على هامش زيارة « لامي » إلى تونس .. دبلوماسي بريطاني : نعم ملتزمون بقرارات الجنائية الدولية و ندعم حق الفلسطينيين في اقامة دولتهم
السفير البريطاني لدي تونس : لم نطلب أن تكون تونس حارسا للبوابة الأوروبية .. ودروموند : لندن لا تملي شيئا على الدول الافريقية
تونس – اسيا العتروس
قال السفير البريطاني في تونس رودي دروموند أن بلاده ملتزمة بقرارات الجنائية الدولية المتعلقة بمجرمي الحرب ، موضحا أن رئيس حكومة بلاده الحالي ستارمر كان على رأس النيابة العمومية و يحترم القانون الدولي .
جاءت تصريحات السفير البريطاني في تونس على هامش لقاء اعلامي مع عدد من الصحفيين في مقر السفير في أعقاب زيارة وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي مساء أمس الجمعة والتي استمرت لبضع ساعات و تمحورت أساسا حول مكافحة الهجرة غير الشرعية .
و نفى المسؤول البريطاني أن تكون المملكة طلبت من تونس أن تكون حارسا للبوابة الأوروبية ، موضحا أن زيارة وزير الخارجية البريطاني شملت مناقشة عديد الملفات بينها المسائل الامنية والطاقة البديلة والتعليم وبرامج تدريب خفر السواحل على انقاذ المهاجرين غير الشرعيين في حالات الخطر ، كما شدد على أهمية التعاون للقضاء على عصابات تجارة البشر إلى جانب ضرورة مواجهة الأسباب الكامنة و راء الهجرة في دول المنشأ ،و قال ” إن أبواب لندن مفتوحة لزيارات قادمة لمسؤولين في مختلف المجالات .
– الموقف من السلطة الجديدة في سوريا مرتبط بأفعالها
– وعن تناقضات المشهد في سوريا و تهافت الغرب بما في ذلك بريطانيا على زيارة أحمد الجولاني مقابل الإصرار على اعتبار حركة حماس حركة إرهابية ، قال السفير البريطاني ” هناك تناقضات كثيرة في العالم وهذه واحدة منها لقد اختارت بلاده الحديث مع السلطة الجديدة في إطار الأمر الواقع أو “البراغماتية السياسية و real politics” في سوريا لعدة اعتبارات ، موضحا أن وزير خارجية بريطانيا لامي التقى وزير خارجية الجولاني في السعودية و أن أسباب هذا التحول تأتي بهدف الاستماع لهم و أن الحكم عليهم سياتي لاحقا من خلال أفعالهم ، و شدد على أن الأهم في ذلك هو مساعدة سوريا على الاستقرار باعتبار أنها جسر استراتيجي بين منطقة الشرق الاوسط و أوروبا. و قال ” أن بلاده عززت مساعداتها إلى سوريا لمساعدة الاجئين على الحدود مع لبنان و تركيا ، و اعتبر أنه لا يمكن للسلطات السورية الجديدة ان تنجح لو أنها أقصت أي طرف من مكونات المجتمع السوري بما في ذلك الأكراد .
وعما إذا كانت المملكة ستساعد في إعادة إعمار غزة قال السفير البريطاني” ان بلاده ملتزمة بذلك و ملتزمة أكثر بضرورة وجود حل دائم يمنح الفلسطينيين دولتهم .
