رواندا .. محاكمة ” كابوغا ” آخر المشتبة بهم في ارتكاب مذابح ” التوتسي “
” وكالة الصحافة الفرنسية أ ف ب ”
لعب فيليسيان كابوغا الذي يشتبه في مشاركته في تمويل مجازر الإبادة في رواندا العام 1994، دورا “كبيرا” في المذابح التي طالت اثنية التوتسي على ما رأى الادعاء في افتتاح محاكمته الخميس في لاهاي , ويعد كابوغا آخر المشتبه بهم في ارتكاب المذابح في رواندا .
وقال المدعي العام رشيد س. رشيد أمام محكمة الأمم المتحدة الخاصة برواندا “بعد 28 عاما على هذه الأحداث تهدف هذه المحاكمة إلى مساءلة فيليسيان كابوغا على دوره الكبير والمتعمد في هذه الإبادة”.
وتغيب كابوغا البالغ 87 عاما عن جلسة الخميس بعدما بدا في حالة وهن وعلى كرسي متحرك خلال جلسة في اغسطس الماضي , وكان كابوغا وهو أحد آخر المشتبه فيهم الرئيسيين في المجازر التي مزقت البلاد، أحد أغنى مواطني رواندا في 1994. وهو يحاكم لأنه وضع ثروته وشبكاته في خدمة مجازر الإبادة التي ذهب ضحيتها أكثر من 800 ألف قتيل بحسب الأمم المتحدة غالبيتهم من أقلية التوتسي.
وكان كابوغا في 1994 رئيسا لمؤسسة الارسال الحر “ميل كولين” (RTLM) التي وجهت نداءات لقتل التوتسي.
أوقف كابوغا في 16 مايو 2020 في إحدى ضواحي باريس بعدما ظل فارا طوال 25 عاما، وهو متهم خصوصا بالمشاركة في إنشاء ميليشيات انتيراهاموي، الذراع المسلحة الرئيسية لنظام الهوتو الذي ارتكب المجازر.
وقال المدعي العام “لمساندة الإبادة لم يحتج كابوغا إلى حمل السلاح أو الساطور عند حاجز ما بل هو وفر أسلحة بكثافة وسهل التدريب الذي أهل انتيراهاموي على استخدامها”.
وأضاف “لم يحتج إلى الاستعانة بمذياع للدعوة إلى إبادة التوتسي عبر الإذاعة بل أنه أسس ومول وكان رئيسا لمؤسسة الارسال الحر (RTLM) التي كانت تبث دعاية تحفز على الإبادة في كل أرجاء رواندا”.
وبدأت محاكمته الخميس عند الساعة العاشرة (الساعة الثامنة ت غ) أمام الآلية الدولية المكلفة إنجاز أعمال المحكمة الجنائية الدولية الخاصة برواندا , وبوشرت المحاكمة بمرافعات تمهيدية يليها اعتبارا من الخامس من تشرين الأول/أكتوبر عرض الأدلة.
وقد وجهت إليه خصوصا تهم ارتكاب إبادة جماعية والحث المباشر والعلني على ارتكاب إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية من بينها الاضطهاد والقتل , وقد دفع ببراءته خلال مثوله الأول أمام المحكمة العام 2020.
سعى محاموه لتجنيبه المحاكمة نظرا إلى وضعه الصحي. إلا أن غرفة البداية في المحكمة الأممية رأت في منتصف حزيران/يونيو أن وضع فيليسيان كابوغا البالغ87 عاما يسمح بمحاكمته.
وبعد 28 عاما على الإبادة، هذه المحاكمة مرتقبة جدا في رواندا خصوصا في مسقط رأسه نيانغه شمال غرب كيغالي , وولد كابوغا في عائلة مزارعين وبدأ حياته المهنية بائعا جوالا قبل أن يصبح رجل أعمال ثريا يملك عدة مزارع شاي في بلدته والمحيط.
وقال اناستاز كاميزينكونزه أحد كوادر جمعية الناجين من الإبادة في رواند (إيبوكا) لوكالة فرانس برس “ننتظر هذه المحاكمة بفارغ الصبر لأنها تاخرت”.
وسيقدم الادعاء أكثر من 50 شاهدا خلال هذه المحاكمة. وقد صدر عن المحكمة الخاصة برواندا 62 حكم إدانة.
كابوغا هو من آخر المشتبه فيهم الرئيسيين في الإبادة الرواندية الذي يحال على المحاكمة , فآخرون مثل اوغستان بيزيمانا أحد كبار مهندسي هذه المجازر وبروتاي مبيرانيا القائد السابق لكتيبة الحرس الرئاسي في القوات المسلحة الرواندية، توفوا ولم يمثلوا أبدا أمام القضاء الدولي , ورغم التهم الموجهة إليه لا يزال كابوغا يلقى دعما في بلدته.
وتقول الفونسيف موسينغيمانا ” 35 عاما ” التي عملت عندما كانت طفلة إلى جانب أفراد من عائلتها في المزارع العائدة لكابوغا “كان يدفع لنا أجرا جديا”.