبدا .
تصريحات ألبانيز جاءت خلال لقاء احتضنته كلية العلوم القانونية و السياسية و الاجتماعية بالعاصمة التونسية التي غصت بحضور جمع أجيال مختلفة من أساتذة القانون الدولي و الطلبة الذين واكبوا اللقاء و أثثوا للنقاش مع المقررة الاممية .
الإحتلال ليس مسألة من الماضي
و شددت ألبانيز بالقول “أننا مضطرون لمواجهة الماضي و أن مهمتها الراهنة في فلسطين المحتلة تؤكد لها أن الاحتلال ليس مسألة من الماضي “و أضافت “أن الطلبة في مختلف جامعات العالم مصدر فخر بالانتماء الى دارس القانون الدولي معتبرة أن الجامعات تبقى معقل المعارك الانسانية .
و أوضحت البانيز أن جريمة الابادة الجماعية تهدف أيضا إلى استهداف مجموعة معينة و إلى فرض ظروف حياة محددة للتهجير الجماعي و إلغاء انسانية الآخر و هذا ما دفعها الى وضع تقريرها الأول عن الإبادة في غزة تحت عنوان “الإبادة الجماعية بوصفها محوا استعماريا Anatomie d un genocide و ذلك بعد مرور ستة أشهر على الابادة في غزة .
و كشفت البانيز أن التقرير الثاني عن غزة يتنزل في إطار مواصلة ما بدأته في التقرير الأول بعد خمسة عشرة شهرا من التوثيق للجرائم الاسرائيلية , و أكدت أنها لم تكن وحدها التي قدمت مثل هذه التقارير , وأن منظمات دولية و حقوقية أخرى وثقت هذه الجرائم بما في ذلك مؤرخون اسرائيليون وخبراء في الإبادة كانوا من أول الذين حذروا من جرائم الاحتلال على مدى اكثر من نصف قرن .
واعتبرت المحامية الدولية أن العدوان الاسرائيلي سابق لعملية السابع من اكتوبر وأن الهجمات الاسرائيلية على غزة استمرت منذ 2006 , مشدده على أن هناك حالة من التجاهل و النسيان في الغرب للذاكرة الاستعمارية كل ذلك مع استمرار الاستهانة بالقانون الدولي و استباحته في مجلس الأمن الدولي و الجمعية العامة .
العالم يتجرع ثمار غياب العقاب والمحاسبة للإحتلال
و قالت المسؤولة الأممية “ان العالم يتجرع اليوم ثمار غياب العقاب و المحاسبة للاحتلال “اذ و برغم القانون الدولي يستمر الخرق للعدالة الدولية و أنه يفترض أن تشهد 2025 سحب القوات الإسرائيلية من الأراضي الفلسطينية المحتلة و السماح للفلسطينيين بالوجود و الحياة على ما بقي من أرضهم و هذه أبسط معاني العدالة “و هذا أيضا ما أقرته الجنائية الدولية التي أقرت بأن الوجود الاسرائيلي على الأراضي الفلسطينية غير قانوني و أنه لا يمكن للمجتمع الدولي أن يبقى صامتا و أنه يتعين عليه ايقاف الاستيطان .
و أكدت ألبانيز أن اسرائيل من يجب عليها أن تقدم التعويضات على الدمار الحاصل في غزة و الضفة لإعادة اعمار القطاع , و قالت “الكل يتحدث عن إعادة الإعمار في غزة و لا أحد يتحدث عن مسؤولية اسرائيل منذ 1947 , مشدده على أن الجنائية أقرت عدم تقديم أي مساعدات عسكرية للإحتلال و هو ما لم يحدث . و قالت البانيز “نأمل في خضم هذه الفوضة أن نشهد تسونامي من التضامن الدولي الانساني مع غزة ” و عبرت عن أملها أن يكون ما حدث في غزة أخر جريمة ابادة تحدث .و في ردودها حول دور القانون الانساني الدولي و الفشل الحاصل في ردع الاحتلال و منع جرائم الابادة .
واعتبرت ألبانيز أن الحقوق الانسانية ما كان لها أن تكون لولا كل التضحيات التي قدمتها الشعوب للتخلص من الاحتلال و أنها كانت دوما تقول للأوروبيين نحن أول من سيدفع ثمن هذه الابادة , داعيه الى تأمل ما بقي من القانون الانساني الدولي و مواصلة المعركة من أجل ذلك و شددت على أن اللحظة تستوجب ذلك و تحتاج الى ثورة من أجل الحقوق الانسانية معتبرة أن كل تبرير لجرائم الابادة مرفوض .
و أشارت إلى أن المقاومة في غزة اليوم أقوى مما كانت عليه قبل خمسة عشرة شهرا ,و اعتبرت أن اسرائيل فهمت الجريمة التي ارتكبتها و لكنها لا تريد القبول بذلك و أن الغرب لم يفهم شيئا عن الشعب الفلسطيني و أنه لا يمكن أن يقبل الاحتلال أبدا , و خلصت إلى أن القضية الفلسطينية لا يمكن حلها دون الاسرائيليين و أن هناك فئة إسرائيلية و هي أقلية ضد الابادة و ضد الاحتلال ومع الحق الفلسطيني و حق العودة و يجب التحاور معها .
