تونس – اسيا العتروس
في رحاب بيت الحكمة المطلة على قرطاج و بحضور ثلة من الاكاديميين و الباحثين و الجامعية و الديبلوماسيين ووزراء سابقين للتربية و الثقافة قدم سالم بن محمد المالك المدير العام للاسيسكو محاضرة بعنوان “ثقافة الغد و الرؤية الجديدة للمنظمة ، داعيا خلال المحاضرة الى عدم التوجس من الذكاء الاصطناعي و عدم التركيز على السلبيات فقط .
و شدد المالك على أن الدول التي لا تستخدم الذكاء الاصطناعي ستصدم من تسارع النسق و انه اذا لم تساير الدول هذا الامر سنعيش في أمية الذكاء الاصطناعي ، كاشفا عن أن للاسيسكو مركز استراتيجي للذكاء الاصطناعي وفق ميثاق محدد للذكاء الاصطناعي معتبرا ان هناك نقصا في القيم و ان الاسيسكو تسعى في تغيير و لو جزء بسيط من المجتمعات .
و قال المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) الدكتور سالم بن محمد المالك، :” إن سوق الذكاء الاصطناعي العالمي ينمو بنسبة 33% سنويا، وأنه بحلول عام 2030 من المتوقع أن يقود النمو الاقتصادي العالمي بنسبة تبلغ 14%، وأن ينمو حجم سوق الذكاء الاصطناعي بنسبة 120% على الأقل على أساس سنوي، كما تم دمج الذكاء الاصطناعي في 77% من الأجهزة التكنولوجية التي نستخدمها حاليا.
واستعرض المدير العام للإيسيسكو، الأهمية التي توليها المنظمة للذكاء الاصطناعي، وتتجلى في استراتيجيتها الاستشرافية الشاملة للمجال، خصوصا فيما يتعلق بالحوكمة الاستراتيجية والأبعاد الأخلاقية، وهو ما جعل الدول الأعضاء تكلف الإدارة العامة للإيسيسكو بإعداد ميثاق العالم الإسلامي للذكاء الاصطناعي.
و رفض المالك مقولة أن العالم الاسلامي أمة متخلفة مشددا على أن لديه قناعة أن الشباب و الجيل الجديد المهتم بالتكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي سيؤكد العكس و سيغير الواقع ، و قال “إن جينات إبن سيناء و غيره من علماء المسلمين باقية فينا و ان كل ما نحتاجه تثبيت هذه الجينات لتعود الى التقدم “.
و كشف عن دور مركز الحوار الحضاري للايسيسكو لمواجهة خطاب الكراهية الى جانب تركيز مركز للاستشراف و مركز الاسيسكو للغة العربية للناطقين بغيرها الى جانب التفكير في مشروع للنهوض بالاعلام و الاتصال .. كما أكد استعداد المنظمة الى التعاون مع السلطة الفلسطينية لمساعدة قطاع التعليم في غزة .ونوه المدير العام لمنظمة الايسسكو الى أن للمنظمة بنكا من العلماء والادباء والباحثين و الاكاديميين في مختلف المجالات. واستعرض المالك حصاد المنظمة و لكن ايضا مسارها المستقبلي في مجال التربية والعلوم والثقافة استهل الضيف مداخلته بتوجيه تحية لتونس مرددا كلمات الشاعر نزار قباني” أنا يا تونس جئتك عاشقا”, و أوضح المالك أن المنظمة أصدرت ستون كتابا خلال ثلاث سنوات و أسست ثلاثون كرسيا علميا للعلوم والفنون وأنها بدأت بالتعاون مؤسسات الفضاء وانها وضعت ميثاق الاسيسكو للذكاء الاصطناعي .
يذكرأن مدير الاسيسكو بدأ مسيرته المهنية في مجال طب الحساسية و المناعة قبل التوجه إلى التعاون الدولي لترشحه المملكة السعودية في مايو 2019 لمنصب المدير العام للاسيسكو و يتم انتخابه على رأس هذه المنظمة .
وفي السياق، قدم المدير العام للإيسيسكو إضاءة على المبادرات والبرامج والمشاريع التي أطلقتها المنظمة خلال السنوات الماضية، ومن بينها مبادرة طرق الإيسيسكو، وتسجيل 724 موقعا تاريخيا وعنصرا ثقافيا على قوائم الإيسيسكو للتراث في العالم الإسلامي، وتسهيل عملية التسجيل لضمان حقوق الدول الأعضاء في حفظ تراثها، وابتكار مفهوم الدبلوماسية الحضارية، وتدشين 30 كرسيا علميا في مجالات الفنون والعلوم والآداب، وتجسيد تعاون علمي مع كبرى مؤسسات الفضاء العالمية، وإصدارها ميثاق الرياض لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي بالعالم الإسلامي، إلى جانب تعاون المنظمة مع تونس في حفظ تراث ابن خلدون.
وتسعى الإيسيسكو في إطار رؤيتها وتوجهاتها الإستراتيجية إلى إدراج هدف ثامن عشر لأهداف التنمية المستدامة يخص الثقافة، باعتبارها رافعة من روافع التنمية المستدامة، كما أنها تمثل هوية الشعوب وإرثها الإنساني.
كما تستهدف الإيسيسكو تسجيل 1000 عنصر قبل نهاية عام 2025، وقد تم تسجيل 640 عنصرا ماديا وغير مادي، وغالبا ما يكون ذلك مؤهلا للتسجيل في القوائم الدولية للتراث. بالنظر الى ما يزخر به العالم الاسلامي من إرث حضاري.
وقد أطلق مركز الإيسيسكو للحوار الحضاري مبادرة رائدة على الصعيد الدولي من أجل تشكيل مفهوم الدبلوماسية الحضارية وتأصيله نظريا وإرسائه في منظومة العلاقات الدولية، لتعزيز الوصل الحضاري بين الأمم والشعوب والثقافات المختلفة.وقد تخرج من البرنامج قرابة 200 سفير للسلام تقل أعمارهم عن 35 سنة.
اقرأ المزيد
تونس .. الداخلية التونسية تكشف تفاصيل محاولة اقتحام معبد يهودي
