السياسي النيجري عمر مختار الأنصاري يكتب : التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب.. نموذج يُحتذى به في مكافحة التطرف ودعم الاستقرار
في عالم يواجه تهديدات متزايدة من التطرف والإرهاب، يبرز التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب كواحد من أهم المبادرات الدولية وأكثرها تأثيرًا في محاربة الإرهاب، ليس فقط عسكريًا، بل عبر مواجهة الفكر المتطرف وتجفيف منابع تمويله وتعزيز ثقافة التسامح والاعتدال. واليوم، إذ نشهد انطلاق المرحلة الثانية من برنامج التحالف في دول الساحل الإفريقي، وتحديدًا من عاصمتنا نيامي، فإننا نقف بإجلال واحترام لهذه الجهود العظيمة.
شكر وامتنان للمملكة العربية السعودية وقيادتها الحكيمة
لا يمكن الحديث عن هذا التحالف دون الإشادة بدور المملكة العربية السعودية، الدولة التي أطلقت هذا التحالف بحكمة واستراتيجية محكمة، تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان، الذي كان صاحب الفكرة والرؤية لإنشاء هذا التحالف. كما لا ننسى جهود وزير الدفاع السعودي، الأمير خالد بن سلمان، الذي يواصل دعم هذا المشروع بكل قوة.
وهذا ليس جديدا عن المملكة العربية السعودية المهتمة بالعالم الإسلامي منذ وحدتها يعتبر الملك سعود بن عبدالعزيز ٱل سعود ـ رحمه الله ـ اول من دعا إلى تأسيس هيئات عالمية للدول الإسلامية ومن ذلك تأسيسه لرابطة العالم الإسلامي
ثم توالت جهود المملكة ومن ذلك دعوة الملك فيصل ـرحمه الله- إلى إنشاء منظمة التعاون الإسلامي “المؤتمر الإسلامي سابقا” والهيئات التابعة لها كما اعتنى برابطة العالم الإسلامي ووسع في إنشاء الهيئات التابعة لها؛ وقام الملك فيصل رحمه الله بجولات شملت جميع دول العالم الإسلامي تقريبا -ومنها بلدي النيجر- داعيا إلى وحدتها وتحالفها.
بعض جهود المملكة العربية السعودية بالنيجر:
للمملكة العربية السعودية جهود كبيرة بالنيجر منذ استقلالها إلى اليوم ومن ذلك:
مركز الملك فيصل الإسلامي
ومركز الأمير سلطان الثقافي بنيامي وكلاهما تابع لرابطة العالم الإسلامي
الصندوق السعودي للتنمية بدأ نشاطه الإنمائي بالنيجر من عام 1976 م
كما لا ننسى مساهمة البعثة التعليمية التي توفدها السعودية إلى النيجر منذ سنوات.
وكذلك جهود مركز الملك سلمان للإغاثة ومشاريعه بالنيجر.
هذه مجرد نماذج من جهود المملكة العربية السعودية بالنيجر فقد وقفت تساند النيجر في أزماتها منذ استقلالها إلى اليوم؛ وهذا تولدت منه الثقة المتبادلة بين الطرفين في التعاون الثنائي بين البلدين؛ فكانت النيجر دائمة الحضور في المبادرات التي تقترحها المملكة العربية السعودية لتنمية وتأمين العالم الإسلامي؛ ومن تلك المبادرات التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب الذي تستضيف نيامي فعاليات برامجه هذه الأيام.
فإلى المملكة العربية السعودية قيادةً وشعبًا، وإلى جميع الدول المشاركة، نرفع لكم أسمى عبارات الشكر والامتنان، لأنكم تقفون مع النيجر ودول الساحل في مواجهة خطر الإرهاب، وتعملون معنا يدًا بيد لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.
المرحلة الثانية من البرنامج.. خطوة عملية لتجفيف منابع الإرهاب
في إطار هذه الجهود، بدأ التحالف تنفيذ المرحلة الثانية من برنامجه في دول الساحل، بهدف تجفيف منابع الإرهاب ومكافحة تمويله، ونشر ثقافة التسامح والاعتدال. لا يقتصر العمل على الإجراءات العسكرية فحسب، بل يمتد إلى برامج فكرية وتقنية وفنية تهدف إلى تحصين المجتمع من الفكر المتطرف ومنع تدفق الأموال إلى الجماعات الإرهابية.
النيجر.. كيف تستفيد من هذه المبادرة الرائدة؟
إنها فرصة عظيمة للنيجر للاستفادة من هذه الجهود الرائدة، وهنا نقترح بعض النقاط التي يمكن العمل عليها بالتعاون مع التحالف:
1. تعزيز التعاون الفكري والتعليمي: دعم برامج توعية في المدارس والجامعات والمساجد، بهدف تحصين الشباب من الفكر المتطرف ونشر خطاب التسامح.
2. تحسين القدرات الأمنية والاستخباراتية: الاستفادة من خبرات التحالف في مراقبة تمويل الإرهاب والتصدي لتحركات الجماعات المتطرفة.
3. إطلاق حملات إعلامية مشتركة: استخدام الإعلام كأداة قوية لمكافحة التطرف والترويج لرسائل الاعتدال والتسامح.
4. التعاون في التنمية الاقتصادية: دعم برامج اقتصادية تعزز الاستقرار الاجتماعي، وتوفر فرص عمل للشباب، مما يقلل من انجذابهم إلى الجماعات المتطرفة.
5. تطوير الشراكات العسكرية: تعزيز التنسيق بين القوات النيجرية وقوات التحالف لمكافحة التهديدات الإرهابية بفعالية أكبر.
ختامًا.. تحالفنا هو درعنا ضد الإرهاب
إن التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب ليس مجرد تحالف شكلي، بل هو كيان فاعل يُترجم أقواله إلى أفعال، واليوم نرى أثر هذه الأفعال في النيجر ودول الساحل. نحن نعتز بشراكتنا مع هذا التحالف، ونتطلع إلى مزيد من التعاون لضمان مستقبل أكثر أمنًا واستقرارًا لمنطقتنا.
مرة أخرى، كل الشكر والتقدير للمملكة العربية السعودية وقيادتها الحكيمة، ولكل الدول الأعضاء في التحالف، على هذه الجهود النبيلة في محاربة الإرهاب وبناء السلام.
* عمر مختار الأنصاري – عضو مؤسس لحزب التجديد الديموقراطي والجمهوري بالنيجر
اقرأ المزيد