إثيوبيا .. هل فشلت مهمة المبعوث الأمريكي في وقف الحرب في تيجراي ؟
»» واشنطن تبدي “قلقاً متزايداً” من المعارك في شمال أثيوبيا
وكالات الأنباء:
فيما يبدو أنه إقرار أمريكي بفشل زيارة المبعوث الأمريكي لمنطقة القرن الإفريقي مايك هامر لإثيوبيا والتي استمرت في الفترة من ٤ الي ١٥ سبتمبر الجاري ، أبدت الولايات المتّحدة الخميس “قلقاً متزايداً” من المعارك الدائرة في شمال أثيوبيا، مناشدة المتحاربين مواصلة التزامهم إجراء محادثات سلام لإنهاء الحرب المستمرة منذ حوالي سنتين.
وكانت الخارجية الأمريكية أعلنت المبعوث الأمريكي الخاص إلى القرن الأفريقي مايك هامر إلى إثيوبيا والمنطقة من 4 إلى 15 سبتمبر ويدعو إلى وقف فوري للأعمال العدائية والبدء بمحادثات السلام.
وقال المتحدّث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس في تصريحات للصحفيين أمس الخميس ، اي عقب ساعات من نهاية زيارة مايك هامر لإثيوبيا : “نشعر بقلق متزايد من النشاط العسكري المتعاظم في شمال إثيوبيا ، و ندين بشدة استئناف الأعمال العدائية”.
وأضاف المتحدث الأمريكي ” إن هذه الأعمال لا تتماشى مع الرغبة المعلنة من جانب كلّ من الحكومة الإثيوبية وسلطات إقليم تيغراي” المتمرّد في إجراء محادثات سلام.
وأشار برايس الي أنّ المبعوث الأميركي إلى القرن الأفريقي مايك هامر قام بزيارة إلى المنطقة استمرّت أسبوعين ، التقى خلالها ممثّلين عن الحكومة الإثيوبية وجبهة تحرير تيجراي إلى جانب مسؤولين من الأمم المتّحدة والاتّحاد الأفريقي.
ولفت المتحدث باسم الخارجية الأمريكية الي أنّ المبعوث الأميركي دعا خلال الزيارة إلى “وقف فوري للهجمات العسكرية واستكمال محادثات” ، السلام التي يقود جهودها الاتّحاد الأفريقي.
وكان من المقرر أن يلتقي المبعوث الأمريكي الخاص إلى القرن الأفريقي مايك هامر خلال الزيارة بمسؤولين من الحكومة الإثيوبية والاتحاد الأفريقي، يجتمع المبعوث الخاص هامر أيضا بفاعلين في المجال السياسي ومن المجتمع المدني يمثلون مختلف مناطق البلاد لمناقشة سبل تعزيز الجهود الرامية إلى تحقيق السلام المستدام والأمن والازدهار لكامل الشعب الأثيوبي.
وطوال حوالي اسبوعين قضاها هامر في إثيوبيا لم تخرج سوي تسريبات محدودة للقاءات التي عقدها في أديس أبابا وميكيلي عاصمة تيجراي .
كان عشرة أشخاص قتلوا في غارتين جويتين على ميكيلي، عاصمة إقليم تيجراي، بحسب مسؤول طبي بعيد إعلان سلطات المنطقة انها منفتحة على وقف لاطلاق النار ومفاوضات سلام مع الحكومة الاثيوبية.
وللمرة الثانية خلال يومين، استهدفت غارتان بطائرتين مسيرتين حوالى الساعة السابعة (04,30 ت غ) “منطقة سكنية” والحصيلة هي “عشرة قتلى”، حسبما قال كيبيروم جيبريسيلاسي، المسؤول في مستشفى “أيدر ريفيرال” لفرانس بريس ، مشيرا الى سقوط 14 جريحا.
وأصاب القصف منطقة سكنية في ميكيلي وأدى إلى “قتل وجرح مدنيين أبرياء” كما كتب في وقت سابق جيتاشيو ريدا المتحدث باسم سلطات المتمردين في جبهة تحرير شعب تيغراي التي تقاتل الحكومة الإثيوبية منذ حوالى سنتين.
وكتب فاسيكا أمديسلاسي الجراح في المستشفى نفسه في تغريدة على تويتر أن امرأتين على الأقل جرحتا في أول ضربة وأن “إحداهما كانت في منزلها والاخرى كانت تستعد للخروج” حين اصيبتا.
وكتب جيتاشو رضا المتحدث باسم حكومة تيجراي علي موقع التواصل الاجتماعي تويتر ” هاجمت طائرات أبي أحمد بدون طيار قبل دقائق منطقة سكنية في ميكيلي مما أسفر عن مقتل وجرح مدنيين أبرياء ، لا يمكن لأي عمل يائس وجبان أن يعكس خسائر النظام في ساحة المعركة.
ولم تتمكن وكالة فرانس برس من التحقق من هذه المعلومات من مصادر أخرى لان الوصول الى تيجراي الذي يشهد حربا منذ نوفمبر 2020 صعب جدا وتعمل شبكات الاتصالات هناك بشكل غير منتظم.
وهذه هي ثاني الغارات الجوية الإثيوبية على ميكيلي خلال يومين بحسب سلطات اقليم تيغراي التي اتهمت الثلاثاء إثيوبيا بقصف جامعة ميكيلي بطائرة مسيرة ما تسبب بوقوع جرحى والحاق أضرار بمبان.
لم ترد حكومة رئيس الوزراء الاثيوبي أبيي أحمد على هذه الاتهامات .
تأتي تلك التطورات علي الارض بالرغم من تأكيد نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الاثيوبي دمقي مكونن خلال لقاءه مع ريتا لارانجينها ، مديرة أفريقيا في خدمة العمل الخارجي للاتحاد الأوروبي، التزام الحكومة الإثيوبية ملتزمة بعملية السلام التي يقودها الاتحاد الأفريقي معربا عن أمله في أن يدعم الاتحاد الأوروبي الجهود المبذولة لإنهاء الصراع سلميا .
ومن جانبها قالت المسؤولة الأوربية ” أن الاتحاد الأوروبي يدعم عملية السلام التي يقودها الاتحاد الأفريقي، مؤكدة على استعداد الاتحاد الأوروبي لدعم عملية السلام كما يلزم الأمر.