” في أسوان إلي جوار جده .. الإمامة الإسماعيلية تعلن مكان دفن آغاخان الرابع

أعلنت “الإمامة الإسماعيلية” أن الأمير كريم الحسيني آغاخان الرابع سيُدفن في مصر يوم الأحد المقبل .
وقالت الإمامة الإسماعيلية، في بيان اليوم الخميس ” إن آغا خان الرابع الذي توفي الثلاثاء عن عمر يناهز 88 عاما في لشبونة بعد نحو سبعة عقود كزعيم روحي عالمي للطائفة الإسماعيلية ,سيدفن في أسوان جنوب مصر يوم الأحد، بعد مراسم جنائزية تقام في المركز الإسماعيلي في العاصمة لشبونة، يوم السبت، بحضور زعماء الطائفة وأعضاء من الحكومة البرتغالية وشخصيات أجنبية بارزة.
جدير بالذكر أن الأمير كريم الحسيني، المعروف أيضًا باسم الأمير شاه كريم الحسيني ، من مواليد 13 ديسمبر عام 1936، وهو الإمام التاسع والأربعون للطائفة الإسماعيلية النزارية، وهي طائفة من المسلمين الشيعة يُقدّر عدد متّبعيها بنحو 10-15 مليون (10-12% من إجمالي المسلمين الشيعة في العالم).
والآغا خان هو رجل أعمال بارز يحمل الجنسية البريطانية والبرتغالية، وهو أيضًا مربي ومالك أحصنة سباق , تولى مرتبة الإمام تحت لقب الآغا خان الرابع منذ 11 يوليو عام 1957، عندما خلف جده الآغا خان الثالث والسير سلطان محمد شاه. .
تُقدّر القيمة الصافية لثروة الآغا خان بنحو 13.3 مليار دولار أمريكي، وذلك في عام 2013. تصف مجلة فوربس الآغا خان بأنه واحد من أكثر عشرة ملكيين ثراءً في العالم. بالإضافة إلى ذلك، فإنه بارز لكونه ملكيًا دون أن يحكم منطقة جغرافية معينة.
من بين الأهداف التي ذكر الآغا خان أنه يعمل على تحقيقها: القضاء على الفقر العالمي، وتطبيق التعددية الدينية وتعزيزها، والنهوض بمكانة المرأة، وتكريم الفن والعمارة الإسلامية , وهو مؤسس مؤسسة الآغا خان للتنمية ورئيسها، وهي واحدة من أضخم الشبكات التنموية الخاصة في العالم. تعمل المؤسسة على تحسين البيئة، والصحة، والتعليم، والهندسة المعمارية، والثقافة، وتمويل المشاريع الصغيرة، والتنمية الريفية، والحد من الكوارث، وتعزيز مشاريع القطاع الخاص، وتنشيط المدن التاريخية.
منذ توليه مكانة إمام الطائفة الإسماعيلية النزارية عام 1957، شارك الآغا خان في تغييرات اقتصادية وسياسية معقدة أثرت على أتباعه، بما في ذلك استقلال الدول الأفريقية عن الحكم الاستعماري، وطرد الآسيويين من أوغندا، واستقلال دول آسيا الوسطى مثل طاجكستان عن الاتحاد السوفييتي السابق، والاضطرابات المستمرة في أفغانستان وباكستان. كان الآغا خان الرابع أول زعيم عقيدة دينية يخطب في الجلسة المشتركة للبرلمان الكندي، وذلك في 27 فبراير عام 2017.
الآغا خان الرابع شاه كريم الحسيني هو الابن الأكبر للأمير علي شاه (1911-1960) وزوجته الأولى الأميرة تاج الدولة علي خان، التي كانت قبل زواجها صاحبة المقام جوان ياردي بولر (1908-1997)، وهي الابنة الكبرى للقرين البريطاني البارون تشورستون الثالث.
وُلد الأمير كريم في جنيف في سويسرا في 13 ديسمبر عام 1936، وعلى الرغم من ولادته قبل الأوان، فقد كان بكامل صحته, بعد أقل من عام على ولادته، وُلد أخوه أمين آغا خان. تطلق والداهما في عام 1949.
قضى الأمير كريم طفولته في نيروبي كينيا، وتلقى تعليمه الأول من خلال الدروس الخصوصية , خصص جدُّه، الآغا خان الثالث، مصطفى كامل، وهو أستاذ من جامعة عليكرة الإسلامية، لتدريس الأمير كريم وأخيه , و التحق الأمير كريم لاحقًا بمدرسة لا روزي في سويسرا، وهي أكثر مدرسة داخلية تكلفةً في أوروبا.
فضل الأمير كريم عندما كان شابًا الدراسة في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا ودراسة العلوم، ولكن جده الآغا خان الثالث اعترض على القرار، ودرس الأمير كريم في جامعة هارفرد، حيث انتُخب عضوًا في نادي دلفيك، وتخصص هناك في التاريخ الشرقي.
وعندما تُوفي جده، تولي الأمير كريم إلى منصب الآغا خان الرابع، وانتقل من كونه مجرد طالب جامعي إلى منصب الإمام النزاري الجديد ليحل بذلك محل جده ,قال عن ذلك: «تغيرت حياتي بالكامل بين ليلة وضحاها، استيقظت وعلى كاهلي مسؤوليات جدية تجاه ملايين من البشر، وكنت أعلم أنه سيتعين عليّ التخلي عن أحلامي بالدراسة لنيل شهادة الدكتوراه في التاريخ».
تخرج الآغا خان الرابع من هارفرد عام 1959، بعد سنتين من تولي مرتبة إمام الطائفة الإسماعيلية النزارية، مع درجة بكالوريوس في الآداب من قسم التاريخ.
ضريح الآغاخان

ومن المقرر أن يدفن الأمير كريم الحسيني آغاخان الرابع إلي جوار جدة آغا خان الثالث ” السلطان محمد شاه ” المتوفي سنة 1957 في ضريح الأغا خان الشهير علي ضفاف نيل مدينة أسوان – جنوب مصر , وعمارة الضريح مستوحاه من تصميم المقابر الفاطمية المصرية .
بُني الضريح من الحجر الجيري الوردي على طراز المقابر الفاطميين بالقاهرة، بينما بني القبر نفسه من رخام كرارا المرمري الأبيض، وقد صمم الضريح المهندس المعماري المصري الدكتور فريد شافعي.
كان الأغا خان الثالث قد توفي في فيللا يمتلكها بأسوان في 11 يوليو 1957، ولم يُدفن في هذا الضريح إلا بعد عامين من وفاته، وتوضع كل صباح وردة حمراء على قبر الأغا خان، في تقليد بدأته زوجته الرابعة والأخيرة البيجوم أم حبيبة (1906 ـ 2000)، التي دأبت على وضع وردة حمراء على قبر زوجها كل يوم أثناء وجودها بأسوان، وكانت تعهدت إلى البستاني بوضع الوردة يوميًا في غيابها.
وقد عاشت أم حبيبة (وهي ملكة جمال فرنسا لسنة 1930، واسمها الأصلي قبل إسلامها إيفون بلانش لابروس) طويلًا بعد وفاة زوجها، وتوفيت في لو كانيه بفرنسا في 1 يوليو 2000، عن عمر جاوز 94 عامًا، ثم نُقل جثمانها لاحقًا إلى أسوان لتُدفن بجوار زوجها في ضريحه.
إقرأ المزيد :
مصر: افتتاح مسجد الطنبغا الماريداني الذي تم بناءه قبل 500 سنة بعد ترميمه