أنها حديقة أنطونيادس بالإسكندرية، بمصر يعتبرها المؤرخون، أقدم حديقة في العالم، حيث أُنشئت خلال العصر البطلمي أي قبل ألفي عام، وشهدت أحداثا عظيمة خلال ذاك العصر.
سُميت الحديقة بهذا الاسم، لاحقا، نسبة للورد اليوناني (جون أنطونيادس) الذي آلت إليه ملكية الحدائق خلال القرن التاسع عشر، وأقام بها قصرا رائعا عام 1860م.
وخلال عهد الخديو إسماعيل الذي حكم مصر من 18 يناير 1863 إلى 26 يونيو 1879، اُعتنى بالقصر، والحديقة، وتم زراعة العديد من الأشجار النادرة التي جُلبت من فرنسا، وبلغت مساحة الحديقة حينذاك ما يزيد عن 50 فدانا.
وعندما تُوفي جون أنطونيادس عام 1895م آلت الحديقة والقصر إلى ابنه (أنطوني)، وفي عام 1918م، نفذ أنطوني وصية والده بإهداء الحديقة والقصر إلى بلدية الإسكندرية.
تشتمل الحديقة على مجموعة مميزة من التماثيل الرخامية النادرة لشخصيات أسطورية وتاريخية منها تماثيل المعبودة فينوس ربة الجمال عند الرومان والتي تقابلها أفروديت عند اليونان، حيث (كانت) تظهر فينوس وهي تحمل مرآة كبيرة تعكس أشعة الشمس في الصباح تجاه نوافذ القصر.
كما توجد بالحديقة تماثيل لأسود مصنوعة من المرمر، وتماثيل لفاسكو دي جاما وكريستوفر كولومبس وماجلان.
شهد القصر أحداثا تاريخية مهمة، منها توقيع اتفاقية الجلاء عام 1936م بين الحكومة المصرية برئاسة الوفد والحكومة البريطانية. كما شهد القصر استضافة عدد من الملوك، أبرزهم؛ ملوك اليونان وبلجيكا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا.
بل إن ملك ألبانيا (زوغ الأول) وزوجته الملكة (جير الدين) أقاما بالقصر بعد خروجهما من بلادهم عقب اجتياح إيطاليا، كما أقامت بالقصر عدة شهور (الأميرة فوزية) ابنة الملك فؤاد الأول، وزوجها الإمبراطور (محمد رضا بهلوي) شاه إيران السابق.
تتبع الحدائق حاليا وزارة الزراعة، أما القصر فيتبع مكتبة الإسكندرية كمركز ثقافي.، لكن تتردد معلومات أنه جاري دراسة الاستفادة من أرض هذه الحديقة التاريخية.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.