أخبار عاجلةاخبار افريقياوسط افريقيا

شرق الكونغو الأزمة الأكثر خطورة علي وجه الأرض .. و ” إم 23 ” خنجر مغروس في وسط إفريقيا

علي نحو مفاجئ ومتسارع اشتعلت الأوضاع في إقليم شرق الكونغو مع التقدم السريع لحركة 23 مارس ” إم 23 ” ونجاحها في السيطرة علي مناطق واسعة في الاقليم ودخول مدينة ” جوما ” الاستراتيجية في المنطقة بعد اشتباكات عنيفة مع الجيش الكونغولي مما تسبب في مقتل المئات ونزوح أكثر من 700 ألأف شخص هربا من القتال  , فوفقا لمنسق الأمم المتحدة المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية في جمهورية الكونغو الديمقراطية برونو لوماركي أن ما يحدث في مدينة جوما “يأتي ليفاقم واحدة من أكثر الأزمات الإنسانية طولا وتعقيدا وخطورة على وجه الأرض”.

ووفقا للمنظمات الإقليمية الدولية تؤكد التقارير الواردة من مدينة جوما في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية من فرق الأمم المتحدة على الأرض التدهور السريع للوضع يوم الثلاثاء وسط هجوم مستمر يشنه متمردو حركة إم23 على عاصمة المقاطعة , مشيره إلي إنتشار الجثث في الشوارع، والمستشفيات غارقة بالمصابين، كما ارتفعت التقارير عن العنف الجنسي والاغتصاب والنهب.

فقد دخلت حركة إم 23 المتمردة إلى جوما خلال ليلة الأحد 26 وتسيطر الحركة وحلفاؤها في الجيش الرواندي الآن على وسط وضواحي جوما بأكملها تقريبًا، عاصمة شمال كيفو في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، وكذلك المنطقة المحيطة بالمطار , وبالرغم من الهدوء النسبي الذي تشهده المدينة في الساعات القليلة الماضية , الإ أن هناك مخاوف من تفجر الأوضاع من جديد وامتدادها لتشمل مناطق أخري لن تكون قاصرة علي اقليم شهر الكونغو بل قد تمتد إلي مناطق أخري في منطقة البحيرات .

ما هي حركة 23 مارس

Screenshot 2025 01 29 185321 شرق الكونغو الأزمة الأكثر خطورة علي وجه الأرض .. و " إم 23 " خنجر مغروس في وسط إفريقيا

حركة 23 مارس هي جماعة مسلحة متمردة يقودها التوتسي الكونغوليون , وتنشط الحركة في المناطق الشرقية من جمهورية الكونغو الديمقراطية خاصة في مقاطعة كيفو الشمالية التي لديها حدود مشتركة مع كل من أوغندا ورواندا , أدى تمرد الحركة ضد الحكومة الكونغولية في الفترة من 2012 إلى 2013 إلى نزوح أعداد كبيرة من المدنيين.

وتشير تقارير صادره عن الأمم المتحدة إلى أن دولة رواندا هي التي أنشأت وتولت قيادة جماعة التمرد إم 23 , وتوقفت رواندا عن دعمها بسبب الضغوط الدولية والهزيمة العسكرية على يد جمهورية الكونغو الديمقراطية والأمم المتحدة في عام 2013.

لكن في عام 2017، استأنفت عناصر حركة 23 مارس تمردها من جديد في جمهورية الكونغو الديمقراطية، لكن عمليات هذه الحركة المتمردة لم يكن لها تأثير يذكر , الا أن هذا الوضع تغير في عام 2022، حيث بدأت حركة 23 مارس هجومًا أكبر وظهرت قواتها بشكل مختلف وتمتلك أحدث الأسلحة، ونجحت في الاستيلاء على مدينة بوناجانا الحدودية الكونغولية.

انتهاكات حقوق الإنسان

Screenshot 2025 01 29 185408 شرق الكونغو الأزمة الأكثر خطورة علي وجه الأرض .. و " إم 23 " خنجر مغروس في وسط إفريقيا

و في نوفمبر 2022، اقترب متمردو حركة 23 مارس من مدينة جوما وأجبروا حوالي 180 ألف شخص على مغادرة منازلهم بعد انسحاب الجيش الكونغولي من المنطقة بالقرب من قرية كيبومبا , و في يونيو 2023، أفادت هيومن رايتس ووتش عن انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبها متمردو حركة 23 مارس في جمهورية الكونغو الديمقراطية، بما في ذلك عمليات القتل غير القانونية والاغتصاب وجرائم الحرب الأخرى. وتشير الادعاءات إلى دعم رواندي لهذه الإجراءات، مما أثار مخاوف بشأن جرائم الحرب وجعل الوضع الإنساني أسوأ في المنطقة , وفرض مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عقوبات على قادة حركة إم23 .

وخلال عام 2023، احتلت الحركة عدد من المدن الكبرى في شرق شمال كيفو بما في ذلك بوناجانا وكيوانجا وكيتشانجا وروبايا وروتشورو وتسيطر على الطرق الحيوية المؤدية إلى غوما .

وفي منتصف ديسمبر الماضي كثفت حركة 23 مارس المتمردة من هجماتها على مواقع الجيش الكونغولي في جنوب إقليم “لوبيرو” (في مقاطعة كيفو الشمالية)، بعد فشل القمة الثلاثية التي كانت مقررة في العاصمة الأنجولية “لواندا” بين “رواندا والكونغو الديمقراطية وأنجولا” من أجل حل الأزمة الأمنية في شرق الكونغو الديمقراطية .

وسعت أنجولا خلال العام 2024 للوساطة بين الكونغو الديمقراطية ورواندا لحل الأزمة في شرق الكونغو ووقع البلدان بالفعل في سبتمبر الماضي علي اتفاقا بشأن خطة تنسيق عملية “تحييد” جماعة “القوات الديمقراطية لتحرير رواندا”؛ وإلغاء التدابير الدفاعية الرواندية , الإ أن الجهود الأنجولية تحطمت أمام تصاعد الهجمات التي تشنها حركة إم 23 المتمردة .

من المستفيد

د. محمد تورشين عدم تقديم تنازلات، وتسلط كل طرف، سيؤثر سلباً على عملية الاستقرار شرق الكونغو الأزمة الأكثر خطورة علي وجه الأرض .. و " إم 23 " خنجر مغروس في وسط إفريقيا

وأمام التطورات التي يشهدها إقليم شرق الكونغو يطرح التساؤل من المستفيد من تصاعد الأزمة في الاقليم ؟ , ويؤكد الكاتب الصحفي والخبير في الشؤون الإفريقية الدكتور محمد تورشين لـ ” أفرو نيوز 24 ” أن المستفيد من تصاعد الاحداث في جمهوريه الكونغو الديمقراطيه هي بلاشك أطراف داخليه سواء حركه 23 مارس بالاضافه إلى الحركات المتمرده الأخرى باعتبار أن هنالك أكثر من 100 حركه متورده في الكونغو, وقال ” إقليميا هنالك أيضا مصلحه رواندية بأعتبار أن رواندا ستصبح قوة إقليمية مؤثرة بالاضافه الى ذلك كل المعادن التي اخذها من من اقليم شمال كيفو ستذهب بشكل مباشر لرواندا من بعدها سيتم تصديرها إلى الخارج وكذلك مستفيده من محاصره القوات الديمقراطيه لتحرير رواندا و هي قوات مدعومه من الهوتو .

وأشار تورشين إلي أن هناك بعض الأطراف الدولية تستفيد بشكل مباشر من الثروات التي يزخر بها إقليم شرق الكونغو وعلى رأسها الولايات المتحده الامريكيه باعتبار أن الولايات المتحده الأمريكيه شريكه للكونغو وللانظمه الكونغولية منذ موبوتو حتى الرئيس فليكس تشيسيكيدي حاليا , واستطرد قائلا ” لكن اعتقد اذا استمرت الاوضاع هكذا دون إدانة واضحه سيلجأ الرئيس فليكس ربما للتعاون مع أخرين علي رأسهم الروس حتى يستعيد الأمن والاستقرار في الكونغو .
وأكد الدكتور محمد تورشين أن الأوضاع في منطقه البحيرات ستشهد تصعيدا منقطع النظير لأن دائما ما تتداخل الأمورمع بعضها البعض نتيجه للتدخلات السياسيه والتقاطعات الشاشه فضلا عن البعد الاثني والعرقي فالأوضاع مرشحه للانفجار والتزايد فلا يمكن بأي من الاحوال أن تهدا في ظل هذه المعطيات و في ظل عدم اتخاذ أي موقف دولي حازم إزاء هذه المواجهات .

إقرأ المزيد :

مصر .. الخارجية تشكل غرفة عمليات لمتابعة أوضاع الجالية المصرية في شرق الكونغو

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »