سياحة وطيران

حور وست/ 6 (ست يضرب حور)

تناول موقع المجرة في سلسلة مقالات، واحدة من أهم الأساطير عبر التاريخ، سبقت حكايات كتبها أعظم المؤلفين وكانت الأعظم، وهي أسطورة من طراز خاص، تناولها الكاتب الدكتور حسين دقيل، الباحث في الآثار اليونانية والرومانية، بصورة غاية في الجمال والتصور الذي يجعلك تعايش الأحداث.. إيزيس وأوزوريس.

الجزء السادس

وبعد أن خدعت (إيزيس) ست، وجعلته يعترف على نفسه بأن الحق في العرش أن يُعطى لابن الرجل وليس لأخيه. وبعد أن وُضِع التاج الأبيض على رأس (حور) بن (إيزيس)، صاح (ست) عاليًا أمام التاسوع ، ثم قال: هل ستُعطَى الوظيفة لأخي الصغير، وأخوه الأكبر ما زال موجودًا هنا؟!


ثم حلف ست يمينًا وقال: ينبغي أن يُنزَع التاج الأبيض من رأس حور بن إيزيس، وينبغي أن يُلقَى به في الماء حتى يمكنني أن أتنازع معه على الوظيفة (أي على الحكم)!

أقرأ أيضا: حور وست .. الحلقة الأولى

إقرأ أيضًا: حور وست/ 2.. (نيت تحكم)

إقرأ أيضًا: حــور وســت/ 3.. (كيــف أضحكــت حتحـور والدهــا رع؟!)

إقرأ أيضًا: حور وست/ 4.. (إيزيس تمكر بـ ست)

قرأ أيضًا: حور وست /5.. (ست يحكم على نفسه)


وعندئذ وافقه (رع) على ذلك. فقال ست ﻟ حور: تعالَ وليتقمص كلٌّ منَّا جاموس بحر، ودعنا نغص في الماء، ومَن يطفُ على سطح الماء قبل مضي ثلاثة أشهر لا يُعطَ هذه الوظيفة.


وعندئذٍ غطس كلاهما في الماء وقعدت «إيزيس» تبكي …
وقالت: إن ست قد قتل ابني حور. ثم أخذت كمية من الغزل وفتلت حبلًا، ثم أخذت رطلًا من النحاس وصهرته وصنعته سلاحًا للماء، ثم ربطت فيه الحبل وألقته في الماء في المكان الذي غطس فيه حور وست، فاشتبك السلاح في
ابنها حور.


فصاح حور عاليًا ونادى: النجدة يا والدتي إيزيس يا أمي! مُرِي سلاحك حتى ينفك عني، إني حور بن إيزيس.
فصاحت إيزيس عاليًا آمِرَةً سلاحها أن: انفكَّ عنه، انظر، إنه ابني حور طفلي هو ذا. فانفك سلاحها عنه.


وبعد ذلك ألقت به في الماء ثانيةً فاشتبك سلاحها في ست، فصاح ست عاليًا وقال: ماذا فعلت ضدك يا أختي إيزيس!
مُرِي سلاحك أن ينفكَّ عني، إني أخوك من أمك يا إيزيس.

1 16 حور وست/ 6 (ست يضرب حور)


فآلمها قلبها من أجله جدًّا، ثم ناداها ست قائلًا: هل تحبين الغريب أكثر مما تحبين أخاك من أمك؟!
فأمرت إيزيس سلاحها قائلة: انفكَّ عنه، انظر، إنه أخو إيزيس من الأم ذلك الذي عضضته. وعلى ذلك انفكَّ السلاح عنه.


من أجل ذلك غضب حور» من إيزيس أمه وخرج، وكان وجهه وحشيًّا كأنه فهد من الوجه القبلي، وكان سكينه الذي يزن ستة عشر رطلًا في يده، فقطع رأس والدته إيزيس ووضعه في حضنه، وصعد إلى الجبل، وعلى ذلك تقمَّصت إيزيس تمثالًا من الظرَّان بدون رأس.
ثم قال رع لـ (تحوت): مَن هذه التي حضرت؟ إنها حقًّا بدون رأس.
فقال تحوت لـ رع: يا سيدي الطيب إنها إيزيس العظيمة أم حور، وقد قطع ابنها حور رأسها.


فصاح رع عاليًا وقال للتاسوع: سنسرع ونوقع عليه عقابًا صارمًا!
وعلى ذلك صعد التاسوع إلى الجبل ليبحثوا عن حور بن إيزيس، ولكن حور كان قد أمضى الليلَ تحت شجرة بإقليم الواحة، وقد وجده ست وقبض عليه، وألقاه على ظهره على الجبل واقتلع عينيه من مكانهما ودفنهما في الجبل، غير أن عينيه نمَتَا فصارتا زهرةَ اللوتس وأضاءتا الأرض.


وعندئذٍ رجع ست وخاطَبَ رع كذبًا قائلا: إني لم أجد حور. والواقع أنه وجده.


ثم ذهبت (حتحور) ووجدت (حور) كما كان مضطجعًا يبكي في الصحراء، فأمسكت بغزالة وحلبتها وقالت لـ حور: افتح عينك حتى أضع فيها هذه النقط من اللبن.


ففتح حور عينه ووضعت فيها نقط اللبن؛ وضعت في العين اليمنى، ووضعت في اليسرى، وقالت له: افتح عينك. ففتح عينه، فتأملتها ووجدتها سليمة.


وعندئذٍ ذهبت إلى رع لتقول: إن «حور قد وُجِد وقد اقتلَعَ عينَيْه ست، ولكني قد أعدتهما ثانيةً. انظر، إنه آتٍ.
وعندئذٍ قال التاسوع: فَلْيُنَادَ على كلٌّ من حور وست ويُفصل بينهما.
ثم …..

نقلًا عن الباحث في الآثار الرومانية واليونانية، المبدع د.حسين دقيل.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »