غرب إثيوبيا في قبضة ” الكوليرا “

ضرب وباء الكوليرا إقليم “جامبيلا” في غرب إثيوبيا؛ حيث ينتشر الوباء بسرعة مما يعرض حياة الآلاف للخطر حيث أبلغت السلطات الصحية الإقليمية عن أكثر من 1500 حالة إصابة بالكوليرا و31 حالة وفاة , يأتي هذا في الوقت الذي دعت فيه منظمة الصحة العالمية ومنظمة “أطباء بلا حدود” غير الحكومية إلى تضافر الجهود لاحتواء الوباء.. محذرتين من انتشار الكوليرا بشكل سريع لاسيما في ظل تدفق اللاجئين من ولاية أعالي النيل بجنوب السودان إلى إثيوبيا.
وحذرت منظمة الصحة العالمية من الانتشار السريع للكوليرا، مشيرة إلى أن الوباء، الذي جرى اكتشافه لأول مرة في مقاطعة “أكوبو” بجنوب السودان وفي جامبيلا بإثيوبيا بداية الشهر الماضي، انتشر منذ ذلك الحين في 8 مناطق و4 مخيمات للاجئين.
وكثّفت منظمة الصحة العالمية جهودها في الاستجابة لتفشي وباء الكوليرا في منطقة غامبيلا الإثيوبية، والذي أصاب أكثر من 1200 شخص. وقد اكتُشف الوباء لأول مرة في وريدا أكوبو في 11 فبراير، وامتد منذ ذلك الحين إلى ثماني وريدات وأربعة مخيمات للاجئين.
وذكر بيان صادر عن منظمة الصحة العالمية ” إنه كجزء من تدخلها، نشرت المنظمة فريقًا من الخبراء لتقديم الدعم في الموقع للاستجابة. ويعمل هؤلاء المتخصصون، الذين يركزون على تنسيق تفشي المرض، والمراقبة، وإدارة الحالات، والوقاية من العدوى ومكافحتها، والمياه والصرف الصحي والنظافة، وتنسيق مجموعة الصحة، بالإضافة إلى التواصل بشأن المخاطر والمشاركة المجتمعية، بشكل وثيق مع مسؤولي الصحة الإقليميين لتبسيط استراتيجيات إدارة تفشي المرض وتحسين آليات الاستجابة.
ولضمان استجابة سريعة وفعالة، سهلت منظمة الصحة العالمية نقل فرق الاستجابة السريعة وقدمت جولتين من مواد علاج الكوليرا بقيمة تزيد عن 100 ألف دولار أمريكي إلى مكتب الصحة الإقليمي في جامبيلا للمساعدة في إدارة الحالات المتزايدة.
وأوضحت منظمة الصحة العالمية أنه كان تعزيز إدارة الحالات من أهم جوانب تدخل منظمة الصحة العالمية. فبفضل الدعم المالي والفني من المنظمة، تلقى 85 عاملاً في مجال الرعاية الصحية في المناطق المتضررة تدريبًا على إدارة حالات الكوليرا , وقد بدا أثر هذا التدريب جليًا بالفعل، إذ حقق تحسنًا ملحوظًا في نتائج العلاج. فعلى سبيل المثال، لم يُبلغ مركز كانكان الصحي في أكوبو وريدا عن أي وفيات خلال الأسبوع الماضي، وهو إنجاز ملحوظ مقارنةً بالأيام الأولى لتفشي المرض.
وأشار البيان إلي أنه لمواصلة احتواء المرض، نفذت منظمة الصحة العالمية برنامج تدخل مجتمعي يهدف إلى وقف انتقال العدوى على مستوى القاعدة الشعبية. منذ 26 فبراير، نُشرت فرق الاستجابة السريعة في المناطق عالية الخطورة، حيث أشركت المجتمعات المحلية في عمليات المراقبة والصرف الصحي والتثقيف الصحي. وأجرى العاملون الصحيون آلاف الزيارات المنزلية، وحددوا الحالات المشتبه بها وراقبوها، وأنشأوا نقاطًا للإماهة الفموية في المناطق الأكثر تضررًا لضمان العلاج المبكر.
عززت منظمة الصحة العالمية أيضًا جهود تعزيز النظافة من خلال توزيع مواد معالجة المياه، وإنشاء محطات غسل اليدين، وتوعية المجتمعات المحلية بإجراءات الوقاية من الكوليرا. بالإضافة إلى ذلك، طُبعت مواد تثقيفية ووُزِّعت بلغات محلية متعددة لضمان وصول رسائل الوقاية إلى الفئات السكانية الأكثر ضعفًا.
بالتعاون مع جنوب السودان، والمعهد الإثيوبي للصحة العامة، ومكتب الصحة الإقليمي في غامبيلا، ومكتب منظمة الصحة العالمية في البلاد، بُذلت جهودٌ للتواصل عبر الحدود لمراجعة التقدم المحرز في الاستجابة للكوليرا وتعزيز التعاون. وبالمثل، نُظِّم منتدى للتواصل بين الأقاليم مع أوروميا، وجنوب غرب إثيوبيا، ومناطق غامبيلا لتوسيع نطاق التأهب والمراقبة في المناطق المحيطة.
وعلاوة على ذلك، دعمت منظمة الصحة العالمية المعهد الإثيوبي للصحة العامة في التقدم بطلبات الحصول على لقاحات الكوليرا، وحصلت على أكثر من مليون جرعة للمساعدة في السيطرة على تفشي المرض في غامبيلا.
استلم الدكتور آبل أسيفا زوغي، رئيس مكتب الصحة الإقليمي في غامبيلا، دفعتي الإمدادات الطبية، وأعرب عن امتنانه للدعم الذي قدمته منظمة الصحة العالمية في الوقت المناسب. وأكد على أهمية استمرار التعاون، وأكد توفير العلاج الفوري للمصابين. ومن المتوقع أن يستفيد من هذه الإمدادات أكثر من 1700 مريض بالكوليرا، وأن تساهم في الحد من انتشار المرض.
قال الدكتور آبل: “لقد لعب حضور منظمة الصحة العالمية في المنطقة دورًا حيويًا في الإشراف على الاستجابة، وضمان التنسيق الفعال، وتقديم التوجيه الاستراتيجي للسلطات الصحية على جميع المستويات”، مشددًا على أن اليقظة والتدخل المستمرين أمران حاسمان للسيطرة الكاملة على تفشي المرض.
وأكد تشول بوك جوك، منسق المركز الميداني لمنظمة الصحة العالمية في غامبيلا ومنطقة جنوب غرب إثيوبيا، التزام منظمة الصحة العالمية بدعم السلطات الصحية الإقليمية في إدارة الأزمة.
وقد بدأ هذا التدخل يُثمر نتائج إيجابية بالفعل. فمنذ أن كثّفت منظمة الصحة العالمية استجابتها في 26 فبراير، شهد عدد الحالات الشديدة انخفاضًا ملحوظًا. وانخفض العدد اليومي لحالات الكوليرا الشديدة من 55 إلى 14 حالة خلال 10 أيام، مما يُشير إلى أن جهود الاحتواء تُحدث فرقًا، وفقًا للدكتور أوين لوز كالوا، ممثل منظمة الصحة العالمية في إثيوبيا.
وأضاف الدكتور كالوا: “تظل منظمة الصحة العالمية ملتزمة بالعمل مع مكتب الصحة الإقليمي في غامبيلا والشركاء الآخرين لمنع المزيد من انتشار المرض وتعزيز قدرة المنطقة على التعامل مع حالات الطوارئ الصحية العامة في المستقبل”.
مع استمرار مكافحة الكوليرا، يبقى التركيز منصبًّا على توفير الرعاية الفورية للمصابين، وتكثيف الإجراءات الوقائية، وضمان جاهزية المجتمعات المحلية لحماية نفسها من المرض. وبفضل الدعم المستمر من منظمة الصحة العالمية، لا تزال السلطات متفائلة بإمكانية السيطرة على تفشي المرض قريبًا.
وأكدت المنظمتان أن المياه غير الآمنة وغياب النظافة والصرف الصحي يؤجج الانتشار السريع للكوليرا في منطقة “جامبيلا”، ودعت المنظمتان إلى تقديم دعم عاجل للمرافق الصحية وإمدادات مياه الشرب.
وشددت المنظمتان على أن هناك حاجة إلى إطلاق حملة تطعيم ضد الكوليرا في المناطق المتضررة لوقف انتشار المرض.
إقرأ المزيد :