و قالت ألبانيز” إنه يجب النظر إلى مجمل جرائم إسرائيل ضد الفلسطينيين في مجمل الاراضي الفلسطينية المحتلة لأن الاحتلال سيواصل خطة اقامة إسرائيل الكبرى إذا لم يرحل الفلسطينيون , معتبره أن فلسطين عادت بقوة إلى المشهد وإلى المنظمات القانونية والأممية ,موضحة أن القانون الدولي يتم استغلاله منذ نهاية الحرب الباردة من الإدارة الامريكية لصالح كيان واحد .
و قالت المسؤولة الأممية ” إن فلسطين يجب أن تكون آخر المعاقل للدفاع عن القانون الدولي الانساني و أن فلسطين اليوم هي مخبر الغرب للقانون الدولي واعتبرت أن إسرائيل نشأت ككيان عسكري و هي تنتج و تروج الأجهزة العسكرية و أن دول الغرب لم تقطع علاقاتها العسكرية معها و توقفت مطولا عند الموقف الالماني الذي استمر في دعم جرائم الاحتلال الإسرائيلي اليوم ثالث جرائم الإبادة التي تضاف إلى ما شهدته ألمانيا من ارتكاب المحرقة اليهودية وأقرت بارتكاب جرائم الإبادة في ناميبيا باستهداف شعبي الهيريرو والناما .
و قالت ألبانيز “اليوم لا يمكن الاستهانة بالجنائية الدولية و أنه يجب تغيير الواقع الراهن و تفعيل سلاح المقاطعة الاقتصادية و العسكرية و ملاحقة الجنود الاسرائيليين من حاملي الجنسيات المزدوجة , محذره من أن استمرار القانون الدولي على حاله سيدفع إلى انهيار الأمم المتحدة التي أصبحا خارج السياق خاصة أمام آمال و طموحات الشباب في تحقيق العدالة و ما يدرسونه من قيم .
و اعتبرت أن هناك دولا تتحسب لتهديدات أمريكا رغم قناعتها بجرائم الاحتلال , و أن هناك دولا لا تقبل التهديد بينها جنوب افريقيا و كولومبيا و الشيلي و البرازيل و ايرلندا , معتبره أن المقاطعة فلسفة و أن الحقوق الإنسانية لا تهدى و أنها معركة مستمرة إذ لا يمكن أن نتعلم القانون الانساني في الجامعات ثم يتم إيقاف الطلبة و هم يطالبون بتنفيذ تلك الحقوق .
و أضافت ” لقد أهدانا الشعب الفلسطيني فرصة مراجعة و تعلم مفهوم النكبة وأنها احتاجت خمس سنوات كاملة لقراءة جذور الصراع ودراسة الرواية الفلسطينية و محنة الشعب الفلسطيني و تجربته مع التهجير في العالم وهو ما يعني أن الشعب الفلسطيني اليوم يجب اعتباره ناج من النكبة 1947 وناج من الابادة وأن الطفولة مغتصبة في فلسطين و أن الطفل الفلسطيني يولد تحت الاحتلال و يكبر مع الخوف من الحرب و أهوالها و الخوف من فقدان البيت و فقدان الأهل و العائلة و الخوف من الإهانة و لهذه الأسباب و غيرها تعتبر ألبانيو انه من المهم الدفاع عن نظام الامم المتحدة القائم على العدالة الدولية و اصلاح المنظومة بدل هدمها و الدخول في مسرح العبث .
-مخلفات الابادة
ألبانيز اعتبرت أن مخلفات الإبادة على الشعوب أمر رهيب , معربه عن أملها أن يبلسم الشعب الفلسطيني جراحه بطريقة مختلفة عما فعلته شعوب أخرى , و قالت ثمن المحرقة يدفعه الفلسطينيون اليوم.
و قالت “إن الشعب الفلسطيني استثنائي في كل شيئ و هو شعب مقاوم و صبور و لا أعرف شعبا صبر كما صبر الشعب الفلسطيني , و شددت على أن كلام ترامب عن اعادة اعمار غزة و كأنه يتحدث عن منتزه صادم و أنه لا بد من تحميل الاحتلال الاسرائيلي مسؤولية ما اقترفه ضد الفلسطينيين .
و اشارت إلي انه عدا ذلك فان المحرقة ستتواصل و تمتد إلى جنوب لبنان و سوريا ..و اعتبرت أن أوروبا لم تفهم شيئا عن المحرقة اليهودية أو أنها لا تريد أن تفهم و قالت “لست واثقة من تقديم أي شيء لمنع الإبادة و لكني واثقة من تسليط الأضواء على ما يحدث “.
و شددت المسؤولة الأممية على أن بعض النقاشات في الغرب حول جرائم الأبادة الجماعية عندما وقع العدوان على رفح و ما إذا يجب ان تتمحور حول عدد معين أمر مرفوض و لا مبرر له و أن قتل العشرات او المئات بدعوى ملاحقة أحد المقاتلين المفترضين لا يجب أن يكون مبررا للقتل الجماعي بمعنى أن تضحيات الشعب الفلسطيني أكبر من أن ندركها .
إقرأ المزيد: