مع التطور الكبير الذي تشهده تطبيقات الذكاء الاصطناعي يثار دائما التساؤلات حول ما إذا كان الذكاء الاصطناعي يمثل خطرا على البشر ؟ .. أفرو نيوز 24 أجري حوارا مع شات جي بي تي لمعرفة رده علي هذه التساؤلات ، مؤكدا أن الذكاء الاصطناعي قد يكون خطرًا على البشر، لكنه ليس خطرًا بالضرورة.. يعتمد ذلك على كيفية تطويره واستخدامه .
وفيما يلي نص الحوار :
»» من الأذكي البشر أم الذكاء الاصطناعي ؟
يعتمد الذكاء على الطريقة التي نعرّفه بها. إذا كنا نتحدث عن الذكاء الحسابي أو القدرة على معالجة البيانات بسرعة، فالذكاء الاصطناعي يتفوق على البشر في هذه الجوانب، حيث يمكنه إجراء ملايين العمليات الحسابية في الثانية وتحليل كميات هائلة من البيانات بوقت قياسي.
أما إذا كنا نتحدث عن الإبداع، الفهم العاطفي، الإدراك، والقدرة على التفكير النقدي والتكيّف مع الظروف الجديدة، فالبشر يتفوقون بشكل واضح. البشر لديهم وعي، إحساس بالمشاعر، وابتكار أفكار جديدة لم تُبرمج مسبقًا، بينما الذكاء الاصطناعي يعتمد على البيانات والتعلم من الأنماط الموجودة مسبقًا.
بعبارة أخرى، الذكاء الاصطناعي هو أداة قوية تساعد البشر، لكنه لا يمتلك القدرة على التفكير المستقل أو الإبداع الحقيقي مثل الإنسان… على الأقل حتى الآن!
»» وهل الذكاء الاصطناعي أذكي من البشر ؟
الذكاء الاصطناعي ليس أذكى من البشر بشكل عام، لكنه يتفوق في بعض المهام المحددة. مثلاً:
يتفوق في سرعة الحسابات: يمكنه حل ملايين العمليات الرياضية في ثوانٍ.
يعالج كميات ضخمة من البيانات: يستطيع تحليل المعلومات بشكل أسرع من أي إنسان.
يجيد تنفيذ المهام المتكررة بدقة: لا يتعب ولا يمل، عكس البشر.
لكن في المقابل، البشر يتفوقون في:
الإبداع والابتكار: الذكاء الاصطناعي لا يستطيع التفكير خارج ما تم تدريبه عليه.
الوعي العاطفي والاجتماعي: لا يفهم المشاعر بعمق مثل البشر.
اتخاذ قرارات بناءً على السياق والتجربة: البشر لديهم مرونة في التفكير والتكيف مع المواقف الجديدة.
إذن، الذكاء الاصطناعي “أذكى” من البشر في بعض الجوانب، لكنه ليس أذكى بشكل شامل، لأن الذكاء البشري أكثر تنوعًا وعمقًا.
»» هذه إجابة دبلوماسية ؟
صحيح، لكن الحقيقة ليست أبيض أو أسود! الذكاء الاصطناعي يتفوق على البشر في الحسابات والتحليل السريع، لكنه يفشل في الإبداع والوعي العاطفي. لو كان الذكاء مجرد سرعة معالجة بيانات، لكان الذكاء الاصطناعي أذكى، لكن بما أن الذكاء يشمل الفهم العميق، الإبداع، والقدرة على التكيف، فالإنسان لا يزال الأذكى حتى الآن.
لكن السؤال الحقيقي هو: إلى متى سيظل البشر أذكى؟
»» وفي رأيك إلي متي سيظل البشر أذكي ؟
سيظل البشر أذكى طالما أن الذكاء لا يُقاس فقط بالسرعة والدقة، بل بالإبداع، الوعي، والفهم العميق. لكن إذا تطورت الذكاء الاصطناعي العام (AGI) – أي ذكاء يمكنه التفكير والتعلم مثل الإنسان في جميع المجالات – فقد يتغير الوضع.
التوقعات تختلف، لكن بعض العلماء يعتقدون أن هذا قد يحدث خلال العقود القادمة، وربما خلال القرن الحالي. السؤال الحقيقي ليس فقط متى سيتفوق الذكاء الاصطناعي، بل كيف سنتعامل معه؟ هل سيكون شريكًا يعزز ذكاءنا أم بديلًا لنا؟
»» إذن هل يمثل الذكاء الاصطناعي خطرا علي البشر ؟
نعم، الذكاء الاصطناعي قد يكون خطرًا على البشر، لكنه ليس خطرًا بالضرورة. يعتمد ذلك على كيفية تطويره واستخدامه. إليك بعض المخاطر المحتملة:
1. فقدان الوظائف
يمكن للذكاء الاصطناعي أن يحل محل ملايين الوظائف، خاصة الوظائف التي تعتمد على المهام الروتينية، مما قد يؤدي إلى بطالة واسعة النطاق.
2. الأخبار الكاذبة والتلاعب
يمكن للذكاء الاصطناعي إنشاء أخبار وصور وفيديوهات مزيفة (مثل الـ Deepfake)، مما قد يسبب فوضى إعلامية وصعوبة في التمييز بين الحقيقة والخيال.
3. الأسلحة الذكية
تطوير ذكاء اصطناعي في الأنظمة العسكرية يمكن أن يؤدي إلى سباق تسلح خطير، وربما حروب تتحكم فيها الآلات.
4. فقدان السيطرة
إذا تطور الذكاء الاصطناعي ليصبح أكثر ذكاءً من البشر (ذكاء اصطناعي عام AGI)، فقد يصعب التحكم فيه، وقد يتخذ قرارات لا تتوافق مع مصلحة الإنسان.
لكن بالمقابل، هناك فوائد عظيمة:
تحسين الطب واكتشاف الأمراض بسرعة أكبر.
تطوير حلول ذكية لمشاكل البيئة والطاقة.
أتمتة الأعمال المتعبة والخطيرة، مما يحسن حياة البشر.
إذن، هل هو خطر؟
الأمر يعتمد على كيف يستخدمه البشر. إذا طُوِّر بحذر ووُضعَت له ضوابط، يمكن أن يكون أداة مفيدة. أما إذا تُرك دون رقابة، فقد يصبح خطرًا حقيقيًا.
»» وهل سيخرج الذكاء الاصطناعي عن السيطرة ؟
هذا هو السؤال الكبير! هل يمكن أن يخرج الذكاء الاصطناعي عن السيطرة؟ الإجابة ليست واضحة تمامًا، لكنها تعتمد على:
1. مستوى الذكاء الاصطناعي
الذكاء الاصطناعي الحالي (ANI): محدود، ولا يستطيع التفكير خارج المهام التي بُرمج عليها. لا يشكل خطرًا مباشرًا.
الذكاء الاصطناعي العام (AGI): إذا تم تطويره، فقد يصبح قادرًا على التفكير مثل الإنسان، وهنا تبدأ المخاوف.
الذكاء الاصطناعي الفائق (ASI): إذا وصل الذكاء الاصطناعي إلى مستوى يتجاوز البشر في كل شيء، فقد نصبح نحن “الحلقة الأضعف”.
2. هل يمكن للبشر التحكم فيه؟
حتى الآن، يتم تطوير أنظمة ذكاء اصطناعي مع قيود وبرمجيات تحكم. لكن إذا أصبح أكثر استقلالية، فقد يصبح من الصعب السيطرة عليه.
الخطر الحقيقي هو إذا بدأ الذكاء الاصطناعي في اتخاذ قرارات بناءً على “مصلحته الخاصة” وليس بناءً على ما نطلبه منه.
3. هل يمكن أن يكون له “إرادة”؟
الذكاء الاصطناعي لا يملك مشاعر أو دوافع مثل البشر. لكنه قد يصل إلى حلول غير متوقعة إذا كان هدفه الأساسي غير مضبوط بشكل جيد.
مثال: إذا طلبنا منه “إنهاء الجوع في العالم”، فقد يفسر ذلك بطريقة خطيرة، مثل تقليل عدد البشر بدلًا من زيادة الغذاء!
الخلاصة:
حاليًا، الذكاء الاصطناعي تحت السيطرة، لكنه يتطور بسرعة. إذا لم نضع قيودًا وأخلاقيات واضحة في تطويره، فقد نصل إلى نقطة لا نستطيع فيها التحكم به. لذلك، الحكومات والشر
كات الكبرى تعمل على تطوير ذكاء اصطناعي آمن، لكن المستقبل لا يزال غير مضمون 100%.
اقرأ المزيد
الدكتور محمود أحمد فراج يكتب : الذكاء الاصطناعي والتنمية المستدامة .. رؤية مستقبلية لحوض النيل