وعن تصويت الكنيست الاسرائيلي على إنهاء دور الأونروا قال السفير ” ” نعم هم صوتوا و لكننا غير موافقين ونرفض ذلك و نواصل دعم الأونروا المنظمة الوحيدة التي تقدم للفلسطينيين في غزة و الضفة خدمات أساسية في الصحة والتعليم ”
-ملف الهجرة و العلاقات بين تونس و بريطانيا
و كان واضحا أن ملف الهجرة غير الشرعية كان الملف الأبرز وراء زيارة وزير الخارجية البريطاني الى تونس و التي استمرت يوما واحدا , علما و أن ويليام هيغ وزير الخارجية البريطاني الأسبق كان أول من زار تونس في 2012 بعد سقوط نظام بن علي ثم كانت زيارة بوريس جونسون في 2017 بهدف رفع منع السياح البريطانيين من القدوم الى تونس بعد العملية الارهابية في 2015 ، و قال رودي دروموند في هذا الشأن “علينا أن نفكر جميعا في جذور أزمة الهجرة غيرالشرعية بما في ذلك الأسباب الاقتصادية والاجتماعية ” ، مضيفا أنه من الضروري التفكير في خلق مزيد فرص العمل وهذا يتحقق في مجتمعات مستقرة ومزدهرة .
وخلص إلى أن هناك حاجة دوما للتنقل للبشر و لكن عندما يتعلق الأمر بهذا السيلان من البشر يصبح الأمر معقد , و قال السفير البريطانيين ” أن بلاده لا تملي شيئا على الدول الافريقية وأن الأولوية هي التنمية و أن بلاده تسعى الى تعزيز التعاون معها .
كما أوضح السفير البريطاني أن النقاشات شملت أيضا الوضع في سوريا إلى جانب القضية الفلسطينية و ضرورة التعجيل بتقديم المساعدات الانسانية لغزة و إيقاف ما يجري في غزة و العمل على حل الدولتين دولة فلسطينية الى جانب دولة اسرائيل ,كما نفى وجود أي خلافات في المواقف بين تونس و بريطانيا معتبرا ان هناك اختلافات في بعض وجهات النظر و لكنها ليست بالعميقة .
وأشار الى ان زيارة وزير الخارجية البريطاني تهدف الى تشجيع الاستثمار لصالح كل الاطراف ،مشيرا إلى عودة وانتعاشة السياحة البريطانية إلى تونس إلى جانب اهمية الاستثمار في الطاقة البديلة و الرهان على ما تزخر به تونس في هذا المجال .
و أدى وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي ، يوم الجمعة 31 جانفي زيارة إلى تونس تهدف إلى دعم العلاقات الثنائية الشاملة بين المملكة المتحدة والجمهورية التونسية بالإضافة إلى التعاون في مجال الهجرة .
وعقد وزير الخارجية البريطاني بمناسبة هذه الزيارة اجتماعات ثنائية مع الرئيس قيس سعيد ووزير الخارجية محمد علي النفطي ووزير الداخلية خالد النوري.و كانت الزيارة مناسبة أيضا للإعلان عن تمويل برامج التعليم والتدريب بغاية دعم التوظيف وتعزيز إعادة إدماج المهاجرين الراغبين في العودة إلى ديارهم.
وتتوزع حزمة التمويل الى 5 ملايين جنيه إسترليني في المنطقة تشمل ثلاث دول بينها تونس و مصر لتحسين مستوى تشغيل التونسيين ، مما يقلل من احتمالية الهجرة غير القانونية.
– كما تشمل تخصيص مليون جنيه إسترليني لبرنامج الامم المتحدة المساعدة على العودة الطوعية للمهاجرين الأفارقة وإعادة الإدماج التابع للمنظمة الدولية للهجرة (IOM)،بهدف دعم تونس في تنفيذ برنامج إعادة المهاجرين العابرين الذين يرغبون في العودة إلى بلدانهم الأصلية.
و رافق وزير الخارجية في زيارته إلى تونس قائد أمن الحدود المعين حديثا، مارتن هيويت، للمشاركة في اجتماعات لمناقشة سبل تعزيز التعاون في مجال مكافحة تهريب البشر والهجرة غير الشرعية في كلا البلدين. الى جانب تطوير المهارات لاستخدام طائرات مسيّرة ومعدات للرؤية الليلية مقدمة من المملكة المتحدة لاعتراض القوارب الصغيرة التي تنقل مهاجرين غير شرعيين.
اقرأ المزيد