اخبار افريقيا

الكاتبة التونسية اسيا العتروس تكتب :  هل تبخر حلم زيلنسكي في الانضمام إلى الناتو ؟

الى أين تتجه تحالفات الحلف الأطلسي بعد عودة الرئيس ترامب إلى البيت الأبيض .. وهل يشهد الحلف اهتزازا في العلاقات مع أوروبا وانفراطا لعقد الناتو بعد سبعين عاما على تأسيسه وذلك على خلفية قطع الرئيس ترامب مع خيارات سلفه جو بايدن في الحرب الروسية الأوكرانية ؟ وهل سيدفع موقف المانيا الهش وموقف فرنسا التي تواجه أزمات اقتصادية وسياسية متواترة إلى مزيد من تمدد التأثير الأمريكي على الحلف و تفرده بصناعة القرارات داخل الناتو ؟ .

هذه التساؤلات و غيرها تفرض نفسها على المشهد لتعيد الى السطح تداعيات و انعكاسات و تناقضات ثلاث سنوات من الحرب الروسية الأوكرانية على دول الحلف التي اشتركت حتى هذه المرحلة في التمويل العسكري للحلف .

مع دخول الحرب الروسية الأوكرانية عامها الرابع على التوالي أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) مارك روته، مواصلة دعم كييف معتبرا أن “أوكرانيا تواصل الصمود بشجاعتها التي لا تتزعزع، وأملها الذي لا يخبو، وروحها التي لا تنكسر”.

وأضاف روته: “سيواصل الناتو دعم أوكرانيا والوقوف إلى جانبها، وسيساعدها في التغلب على التحديات التي تواجهها لضمان إنهاء هذه الحرب بسلام عادل ودائم”.

موقف الأمين العام للحلف الاطلسي الذي خلف ستوانبورغ قبل أشهر قد يرضي الرئيس الاوكراني زيلنسكي و لكنه بالتأكيد لن يرضي الرئيس الامريكي دونالد ترامب الذي له موقف آخر من هذه الحرب .. والأرجح أنه في انتظار الاجتماع الأول لوزراء خارجية الناتو خلال شهر ابريل القادم في العاصمة الأوروبية بروكسيل قد يتضح أكثر من خلال المشاركة الأولى لوزير الخارجية الامريكي ماركو روبيو لطرح الخيارات الأمريكية بعد إعلان موقف الرئيس ترامب من الحرب. و لاشك أن لقاء ترامب الذي جمعه بالرئيس الفرنسي ماكرون في البيت الأبيض قد أكد نهاية الحلف الأمريكي الأوروبي بشأن الحرب في أوكرانيا و قد بدا الرئيس الفرنسي ماكرون من خلال حركات يديه و تعبيرات وجهه أنه في وضع محرج و حاول الخروج من المأزق بدبلوماسية حيث ثمن دعوة الرئيس الأمريكي لإنهاء الحرب و جدد تمسك أوروبا بالضمانات وبشروط القانون الدولي في ضمان وحدة أوكرانيا الترابية .

هناك مسائل قد لا تقبل تعدد التأويلات عندما يتعلق الأمر بموقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب العائد إلى البيت الأبيض من الحرب الروسية الأوكرانية حيث ظل وفيا لموقفه الذي طالما ردده خلال الحملة الإنتخابية بأنه لو كان في السلطة لما أندلعت هذه الحرب التي كان يمكن أن تقود العالم إلى حرب عالمية ثالثة .

يصر ترامب على تحميل سلفه بايدن مسؤولية الانسياق وراء هذه الحرب ,و مع دخول الحرب الروسية الأوكرانية عامها الرابع على التوالي أعلن الرئيس الامريكي عن تغيير في توجهات السياسة الخارجية الامريكية إزاء هذه الحرب بمائة و ثمانين درجة .. ترامب الذي أعلن استعداده للقاء نظيره الروسي في السعودية أعاد جسور التواصل بين الإدارة الأمريكية والروسية بعد انقطاع دام ثلاث سنوات حيث كانت الخطوة الأولى من خلال لقاء الرياض الذي جمع وزيرا الخارجية الامريكي و الروسي .

– ترامب في مواجهة زيلنسكي الدكتاتور

التحولات الأمريكية لم تتوقف عند هذا الحد بل بلغت درجة اقصاء الجنوب الأوكراني والأوروبي من أي محادثات بشأن انهاء الحرب و توجيه أصابع الاتهام للرئيس الاوكراني زيلنسكي الذي كان حتى وقت قريب مدلل الناتو و ضيفها المبجل في مختلف القمم بالدكتاتورية والحكم بدون انتخابات و طالبه بتسديد أكثر من 350 مليون دولار لصالح بلاده .. الأمر الذي جعل الرئيس زيلينسكي يرد بإعلان استعداده “للتخلي” عن رئاسة أوكرانيا مقابل السلام ، و قال زيلينسكي إجابة على سؤال خلال مؤتمر صحفي إن “إذا كانت هناك حاجة إلى ترك الكرسي، فأنا مستعد لفعل ذلك. ويمكنني الاستعاضة عنه بعضوية أوكرانيا في الناتو”.

ولكن السؤال المطروح هل مازال انضمام اوكرانيا إلى الناتو قائما ؟ والأرجح أنه لم يكن حلم زلنسكي في الإنضمام إلى الناتو بعيد التحقيق مثلما هو الحال اليوم .. و سيتعين على زيلنسكي القبول بالاتفاق الذي سيضعه ترامب و بوتين لإنهاء الحرب و التي لا يمكن للرئيس الروسي أن يقبل بمقتضاها الشرط الذي سبق اعلانه في قمة كيرل سترازبورغ بعدم ضم دول الاتحاد السوفياتي السابقة إلى الحلف .

-ترامب المقاول و صناعة السلام

اللغة الوحيدة التي يبدو أن ترامب يريد الاستماع لها هي لغة الأرقام و الصفقات الرابحة و لا شيء غير ذلك , قد نقلت صحيفة واشنطن بوست أن الولايات المتحدة أنفقت 65.9 مليار دولار حتى الآن على المساعدات العسكرية منذ الغزو الروسي، حسب أرقام وزارة الخارجية، وأشار تقرير للكونغرس في جانفي إلى أن واشنطن خصصت نحو 174.2 مليار دولار لحرب روسيا ضد أوكرانيا من عام 2022 إلى عام 2024، وهو رقم يشمل المساعدة من خلال الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية والبنك الدولي ووكالات أخرى، وقد استخدمت الولايات المتحدة 55 مرة ما يعرف بــسلطة السحب الرئاسي الطارئ منذ أوت 2021 لتقديم مساعدات عسكرية لأوكرانيا بقيمة 27.6 مليار دولار تقريبًا من مخزونات وزارة الدفاع.

كما وافق الحلفاء الغربيون على تكثيف إمداد أوكرانيا بالأسلحة، بما في ذلك دبابات أبرامز الأميركية ودبابات ليوبارد الألمانية، إضافة إلى 12 من أنظمة الصواريخ الأرض جوية المتقدمة، مع الذخائر و3 بطاريات من طراز باتريوت، وأكثر من 40 مدفعا ذاتي الحركة، وأكثر من 400 ناقلة جنود مدرعة، وأكثر من 300 مركبة قتالية من طراز برادلي.

وسيتعين على دول الاتحاد الأوروبي إلى جانب المملكة المتحدة والنرويج حشد 300 ألف جندي للدفاع عن أوروبا دون دعم الولايات المتحدة، وفقا لمعهد كيل الألماني للاقتصاد العالمي، وذكرت الصحيفة بأن إجمالي مبلغ المساعدات التي تلقتها أوكرانيا من الحكومات المانحة على مدار الحرب، بلغ 279 مليار دولار، تشمل المساعدات العسكرية والمالية والإنسانية، حسب أرقام معهد كيل.

ولكن ماذا عن علاقة الناتو مع دول الجنوب ؟تبقى علاقات الناتو مع شركاءها في دول الجنوب مسألة مهمة .

اقرأ المزيد

مفتي القدس ل « أفرو نيوز 24 » : اقتراح ترامب « ظالم » و مرفوض جملة و تفصيلا 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »